حمزة فراتي

مأساة حقيقة تلك التي يعيشها النازحون من مدن وبلدات دير_الزور في داخل مخيمات النزوح في #الحسكة التي تشرف عليها الإدارة الذاتية الكردية ويدخل النازحون إليها بإشراف قوات يوريا الديموقراطية، فمع ارتفاع أعداد النازحين خلال الفترة الأخيرة وازدياد عدد المخيمات، يزداد إهمال تلك المخيمات وضعفها خدمياً، إضافة إلى ما ينقله بعض المقيمين فيها من “معاملة سيئة”.

مخيم المبروكة

يعيش قرابة 4000 آلاف نازح من أبناء دير الزور في #مخيم_المبروكة الذي أنشأته الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة (محافظة الحسكة) في أوائل العام الجاري 2016 في بلدة مبروكة، 40 كم جنوب غرب مدينة رأس العين، أي على تخوم محافظتي الرقة ودير الزور تماماً.

يقول مصطفى الحمد (من ريف الزور استطاع الخروج من مخيم المبروكة هو وعائلته) في حديث لموقع الحل “إن الظروف المأساوية التي كنا نعيشها بداخل المخيم، ولايزال يعيشها مئات المحتجزين من نساء وشيوخ وأطفال لم يتمكنوا من الخروج منه، تجسد تماماً حجم الكارثة المحيطة بهم، وخاصة مع بدء انخفاض دراجات الحرارة وتساقط الأمطار، فمعظم العوائل تجلس في العراء بدون خيم بحجة عدم توفرها”.

وأكد المصدر أن تلك الظروف “لا تساوي شيئاً أمام الإهانات والشتائم التي يتعرض لها القادمون من مناطق الاشتباك بدير الزور أو الرقة من قبل عناصر واحدت حماية الشعب الكردية المسؤولة عن المخيم، فالتهمة دائما جاهزة وهي داعشي أو حواضن الدواعش”، مشيراً إلى معظم الواصلين الجُدد إلى المخيم لا يمتلكون إي إثبات شخصي، “وهذا سبب كفيل لأي عنصر لسبه أو شتمه، فهو بنظرهم أحد عناصر التنظيم الفارين” على حد قوله.

يذكر المصدر مثالاً على ذلك فيقول “مع وصول عائلة من قرية #الدحلة بريف دير الزور الشرقي مؤلفة من الأب والأم والأولاد، طلب أحد العناصر من الأب إثباته الشخصي، فكان جوابه أنه لا يملك شيئاً لأن عناصر #الحسبة قاموا بأخذ هويته الشخصية في وقت سابق لمخالفته اللباس الشرعي، لينهالوا عليه بالضرب والشتم أمام عائلته” وفق المصدر.

تتعرض النساء وفق المصدر لمعاملة سيئة أيضاً “فقد تعرضت سيدة من مدينة #الميادين لكلام مهين من قبل أحد العناصر، عند طلبها السماح بالخروج مع أطفالها من المخيم إلى داخل مدينة الحسكة، كون أحد أطفاله يعاني أزمات ربو حاد”.

ينقل المصدر تفاصيل ضعف الخدمات في المخيم “بعدم وجود حمامات، أو دورات مياه، والطعام الذي يتم توزيعه على قليل جداً، والمياه غير متوفرة بشكل دائم، وعند توفرها توزع مرتين باليوم فقط” بحسب الحمد.

مخيم السد (قانا)

 أوضاع النازحين في مخيم السد مشابهة تماماً لأوضاعهم بباقي المخيمات الأخرى، بحسب شهادات من مدنيين تمكنوا من الخروج منه بعد دفعهم مبالغ مالية وصلت 700 دولار للشخص الواحد لبعض السماسرة وفق المصادر (هم من المقاتلين حسب المصادر)، وآخرون لازالوا عالقين بداخله لم يسعفهم الحال بالخروج ، وشبكة الإنترنت السورية تغطي بنسبة قليلة مكان المخيم حيث يستخدم بعض الأشخاص تطبيق الواتس آب للتواصل مع أقربائهم وذويهم في الخارج.

