عدي عبدالله

يتموضع تنظيم الدولة الإسلامية #داعش الآن في دائرة الخطر الوجودي، بعد الهزائم العديدة والمتتالية وفقدانه مدناً استراتيجية سواء في #العراق (مدينة الموصل) أو في سوريا مدينة الرقة وغالبية مدينة دير الزور والبوكمال وغيرها.

باقية وتتمدد

بتلك الكلمات شحن زعيم التنظيم أبو بكر #البغدادي في ظهوره الأول بمدينة الموصل العراقية، همم وعقول عناصره ومناصريه في شتى الأنحاء لتصبح تلك الكلمات شعاراً لهم يهددون به كل من يقف بوجههم (باقية وتتمدد)،

فهل لازال لوقع تلك الكلمات صدى وتأثيراً على عقول من سبق، في ظل مايشهده التنظيم من انشقاقات وتصدع وانهيار لكافة مؤسساته؟

يجيب عن ذلك خالد عيسى (من ديرالزور وأحد المقربين من التنظيم) في حديث لموقع الحل فيقول إن التنظيم الذي شغل العالم طيلة السنوات الماضية، وشكّل تهديداً حقيقياً للسلم العالمي يبدو أنه “آيل للسقوط”، ولاسيما بعد الخسارات الأخيرة التي واجهها ولازال، وخاصة في #دير_الزور والتي وضعته في سياق تراجعي أدخله مرحلة التفكّك والانهيار، ولكن وعلى الرغم من كل مايمر عليه آنياً، فهو لايزال يقاتل ويتبع سياسة الخدع والمناورة التي امتاز بها عن غيره من الفصائل والجماعات الأخرى.

لماذا ينسحب التنظيم بسرعة؟

إن تساقط المدن والبلدات بدير الزور والتي كانت تحت سيطرة التنظيم بشكل سريع أمام قوات النظام والقوات الرديفة له، كان سبباً وجهياً لاختلاف الآراء حول مبررات ذلك، وفق المصدر، فقسم كبير رجّح رواية أن “التنظيم قد أتم مهمته التي جاء بها وهي نسف الثورة السورية في المناطق التي يسيطر عليها، وتسليمها للنظام بعد تدميرها وتشريد أهلها، وسقوط الميادين التي جعل منها عاصمته البديلة بعد فقدانه للرقة، خير دليل لهم على ذلك” على حد تعبيره.

القسم الآخر رجّح أن سبب التراجع السريع هو فقدان التنظيم لخيرة قاداته ومقاتليه بسبب الاستهداف المتكرر من قبل #التحالف_الدولي والذي اعتمد آلية القنص المباشر بالصواريخ الموجهة التي استهدفت شخصيات كان لها دورها الفاعل في التنظيم، كان آخرهم المدعو محمود بدر السوادي المعروف بـ(جسار) وهو المسؤول عن أمن المعلومات في التنظيم، والذي قتل بصاروخ موجه بقرية جديد عكيدات، إضافة إلى مقتل 25 عنصراً من عدة جنسيات باستهداف معكسر لهم في قرية الجلاء بريف #البوكمال، وكان من ضمنهم مدرب المعسكرات الخاصة جليبب المصري، كل ذلك سبب مقنع لدى الكثيرين لتراجع قوة وجبروت التنظيم وفق ما نقل المصدر على حد قوله.

يعتبر آخرون أن فتح عدة جبهات ضد التنظيم سواء من قبل قوات سوريا الديمقراطية #قسد المدعومة أمريكياً، أو من قبل قوات النظام المدعومة روسياً في وقت واحد ومن اتجاهات عدة، كان السبب الأهم في إضعاف التنظيم وانسحابه من عدة قرى وبلدات، بحسب العيسى.

يلخص المصدر عدة أسباب يراها رئيسية في الانهيار السريع الذي يعيشه التنظيم أهمها الاختراق الواسع في بيئته، من خلال زرع خلايا، وتجنيد شخصيات مقرّبة منه توفّر معلومات ووقائع وترصد تحركات القيادات، إضافة إلى ضعف الثقة عند قيادات التنظيم من أبناء المنطقة بالقيادات من جنسيات أخرى.

كما يرى المصدر أن محاصرة التنظيم مالياً، من خلال استهداف موارده المالية كحقول النفط والغاز التي فقد السيطرة مؤخراً عليها، وفقدانه للحاضنة الشعبية نتيجة سوء معاملته للأهالي في مناطق سيطرتهم، كانت أسباباً هامة جداً.

يتابع العيسى، أن فقدان القدرة على ربط المركز بالأطراف نتيجة بتر الأطراف من خلال تكثيف الضربات الجوية (التحالف الدولي وطيران النظام وحليفه الروسي) للمراكز البديلة للتنظيم من أجل تسريع عملية البتر كان السبب الأهم من بين كل مماسبق في إضعاف كيان الأخير، فتأخر وصول الأوامر من المركز إلى الأطراف، وتأخّر وصول المعلومات من الأطراف إلى المركز خلق مجالاً للتمرّد عند الأطراف، بعد شعور القادة الفرعيين بالقدرة على الاستقلال من سطوة المركز، وقد أفسح ذلك مجالات للاجتهاد عند قادة الأطراف في تقدير الوضع، ما أنتج تناقضاً مع توجيهات المركز أو بقية الأطراف التي سيكون لها تقديرات خاصة أيضاً في إتاحة المجال للشائعات داخل التنظيم بين الكوادر وبين القادة نتيجة القصور في التحكم، ولنقص في المعلومات، كما إن سهولة الاختراق الاستخباري للقوى داخل بنية التنظيم عسكرياً نتيجة تآكل التخطيط المركزي داخله، وإفقاده القدرة على المبادرة، أدخله مرحلة التهديد الوجودي، يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.