نزار حسان

لايزال معظم أهالي مدينة #الرقة القابيعن في داخل مخيمات النزوح الموزعة بين ريف مدينتهم وريف مدينة #الحسكة، بانتظار لحظة العودة لمنازلهم، التي هجروها نتيجة احتدام المعارك في المدينة قبيل خروج تنظيم الدولة الإسلامية #داعش منها.

قسم صغير من هؤلاء سمح له بالعودة، متمثلين بأهالي حي #المشلب والذي يعد أقل الأحياء ضرراً بالمدينة، ولكن بعد معاناة كبيرة مع #قسد التي أطلقت النار على متظاهرين من الحي ذاته أثناء قيامهم المطالبة بالروجع لحيهم، فقتلت امرأة وجرحت آخرين وفق مصادر في الحي، وأكدت قسد حينها أن العودة خطر على السكان كون الحي مليء بالألغام، ثم سمحت لهم بالعودة فيما بعد عند الانتهاء من تأمين الحي.

يقول علي الحاج (من سكان حي المشلب العائدين ) في حديث لموقع الحل، “مكثت أنا وعائلتي في مخيم عين عيسى قرابة خمسة شهور، ذُقنا خلالها أمر وأصعب اللحظات فلدي ستة أطفال، أحدهم مريض قلب، ونتيجة الازدحام الذي يشهده المخيم، وقلة الخدمات الطبية كنت مستعداً أن أعيش بخيمة على ركام منزلي في داخل الحي، بعيداً عمّا أعانيه بداخل هذا السجن الكبير” على حد وصفه.

العودة للحي قبل الانتهاء من تمشيطه

يكمل الحاج علي أن حي المشلب هو أول الأحياء التي سيطرت عليها قسد في معركة الرقة ضد تنظيم داعش قبل ستة أشهر، لكن لم تسمح بعودة المدنيين بشكل مباشر بسبب كثرة الألغام فيه، لكن الظروف المعيشية السيئة داخل المخيمات دفعت قسماً من أهالي الحي للتظاهر بشكل يومي أمام حاجز قسد على مدخل الحي، مطالبين بالسماح لهم بدخول الحي، حيث قوبلت المظاهرة حينها بإطلاق الرصاص الذي أدى لقتل امرأه مسنة و جرح عدد من المتظاهرين، ما دفع قسد إلى إصدار وثائق أمنية للراغبين بالدخول إلى الحي، وهي بمثابة هوية شخصية تخول قاطن الحي التجول في داخل الحي دون التعرض له، وفي حال تم ايقاف شخص ما داخل الحي لم تكن معه هذه الورقة يعرض نفسه للمسائلة والمحاسبة.

يتابع المصدر “إضافة لما سبق يقوم كل شخص راغب بالرجوع لمنزله بالتوقيع على تعهد خطي يتضمن تحمله مسؤولية نفسه في حال انفجار أحد الالغام في الحي”، ولفت إلى أن نحو 3200 مدني عادوا إلى منازلهم في الحي الذي يعتبر البوابة الشرقية لمدينة الرقة، على حد قوله.

الألغام عائق لعودة بعض أهالي الحي

 ذكر الحاج علي أن العائق الوحيد لعودة بعض من الأهالي الذين لازالو في المخيمات هو الألغام، التي تسببت بقتل بعض من الذين عادوا إلى الحي، حيث يفضل هؤلاء البقاء في الخيم وتحمل مشقة الحياة على الرجوع والعيش بخوف من انفجار الألغام لهم، مشيراً إلى أن عناصر داعش قاموا قبل انسحابهم بزرع ألغام تحت الأرض موصولة بحجر صغير فوق الأرض فعندما يتحرك الحجر الصغير ينفجر اللغم، كما قاموا بتفخيخ الأدوات الكهربائية داخل المنازل.

بلغ عدد قتلى المدنيين الذين عادوا للحي نتيجة انفجار الألغام بهم 12 مدنياً بينهم نساء وأطفال، إضافة لجرح آخرين منهم من أصيب بعاهة دائمة.

الأوضاع المعيشية

تصف الحاجه عائشة الزين (من العائدات للحي) لموقع الحل، الأوضاع الإنسانية داخل الحي بأنها سيئة للغاية، بسبب عدم الانتهاء من ترحيل الأنقاض، واستمرار انقطاع الكهرباء بعد دمار شبكات التوتر العالي، وعدم توفر مياه للشرب بسبب تدمير أنابيب جر المياه والصرف الصحي نتيجة القصف الجوي الشديد الذي شهدته المدينة خلال الفترة الأخيرة.

بعض الإصلاحات في حي المشلب

تتابع الحاجة عائشة حديثها عن إجراء بعض الأصلاحات في داخل الحي، حيث قالت إن مجلس الرقة المدني قام بافتتاح فرن داخل الحي، إضافة لتنظيف القمامة والأنقاض الترابية من شوراع المدينة، كما قامت قسد أيضاً بتسليم مهمة حماية المدنيين لقوى الأمن الداخلي، التي قامت بإنشاء عدة حواجز على مداخل الحي ومخارجه لعدم تسلل أحد خلايا داعش إليه.

أحياء لم يسمح لأهاليها بالعودة إليها

قال إبراهيم الحسن (رئيس لجنة الأعمار بمجلس الرقة المدني) لجنة الخدمات في مجلس الرقة المدني قامت بأولى أعمالها في حي المشلب وذلك بتنظيف وإزالة السواتر الترابية ورفع الأنقاض والقمامة المتراكمة في الشوارع ليتم نقلها إلى خارج المدينة في مكان مخصص لها.

وأردف أن آليات المجلس بدأت بتنظيف الحي من الأنقاض التي خلفتها المعارك على الحي. وسيتم تأهيل شبكات المياه والكهرباء والصرف. مشيراً إلى أنهم اختاروا حي المشلب لأنه لم يتضرر كثيراً في الحرب التي شهدتها المدينة ضد داعش.

وأكد الحسن أنه عندما يتم الانتهاء من حي المشلب سيتم نقل جميع الآليات إلى مركز المدينة لتنظيف الأحياء التي مشطت من الألغام ليصار إلى عودة المدنيين إليها.

وأنهى الحسن قائلاً إن عدة أحياء لم يسمح لساكنيها بالعودة إليها منها (الفردوس والنهضة) بسبب عدم الانتهاء من تمشيطها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.