نزار حسان

 يعاني نازحو مدينة #الرقة في داخل المخيمات من أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة، مع دخول فصل الشتاء، وخاصة المرضى منهم، فانعدام الرعاية الصحية وفقدان الأدوية بداخل تلك المخيمات كانت من أهم المشاكل التي يواجهونها.

يقول حسن عباس (من سكان مدينة الرقة، نازح في مخيم عين عيسى) في حديث لموقع الحل “إن الازدحام الشديد الذي نشهده بداخل المخيم نتيجة توافد المدنيين الفارين من معارك مدينة دير الزور، إلى جانب الأعداد الكبيرة من نازحي مدينة الرقة الموجودين مسبقاً ولا زالوا في المخيم، فاقم الوضع الصحي سوءاً، فبين هؤلاء أعداد كبيرة يعانون من عدة أمراض منها (التهابات الجهاز التنفسي ـ أمراض جلدية ـ إسهالات ـ إضافة لأمراض في الجهاز البولي ـ وأمراض القلب واللشمانيا)، وكل تلك الامراض لا يوجد علاج لها في ظل انعدام الرعاية الصحية بداخل المخيم” على حد قوله.

وفاة نازحين يعانون أمراضاً مزمنة

وشدد عباس على أهمية رعاية أصحاب الأمراض المزمنة، حيث إن ادارة المخيم تمنعهم من الخروج لتلقي العلاج خارج المخيم، الأمر الذي أدى إلى حدوث وفيات، كان آخرها وفاة رجل مسن من نازحي ريف دير الزور يعاني من مرض القلب، لم تمنحه إدارة المخيم إذناً للخروج لتلقي العلاج في مشافي تل أبيض، الأمر الذي أدى لوفاته داخل خيمته بعد تفاقم وضعه الصحي نتيجة فقدان الأدوية الخاصة لعلاجه، وفق المصدر

لم يقتصر الأمر على مرضى القلب فحسب، فقد حدث وفيات أيضاً مع أشخاص يعانون من مرض الكلى، فقد وصل عدد الوفيات خلال الشهرين الماضيين إلى أربعة، كانت آخرهم فتاة من مدينة الرقة نازحة في المخيم تعاني من قصور في الكلى، ومنعتها إدارة المخيم من الخروج لتلقي العلاج، على حد تعبيره.

عدد لا بأس به من النازحين يعانون من مرض السكر، وتزداد معاناتهم مع انعدام الرعاية الصحية، وعدم تأمين العلاج اللازم لهم، يقول عمر الإبراهيم (من نازحي المخيم ومريض بالسكر) “يتم منعنا نحن أصحاب الأمراض المزمنة من الخروج للعلاج، علماً أن لدينا تقارير صحية أمراضنا. هذا الأمر سيودي بحياة أناس هربوا من الموت ليواجهوا موت آخر بداخل المخيمات”.

انتشار مرض اللشمانيا

يتابع عباس “إن انعدام النظافة والرعاية الصحية في المخيم شكل بيئةً مناسبة لانتشار أمراض أخرى، وكان أكثرها استفحالاً هو وباء اللشمانيا الذي تظهر معالمه على الوجه واليدين وكافة أنحاء الجسم وغالبية مصابيه من الأطفال، نتيجة فقدان المياه الصالحة للشرب، وعدم مكافحة الحشرات التي تنتشر بشكل كثيف على مقربة من الخيم نتيجة تكدس الفضلات والأوساخ في المكان ذاته”.

التسلخات الجلدية

لفت عباس، إلى أن ما يقارب 5000 طفل من أطفال المخيم يعانون من تسلخات جلدية، وعدة أمراض أخرى نتيجة الوضع الصحي والمعيشي السيء، في ظل غياب تام لكافة المنظمات المعنية، ومن وجهة نظره، إن إجراءً بسيطاً بتوفير عيادة طبية ومستلزمات لها بداخل المخيم، والسماح لذوي الأمرا    ض المزمنة بالعلاج بمشافي مدينة تل أبيض أو الحسكة، ليس بالأمر الصعب، فإلى متى سيبقى الحال وإلى أين سيصل بنا؟ يختتم متسائلاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.