نزار حسان

سامي كشور (شاب مسيحي من #الرقة يعيش الآن في تركيا) خاض تجربة الحياة تحت سلطة #داعش مدة طويلة، تحدّث لموقع الحل عنها، واصفاً ما فرضته عليهم داعش كمسيحيين بالقوانين الصارمة جداً، بدءاً من إلزامهم بالزي الشرعي إلى جانب عدة أمور آخرى منها عدم السماح لهم بالاحتفال بالأعياد والمناسبات الخاصة بهم، ومنعهم من إظهار الصليب والكتب المقدسة، وكل ذلك كان تحت طائلة العقوبة والغرامة، على حد قوله.

حياة كشور كانت مليئة بالخوف المضاعف الذي ينتابهم أثناء المرور بمقربة من حواجز التنظيم ونقاطه الأمنية بداخل المدينة، لمجرد الانتماء إلى دين لا يقر به عناصر داعش ولا يرضون عنه جملة وتفصيلاً.

يقول المصدر كانت أعداد أسر المسيحين عندما دخلت داعش إلى الرقة حوالي 1500 أسرة حسب احصائيات أجريت في عام 2014، وبعد الانتهاكات وفرض الجزية بقي مايقارب 30 عائلة فقط أغلبهم استمروا في الرقة تحت سلطة داعش حتى بدء المعارك الأخيرة التي نزح فيها كل سكان المدينة تقريباً.

الكنائس

قال كشور إن التنظيم قام بمصادرة معظم المباني والأوقاف المسيحية داخل المدينة، ومنها نادي الأرمن حيث قام بتحويله لمركز دعوي يتبع لديوان الأوقاف الخاص بالتنظيم، وقام بمصادرة أملاك المسيحيين الذين غادروا المدينة لحظة دخوله.

الجزية

فرض التنظيم على من رضي من المسيحيين البقاء في المدينة جزية مالية، بدأت بمبلغ 25 ألف ليرة سورية عن العاطل عن العمل، و50 ألفاً للعامل، ومئة ألف لأصحاب الأملاك والمحال التجارية، وفي حال تخلفت إحدى العائلات عن الدفع كان يتم طردها خارج المدينة والاستيلاء على ممتلكاتها.

تلك الجزية كانت تعتبر عبئاً ثقيلاً على الكثير من العائلات في ظل  الظروف التي عانوها من توقف لأعمالهم التجارية داخل المدينة بعد سيطرة التنظيم عليها.

وأشار المصدر إلى أن أغلب العوائل المسيحية اضطرت الى بيع ممتلكاتها بنصف الثمن وغادرت المدينة خشية من أطماع التنظيم وسعية للاستيلاء عليها.

شروط الجزية

خيّر داعش مسيحي الرقة بين أن يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية، أو يعتبروا أنفسهم محاربين رافضين لـحكم الشرع، وأصدر بعد سيطرته بشكل كامل على المدينة، في شباط/فبراير 2014، سلسلة أحكام أسماها (عقد الذمة في الشام بين الدولة الإسلامية ونصارى ولاية الرقة) يتضمن العقد مجموعة أحكام ينبغي على المسيحيين الالتزام بها تحت طائلة العقوبات بحسب إفادة كشور.  حيث “يتوجب على النصارى الإلتزام بدفع جزية عن كل ذكرٍ منهم، مقدارها أربعة دنانير من الذهب على أهل الغنى ونصف ذلك على متوسطي الحال ونصفها على الفقراء، وأن لا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها”.

مضيفاً أنه عليهم أن لا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم أمام  المسلمين أو في أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم.

انتهاكات

ذكر كشور قيام عناصر الحسبة سابقاً بجلد شاب مسيحي يبلغ من العمر 17 عاماً وسط ساحة النعيم بسبب وضع سلسال يحمل صليب في رقبته، إضافة إلى تغريمة وحبسه لمدة 10 أيام.

وأيضاً قاموا بجلد شاب مسيحي آخر،  في حي النهضة بسبب حملة صورة لمريم العذراء في جيبه أثناء تفتيشه على أحد الحواجز.

كما قامت عناصر الحسبة النسائية باعتقال امرأة مسيحية لعدم ارتدائها اللباس الشرعي الكامل الذي فرض على المسيح كما فرض على المسلمين، حيث قام عناصر التنظيم بجلد زوجها وتغريمه وحبسه لمدة 20 يوماً، وفق المصدر.

من المعروف أن غالبية الأحكام التي تتضمن اللباس الشرعي والتضييق على النساء، وخنق المجتمع، كانت تطبق ضد كل سكان المناطق الخاضعة للتنظيم، وغالبيتهم العظمى من المسلمين السنة، إلا أن عائلات قليلة من المسيحيين بقيت تحت سلطة التنظيم لتطبق بحقهم إضافة إلى ما طبق تجاه المسلميين مجموعة من القوانين الصارمة الإضافية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.