مع إعلان أبو بكر #البغدادي الخلافة من #الموصل في صيف عام 2014، وصل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى أوجه، فارضاً نفوذه على أكثر من 50 بالمئة من #سوريا مستغلاً الفوضى التي خلفتها الحرب، ومساحات شاسعة من #العراق الذي كان يشهد في تلك الفترة حراكاً شعبياً في مناطق العشائر العربية ضد حكومة نوري المالكي المتهمة بالتمييز ضد أبناء الطائفة السنية.

لم يقتصر تمدد التنظيم على الجغرافيا، فقد وصل عدد الوسائل الإعلامية التابعة له في تلك الفترة إلى حوالي 50 منبراً، معظمها في سوريا والعراق، وأخرى في بلدان منها #مصر و #ليبيا و #إندونيسيا و #الفيليبين و #السعودية و #اليمن.

تراجع نفوذ داعش خلال العامين الماضيين، وخصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، فقد أصبح يفرض سيطرته على مساحات محدودة جداً في سوريا والعراق، معظمها على الشريط الحدودي بين البلدين، متخذاً من مدينتي القائم (العراقية) والبوكمال (السورية) آخر مركزي ثقل له في المنطقة.

ترافق تراجع التنظيم المتشدد في الميدان مع انتكاسة وسائل إعلامه، حيث انخفض عدد منابره من 48 إلى 16 فقط خلال مدة زمنية قصيرة نسبياً.

وكانت أول المنابر الإعلامية المتلاشية تلك الموجودة في دول ليس للتنظيم نفوذ فيها -على عكس سوريا والعراق ومصر- حيث كان يقتصر دورها على الترويج لـ “أرض الخلافة”، لحث سكان البلد (أو الناطقين بلغة تلك الدولة) إلى الهجرة إلى سوريا والعراق، أو لتشجيعهم على القيام بهجمات ضد بلادهم أو بلدان تحارب داعش (أي تشارك ضمن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا).

بقي للتنظيم اليوم أربع وسائل إعلامية رئيسية هي وكالة أعماق ومركز الحياة الإعلامي وصحيفة النبأ وإذاعة البيان، وهي منابر يقودها من تبقى من الفريق الإعلامي التابع لـ “وزارة الإعلام” التي أسسها أبو محمد #العدناني، والذي تزامن مقتله مع بدء تدهور مؤسسات داعش الإعلامية.

ومازالت سوريا تمتلك العدد الأكبر من المنابر الإعلامية لداعش وهي البركة (الحسكة) والخير (دير الزور) وحماه ورقة وحمص ودمشق، يليها العراق بخمسة وسائل هي كركوك وجزيرة وديالى وصلاح الدين وشمال بغداد، وأخيراً مصر، بوسيلة واحدة في سيناء.

لا وقت للإعلام

محمد شعلان (مواطن من مدينة الميادين على اطلاع بعمل مؤسسات التنظيم الإعلامية وعلى علاقة مع قائمين على هذه الوسائل) قال لموقع الحل: “إن التنظيم لم يعد لديه الوقت الكافي للتريكز على الناحية الإعلامية كما سبق، بسبب الانهيار في جنباته بعد خسارته للموصل في العراق و #الرقة وأجزاء كبيرة من #دير_الزور في سوريا، كما أنه فقد خيرة إعلاميه أثناء تلك المعارك، ومنهم علي البحريني وهو من أمهر المصوريين الميدانيين لدى داعش والذي قتل أثناء معارك جبال الثردة بالقرب من المطار العسكري، وبكر الفلندي (تعود أصوله إلى سوريا منطقة عفرين) كذلك قتل في حويجة صكر أثناء تغطيته للمعارك ويعد أحد أعضاء وكالة أعماق، إضافة لمقتل ريان مشعل بغارة للتحالف في مدينة الميادين والذي يعد من مؤسسي الوكالة أيضاً”.

استهداف النقاط الإعلامية من قبل التحالف

ركز التحالف الدولي خلال الفترة الأخيرة على قصف نقاط داعش الإعلامية التي نشرها في القرى والبلدات الخاضعة لسيطرته، حيث قام التحالف بتدمير أغلبها منها النقطة الإعلامية في قرية #بقرص وبلدة الزباري، والنقاط الإعلامية في ريف مدينة #البوكمال ومدينة #الميادين، وتلك النقاط كانت مجهزة بشاشات عرض يتم من خلالها بث إصدارات التنظيم وانتصاراته، وتوزيع أقراص ليزرية تحتوي على تلك الإصدارت مجاناً، فهدفه منها كان استقطاب الأطفال دون سن البلوغ عن طريق ذلك.

كما استهدف التحالف الدولي بناء التنمية الريفية بميدنة الميادين بأكثر من 10 غارات ما أدى لدماره بشكل كامل، وهو المركز الإعلامي للتنظيم، إلا أن الأخير قام بإخلائه قبل القصف واعتمد على التنقل وعدم الثبات في مكان لتدارك الاستهداف من قبل الطيران الحربي أو عمليات الإنزال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.