فتحي أبو سهيل

مع انتظار بعض الأسر لحصصهم من #مازوت التدفئة، بدأت أسر أخرى بتجهيز مؤونة الشتاء من الحطب، الذي بات بديلاً سهلاً ورخيصاً للحصول على الدفئ في فصل #الشتاء وخاصة مع عدم ضمان الحصول على مخصصات المازوت، إضافة إلى عدم ضمان استقرار التيار #الكهربائي، أو توفر الغاز.

معاناة الحصول على المازوت في فصل الشتاء مستمرة منذ سنوات طويلة حتى قبل الحرب الحالية، فبعض الأسر  تضطر لشراء #المازوت الحر بعد انتهاء مخصصاتها، ومنها من لا يحصل على المخصصات نهائياً، فيضطر للجوء إلى السوق السوداء، ومع كل فصل شتاء تبدأ السوق #الموازية بالإنتعاش، وهذا ماحدث هذا العام أيضاً.

أسلوب سرقة

وكشف أحد العاملين على صهاريج #المازوت الصغيرة التي تقوم بتوزيع المادة للتدفئة حالياً، بالتعاقد مع شركة #سادكوب، عن أساليب #الغش المتبعة من قبل صاحب السيارة لتوفير كميات من المادة وبيعها في السوق السوداء، وقال “المسافة بين السيارة وخزان المازوت هي ثروة بالنسبة لصاحب الصهريج، فكلما زادت المسافة زادت أرباحه”.

ويشرح العامل مفضلاً عدم ذكر اسمه “يضع صاحب السيارة صنبوراً في نهاية #الخرطوم، وعندما يصل العداد إلى كمية الليترات المطلوبة، يوقف الضخ من السيارة ويصرخ للعامل بإغلاق الصنبور من عنده، ويسحب الخرطوم، ليفتحه مرة أخرى عند زبون آخر ويضخ ماعلق بداخله، وفي نهاية اليوم يكون هناك على الأقل حوالي 100 ليتر فائض.

تجار المازوت

يقوم صاحب #الصهريج ببيع الفائض بالبيدونات، كل 20 ليتر بـ 6 آلاف ليرة سورية حالياً أي أنه يبيع الليتر بـ 300 ليرة سورية علماً أن سعره الرسمي من “سادكوب” للصناعيين والتجار 290 ليرة ويعتبر هذا السعر غير مدعوم.

وعلى هذا يحقق صاحب السيارة يومياً أرباح تقدر بـ 30 ألف ليرة سورية عدا عن الأرباح المحددة له بـ 3 ليرات للتر الواحد، حيث يباع واصل للمنزل بـ 186 ليرة، بينما سعره الرسمي المحدد في “سادكوب” هو 183 ليرة سورية، إضافة إلى الرشاوى التي يحصل عليها من #الزبائن لتقديم دورهم.

يؤكد العامل وهو مساعد سائق، أن سعر #المازوت الذي يباع في السوق السوداء بهذا الأسلوب، يرتفع مع انخفاض درجات الحرارة أكثر، وازدياد الضغط على الموزعين، متوقعاً حدوث ذلك مع بداية الشهر القادم.

الحطب

الحل البديل والمتوفر حالياً، ولم يتعرض لأزمة انقطاع من السوق خلال السنوات السابقة، هو #الحطب، حيث ارتفع سعر الكيلو إلى حوالي 85 ليرة سورية في دمشق وريفها لخشب المشمش والزيتون والدراق بينما كان العام الماضي بين 50 – 60 ليرة، ووصل سعر كيلو حطب السنديان إلى 100 ليرة أو أكثر بينما كان العام الماضي حوالي 75 ليرة، ويزداد سعر الكيلو تبعاً لجفاف #الحطب وحجمه، ويمكن أن تشتغل المدفأة حوالي الساعتين بالكيلو الواحد.

ويشار إلى أن العائلة بحاجة 5 ليتر من #المازوت يومياً بشكل وسطي للتدفئة، أو 3 كيلو حطب، وبالحد الأدنى، وبالتالي تنفق الأسرة 930 ليرة على المازوت يومياً، و255 ليرة للحطب، وشهرياً حوالي 28 ألف للمازوت، و7650 للحطب.

أما ريف #دمشق الخارج عن سيطرة النظام، فقد بلغ سعر كيلو #الحطب في الغوطة الشرقية بين 350 – 400 ليرة، مع اقتراب فصل #الشتاء وزيادة الطلب عليه في ظل انخفاض الكميات الموجودة بعد سيطرة قوات النظام على مساحات واسعة من الأراضي التي تعتبر مصدراً مهماً للحطب مثل دير العصافير، زبدين، بزينة، بالا وغيرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.