حمزة فراتي

بدأ تنظيم الدولة الإسلامية #داعش بالتراجع بشكل كبير في مناطق سيطرته بريف دير الزور الشرقي، بعد خسارته لدير الزور المدينة وريفها الغربي وعدة مدن وبلدات مهمة وموزعة بين الريف الشمالي والجنوبي، وتحدث بعض من سكّان البلدات والمدن التي خسرها التنظيم مؤخراً عن وجود تدابير قاسية ووحشية استخدمت ضدهم قبيل انسحاب التنظيم منها.

يرتجف عبد الكريم خوفاً وهو يتحدث لموقع الحل، وهو البالغ من العمر 43 عامًا (كان يعمل سابقًا في مجال صناعة الأحذية والذي حوصر داخل منزله في مدينة #البوكمال والتي تسيطر عليها قوات النظام) حيث يتحدث عما عاشه في الحصار هو وأفراد عائلته من أحداث خلال احتدام المعركة.

كان عبد الكريم يعرف أنه من الخطورة بمكان محاولة الهرب، ولكن قد يُصبح الأمر أكثر خطورة إذا بقي في مكانه، يتحدث عن الأيام الأخيرة قبيل انسحاب التنظيم من المدينة “لم أستطع الخروج من المنزل لمدة 6 أيام متواصلة، عانينا فيها أقسى وأشد أنواع العذاب النفسي والجسدي، فمنزلي يقع على مقربة من السوق بوسط المدينة وهي المنطقة التي جرت فيها أشد الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر التنظيم، فكان أملنا بالبقاء أحياءً ضئيل جداً، فأن لم نمت بالقصف سنموت جوعاً وعطشاً في منزلنا”.

يسمع عبد الكريم أصوات القتال التي تُدوَى حوله في أحياء المدينة الأخرى، إلا أنه لا يجرؤ على الخروج من بيته ليرى ما يحدث بالضبط، وقال: “نسمع أصوات دوي القصف وإطلاق نيران القنابل، ولكننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الأصوات تعود لقوات النظام والمليشيات الموالية له أم تعود للتنظيم”.

يتابع عبد الكريم حديثه، دخل علينا ثلاثة عناصر من التنظيم مدججين بأسلحتهم لاستخدام السطح في عمليات القنص، لم أستطع الجدال معهم وقتها لأن مصيري سيكون القتل أنا وأفراد عائلتي والتهمة ستكون العمالة لقوات النظام، وهنا حزمت أمري بالخروج مهما كانت النتيجة لأن قوات الأخير أوشكت على السيطرة فالقذائف تتساقط مثل المطر على المدينة، وما أكد لي ذلك، هو كلام العناصر فيما بينهم، بخصوص هروب قادة وتراجع أعداد منهم وأن تعداد من بقي منهم في المدينة لايتجاوز 200 عنصر، وأن وضع التنظيم سيء جداً، أثناء تنصتي عليهم” على حد قوله .

“لا أحد يعلم عدد الأشخاص الذين قتلوا خلال الأيام الأخيرة من تواجد التنظيم في المدينة، لأن الأخير حذر من الخروج منها، فالقتل مصيرمن يحاول القيام بذلك سواء رجلاً أو امرأة، في المقابل قوات النظام والمليشيات الموالية له عند السيطرة ستعتبر كل من تجده في المدينة منتمياً أو مناصراً للتنظيم وسيكون مصيره القتل، كما فعلت ببعض القرى التي سيطرت عليها خلال المرحلة السابقة” بحسب عبدالكريم.

يقول خليفة الحمد (من سكان بلدة الحوايج بريف ديرالزور الشرقي والتي سيطرة عليها #قسد) لموقع الحل، “إن التنظيم خلال المراحل الأخيرة من تواجده في البلدة، كان يشدد علينا بعدم الخروج من منازلنا، لعدم مراقبة مايحدث، فأعدادهم باتت قليلة ومقتصرة بشكل كبير على أنصار المنطقة مع اختفاء العناصر الأجانب، إضافة إلى الخلافات التي تحصل بينهم والتي وصلت إلى إطلاق نار وسقوط جرحى في بعض الأحيان” على حد تعبيره.

وأضاف “إن التنظيم انسحب من البلدة بدون مقاومة تذكر، فقد قام بتسليمها #لقسد على خلاف ماكان يتكلم فيه أثناء خطب صلاة الجمعة، عن الجهاد والقتال حتى آخر نفس فيهم”.

محمد الجاسر (من قرية الشنان بريف دير الزور والواقعة تحت سيطرة #قسد) تحدث لموقع الحل عما فعله عناصر التنظيم قبيل انسحابهم من القرية “لقد حوصرنا بداخل منازلنا لأن التنظيم حذّر من إطلاق النار على أي شخص سيخرج من منزله مهما كان عذره، فطيران التحالف الدولي لم يرحم المنطقة إضافة إلى قذائف #قسد التي لم تميز بين أحد، كل ذلك جعل خروجنا من المنطقة بالأمر الصعب والأقرب إلى المستحيل” على حد وصفه.

“التنظيم أثناء تواجده في القرية كان يطلق المدفعية من جانب منازل المدنيين دون إبعادهم ما يعرضهم للرد على النيران، إضافة لنشر أسحلة متمثلة بمضادات طيران والعناصر على أسطح بعض المنازل العالية، دون الأكتراث لأي شيء، فهمّهم أنفسهم فقط، وحتى عند انسحابهم لم يعلم أحداً بذلك، لحين دخول قوات قسد لقلب القرية” يختتم المصدر.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.