حمزة فراتي

سياسة القتل والترهيب كانت ركيزةً أساسية اعتمدها تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، عند بدأ بسيطرته على أي مدينة أو قرية ، فقد ارتكب عدة جرائم بحق مدنيين أبرياء في مناطق سيطرته سواء في الرقة أو دير الزور، وغالبيتها بتهم واهية، كان الهدف منها ترهيب المنطقة التي بدأ بفرض نفوذه عليها في وقت سابق.

في بداية سيطرته على معظم أجزاء محافظة دير الزور، قام بعدة انتهاكات (قتل ونهب وتشريد) بحق أبنائها وخاصة مافعله بمدنيي مدينة الشعيطات (أبوحمام) بريف دير الزو رالشرقي. حيث قتل المئات منهم، وشرّد من تبقى عن منازلهم لمدة عامين، واستباح أموالهم وأملاكهم كافة.

كل ماسبق يثير مخاوف من اندلاع حرب انتقام بين أهالي المنطقة، وخاصة بعد انهيار التنظيم وانحساره في مساحات قليلة بعد المعارك الأخيرة التي واجهها ضد قوات النظام وحليفته روسيا من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية #قسد المدعومة من الإدارة الإمريكية من جنب آخر.

 مدنيون يتوعدون مناصري وذوي عناصر التنظيم بالانتقام

 بعض من أهالي قرى الريف (الشرقي والغربي) بدير الزور ممن تعرضوا للتعذيب والظلم وسلب للحقوق على يد تنظيم #داعش، أكدوا أنهم لن يعفوا عن أولئك الذين قدّموا الدعم للتنظيم الذي أجرم بحقهم وحق أبنائهم أبداً، بحسب إفادات بعضهم لموقع الحل .

يقول (أ.ع) (من ريف دير الزور الشرقي) لموقع الحل، إن “مسلحي تنظيم داعش اعتقلوا ولده الأكبر ويبلغ من العمر 22 عاماً من منزله بتهمة أنه منشق عن جيش النظام، ثم قاموا بإعدامه على مرأى من سكان المنطقة جميعاً بعد 19 يوماً من اعتقاله، بتهمته كاذبه هي التواصل مع قوات النظام”.

ويضيف “إنني أعلم هوية الأشخاص الذين قاموا باعتقال ابني من المنزل، وأعلم أيضاً هوية من قام بتنفيذ حكم الإعدام فيه، فقد كانوا سبباً بدمار عائلة ابني الذي ترك طفله البالغ من العمر سنة واحدة فقط وزوجته، إضافة إلى عذابنا أنا وأمه وأخوته الصغار وكافة ذوينا” مؤكداً أنه “لن يسامحهم أبداً، وأنه يعلم كيف ينتقم منهم، ومهما حصل فسوف ينتقم”.

من جهته قال (محمد خ) (من مدينة الشعيطات)، والذي أقدم تنظيم داعش على قتل أربعة من إخوته وعمّه وزوجة عمه وثمانية من أبناء عمومه وأخواله، إن “أنصار تنظيم داعش أطلقوا رصاصةً على رأس عمي وقتلوه، وقتلوا زوجته بالطريقة نفسها، كما قاموا بنحر إخوتي وأولاد عمومي وأخوالي، وكل ذلك بسبب بقائهم في المدينة أثناء المعارك كون التنظيم قبل دخوله أعطى فرصة لخروج كافة أهالي الشعيطات من المدينة محذراً أي شخص يبقى بأنه سيتم قتله، إلا أن أعداداً كبيرة رفضت وفضلت البقاء على النزوح والتشرد ظناً منهم بأنهم لم يشاركوا بالقتال لذا سيتم العفو عنهم  فكان مصيرهم القتل إما نحراً أو رمياً بالرصاص”.

وأكد محمد بأنه وأقاربه الذين تمكنوا من الهروب والنجاه من آلة داعش الإجرامية أثناء ماحدث في المدينة، لن يرحموا العناصر الأنصار “فهم معروفون بالنسبة لنا كوننا أبناء منطقة واحدة.. لن نعفو عنهم أبداً وسيكون مصيرهم مشابه لما اقترفوه” على حد تعبيره.

حال (خ.س) من مدينة #القورية لا تختلف كثيراً عن سابقيه، حيث اعتقلته دورية الحسبة بحجة التدخين، وتم نقله للقيام بأعمال الحفر والتدشين بالقرب من المطار العسكري، حيث فقد ساقه اليمنى بقصف للنظام على مكان تواجدهم ، ولم يكتف التنظيم بذلك بل قام بتغريمه بمبلغ 25 ألف ليرة.

يقول خ “أعلم تماماً هوية الشخص الذي أبلغ التنظيم عني، وهو أحد أمنييه من المدينة ذاتها، فهو كان سبباً بفقداني لساقي وعجزي عن العمل، الذي اثر على دخل عائلتي المؤلفة من ثمانية أشخاص، فأنا أعمل في مجال البناء”.. مؤكداً أنه لن يسامحه أبداً، وأنه يعلم كيف ينتقم منه.

كذلك (ت.ح) (من ريف ديرالزور الغربي – مقاتل في أحرار الشرقية) مقيم في مدينة #إعزاز، يقول “لن أغفر لاي داعشي أو مناصر لهم، فهم من تسببوا بقتل أخوتي الثلاث نحراً أمام أعين إخواتي ووالدي، فسوف أنحرهم حتى وإن بقي يوم في حياتي فأنا أعرفههم جميعاً والوقت قد اقترب لأخذ ثأئرنا من هؤلاء” على حد تعبيره.

عوائل اكتفت بعودة أبنائها المغيبين

عوائل وأشخاص آخرون اكتفوا بأن يكون أبنائهم وذويهم المغيبين في السجون التنظيم على قيد الحياة وأن يعودوا إليهم فقط، حيث تقول أم خالد من قرية #بقرص بريف دير الزور الشرقي “التنظيم عند بداية دخوله للمنطقة اعتقل اثنين من أولادي بحجة انتمائهم لفصائل قامت بقتالهم، حيث قام بإعدام الأصغر ويبلغ من العمر 19 عاماً عند دوار مدينة الميادين، ولكن لا أعرف مصير ولدي الآخر، فهو والد لطفليتن ولانعلم عن كان على قيد الحياة أم تم قتله، ونحن عائلته لانفكر لا بانتقام ولا بأي شيء آخر سوى عودة خالد إلينا، علماً أننا نعرف أسماء الأشخاص الذين قاموا باعتقالهما، أما ابني الذي قُتل فإن الله أراد ذلك ولاعتراض على حكمه، وإن الانتقام سيأتي من الله وليس منا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.