محسن الصالح، نزح مع عائلته من الرقة إلى مخيم قانا بعد بدء معركة قوات سوريا الديمقراطية #قسد في الرقة ضد تنظيم #داعش، يقول لموقع الحل “وصلت إلى المخيم قبل ما يزيد عن شهرين وإلى الآن لم أحصل على خيمة من إدارة المخيم”، مشيراً إلى أن “أعداد العائلات أضعاف أعداد الخيم الموجودة، عداك عن المعاملة القاسية من قبل إدارة المخيم لكافة العوائل المتواجدة بداخل المخيم”، يقول المصدر “حاولت مرات عدة الخروج من المخيم باتجاه ريف #حلب حيث يمكث أقارب لي، إلا أن كافة محاولاتي باءت بالفشل ومرفقة بعدة إهانات من قبل العناصر المسؤولين” على حد وصفه.

واشتكى الصالح من المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم بشكل شبه يومي، حيث “عملهم يتمثل في جمع المعلومات عن النازحين، وتعبئة استبيانات خاصة بهم مع التقاط صور ومن ثم يغادرون المخيم”.

وفي حالة أخرى في مخيم قانا تقول سناء العبدالله (معلمة من محافظة دير الزور) “أُجبرت على النزول في المخيم رغم حصولي على تحديد مركز عمل في محافظة الحسكة، أحضروني إلى المخيم وقالوا لا يمكنك مغادرة المخيم دون كفيل، وبعد إيجاد الكفيل رفض (الكومين) وهو مجلس القرية أو الحي، التوقيع على الكفالة، والأشايس رفضوا التوقيع، وطلبوا أن تكون كنية الكفيل مطابقة لكنية المكفول”.

وتضيف سناء “لم نستلم إلا الخيم والبطانيات مجاناً من الهلال الأحمر، وتغيب الرعاية الطبية والنظافة عن المخيم بشكل كامل، كما أننا نضطر لشراء المياه والخبز وما توفر من معلبات”.

ولفتت إلى أنها تمكنت من الهرب بعد دفعها مبلغ 700 دولار لسمسار “يتبع لعناصر من الوحدات” حيث سهل لها طريق الخروج من المخيم والدخول لمدينة #الحسكة، على حد قولها.

وحال أبو عدنان من ريف دير الزور لم يكن أفضل، حيث قال لموقع الحل “إن الخيم التي نسكن فيها كنا نستخدمها سابقًا لتربية الأغنام؛ الوضع سيئ جدًا والمنظمات الإغاثية تأتي للتصوير و تقديم الوعود فقط، والشتاء دخل، ومياه الأمطار ليلة أمس قد بللت الأغطية التي ينام بها أطفال، فما هو مصيرنا خلال الأيام المقبلة؟”.

وفاة نازحين داخل المخيمات

 يقول محمد عيسى (ناشط من دير الزور) لموقع الحل، “إن مخيم السد شهد عدد من حالات وفاة لنازحين من ريف دير الزور، كان آخرها طفل يبلغ من العمر 12عاماً نتيجة الجفاف، وقبله فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات نتيجة أزمات الربو التي كانت تعانيها، وشاب كان يعاني من مرض الكلى أيضاً، ورجل مسن يعاني من مرض القلب.. هؤلاء تم منعهم من مغادرة المخيم باتجاه مشافي مدينة الحسكة أو القامشلي من قبل إدارة المخيم” على حد قوله.

وأضاف المصدر “تم توثيق 22 مدنياً بالاسم توفوا في مخيمات الحسكة، 10 أشخاص منهم في مخيم السد، و10 أشخاص في مخيم #عين_عيسى، وطفلان في مخيم المبروكة” يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.