حمزة فراتي

لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، محافظاً على أساليب الخدعة والحيلة فيما يتعلق بأمور القتال ومواجهة الخصم، فعلى الرغم من الخسارات المتتالية التي يمر فيها حالياً، إلا أنه لايزال يضم في جنباته عناصر أجانب مدربون على خوض أعتى الحروب، سواء في الصحاري أو في داخل المدن (حروب شوراع) وهو الأسلوب الذي يتبعه في معاركه الحالية ضد قوات النظام من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية #قسد من طرف آخر.

يشرح علي الفلاح (ضابط متقاعد من ريف دير الزور الشرقي وعنصر منشق عن التنظيم) في حديث لموقع الحل عن حرب الشوارع التي يتبعها التنظيم خلال معاركه الأخيرة بدير الزور فيقول “يتلقى عناصر التنظيم تدريبات خاصة على خوض حروب الشوارع، وذلك ضمن معسكرات يبدأها العنصر من لحظة دخوله بصفوفهم على يد أمهر المدربين لديه (عناصر غربيون)، بحيث يكون مهيأً لخوض شتى أنواع المعارك”.

حرب الشوارع هي معارك حربية تجري داخل المدن؛ يُخاض فيها القتال عبر شوارعها وأبنيتها، وتتميز عن الأنواع الأخرى للحرب بصعوبتها وخطورتها وطول مدتها، كما تختلف عنها في مهاراتها وأحياناً أسلحتها الخاصة، التي قد تهزم بها مجموعة من المقاتلين المدربين والصبورين أعتى الجيوش المجهزة بأحدث العتاد، وقد اتبعها التنظيم أيضاً خلال معارك #الرقة ضد قوات #قسد.

وأضاف الفلاح إن التنظيم يعتمدها الآن في أحياء سيطرته بداخل مدينة دير الزور ضد قوات النظام التي أنهكها وكبدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بسبب ذلك، وخاصة في منطقة #حويجة_صكر التي قتل فيها أبرز قادة الأخير ومنهم قائد العمليات العسكرية بدير الزور #عصام_زهر_الدين .

وأشار الفلاح إلى أن حرب الشوارع (العصابات) تعتمد بشكل حاسم على معنويات المقاتلين، لأنها من أشرس المعارك وأشد العمليات العسكرية الميدانية تعقيداً، لا سيما عند وجود مجموعات متحركة تجيد قنص الدبابات والمقاتلين أثناء تحركهم في شوارع المدن، كمجموعة الزبير الليبي المتنقلة بداخل أحياء مدينة #دير_الزور والتي تضم عدداً من المقاتلين الأنصار والمهاجرين المدربين وتعداداهم لا يتجاوز 40 عنصراَ، حيث قامت تلك المجموعة بقتل أعداد كبيرة من عناصر النظام وتدمير آليات له خلال الشهرين الماضيين، على حد قوله.

خطورة حرب الشوارع

لحروب الشوارع مخاطر عدة من وجهة نظر الفلاح وكان أهمها انعدام أو تعذر تأمين خطوط الإمداد بالمؤن والذخائر، وكثرة العوائق والسواتر، وكثافة وجود المدنيين، وما حصل أثناء معارك الرقة وريف دير الزور الشرقي الأخيرة خير مثال على ذلك، فقد قتل مئات المدنيين سواء أثناء الاشتباكات أو بقصف الطيران الحربي لمواقع الاشتباك، على حد وصفه.

وتلجأ قيادة التنظيم العسكرية خلال حرب الشوارع إلى مجموعة من الإجراءات الدفاعية الفعالة، من بينها توزيع مقاتليها إلى مجموعات مجهزة بالأسلحة المناسبة (المدافع، الهاونات، البنادق، القنابل، الأسلحة المضادة للدروع والدبابات، معدات الرؤية والقنص) ولديها خبرة واسعة في إعداد الكمائن ومعرفة تامة بالمناطق التي تقاتل فيها، ومن أهمها (البتار ويرأسها سلمان الليبي ومجموعة أسود الخلافة يرأسها أبو محمد الأنصاري من مدينة البوكمال، ومجموعة فرسان الخلافة والتي يرأسها عامر الجمل أحد أبناء عمومة صدام الجمل أحد أكبر الشخصيات في التنظيم من مدينة البوكمال أيضاً) بحسب المصدر.

أما على المستوى التخطيطي؛ “يضع المسؤولون العسكريون في التنظيم، خطة دفاعية وأخرى هجومية، ويوضحون لكل عنصر من مقاتليهم دوره بدقة وفي الوقت المناسب. وعند التحرك نحو الخصم عبر الشوارع يجب التقيد بضوابط أمنية خاصة من بينها: إتقان أفضل أساليب ووسائل التخفي، وإجادة فنون القتال الفردي، وتجنب القتال الانفرادي والحذر من الاستخفاف بمقاتلي العدو. هذا إضافة إلى ترشيد استخدام المؤن والذخائر، وتفادي الانكشاف أمام قناصة العدو، واكتساب مهارات تسلق الجدران والحواجز، والاستفادة من الأزقة والعوارض والرمي من خلف زوايا المباني، وسرعة الحركة وتجنب التوقف في الشوارع، والحرص على تمييز المدنيين من المقاتلين عند الاستهداف” بحسب الفلاح.

“حرب الشوارع كابوس مزعج لقوات النظام وكذلك لقوات قسد” .. يتابع الفلاح حديثه، فهم يتحاشون الخوض في حروب العصابات معه في داخل المدن، كونه متمرس بشكل كبير فيها، ولذلك يوصون بشن حملة قصف مكثفة على المدن المستهدفة سواء بالطيران الحربي أو بالمدافع وراجمات الصواريخ لتدميرها كليا أو جزئياً قبل التمكن من دخولها، وهذا مافعلته قوات النظام بمدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي والقرى المحيطة بها أثناء معركة السيطرة عليها مؤخراً، على حد قوله.

السرعة في الالفتاف والمناورة

شن عناصر التنظيم هجوماً معاكساً خلال ساعات قليلة على قريتي الشولا والكباجب شرقي مدينة دير الزور خلال الشهر الفائت، بعد أن أعلن النظام سيطرته عليهما وتأمينهما بشكل كامل، حيث قام داعش بقتل وأسر عشرات من جنود وعناصر النظام ومن ضمن الأسرى اثنان من القوات الروسية الرديفة، حيث بقيت القريتان تحت سيطرته لمدة يوم كامل قبل انسحابه بعد القصف المكثف الذي تعرض له من قبل الطيران الحربي النظامي والروسي.

يشير المصدر إلى أن التنظيم أثبت قدرته على تنفيذ تفجيرات واغتيالات في المناطق التي خسرها كما فعل بحي العمال بداخل مدينة دير الزور حيث استهدف تجمعاً لقوات النظام فيه بمفخختين أدت لمقتل أكثر من 30 عنصراً بينهم ثلاثة ضباط علماً أن النظام أعلن تأمينه للحي المذكور بشكل كامل، ما يشير إلى “قدرة التنظيم على اختراق صفوف معارضيه من خلال الالتفاف والمناورة وحرب الشوارع”.. يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.