حمزة فراتي

مع انتهاء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، على مساحات كبيرة في #سوريا و #العراق وانحساره في مساحات صغيرة، تساؤلات عدة تدور بشأن كيفية التصرف مع عائلات من انتموا للتنظيم، فخلال موجات النزوح الأخيرة التي شهدتها محافظة #دير_الزور نتيجة  احتدام المعارك فيها وتقدم النظام وسيطرته على معظم المحافظة من جهة وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية #قسد على قرى وبلدات خط الجزيرة  من جهة أخرى، نزح غالبية سكان المنطقة وضمنهم عوائل عناصر في التنظيم، حيث كانت وجهة غالبيتهم إلى المخيمات سواء بريف #الرقة أو #الحسكة أو باتجاه مناطق سيطرة المعارضة بريف #حلب الشمالي.

أمهات ثكالى وأطفال يتامى

وهبت أم عبدالله أولادها الأربعة  للتنظيم، بين ليلة وضحاها، حيث بايعوا خليفة التنظيم المزعوم أبو بكر #البغدادي في مدينة #الميادين وفق شهود من المدينة، عقب فترة قصيرة من سقوطها في قبضة التنظيم، لينتهي الحال بها في مخيم للإيواء بريف الحسكة ، بعد مقتلهم جميعاً.

بعد رحلة  نزوح طويلة ذاقت أم عبدالله فيها أشد أنواع التعب والمشقة، وصلت السبعينية إلى مخيم مبروكة لنازحي دير الزور، كواحدة من عائلات مقاتلي التنظيم، الذين تؤويهم خيامه البلاستيكية وسط أجواء حارة صيفاً وباردة شتاءً.

تقول أم عبدالله  لموقع الحل إن اثنين فقط من أبنائها انضما للتنظيم، وقتلا، بحسب روايتها وذلك بعد عام ونصف العام من مبايعتها البغدادي، فيما تنكر تماماً انضمام زوجها وأولادها الآخرين للتنظيم ، قائلة: “والله والله أبداً، زوجي ماهوا داعشي ولا ولدي الثانيين”.

بينما أكد محمد الابراهيم من سكان الميادين ونازح في المخيم ذاته لموقع الحل، أن أولاد أم عبدالله وزوجها هم عناصر في التنظيم، كونه في نفس الحي الذي كانوا يقطنون فيه قبيل نزوحهم من المنطقة.

أين هم الأولاد الأربعة الآن؟

إجابة على سؤال ما إذا كان أولادها على قيد الحياة أم لا، قالت: “قتل الأربعة، فالذين بايعا التنظيم قتلا باشتباكات بالقرب من مطار دير الزور العسكري، والآخران قتلا بقصف طيران التحالف على المدينة” مكتفية بعدها بالصمت وعدم ذكر مصير زوجها.

وأضافت أم عبدالله، وهي أيضاً جدة لخمسة أطفال أكبرهم في العاشرة تقريباً، عن نشاطها هي تحت حكم التنظيم، فقالت: “ما عندنا نساء في التنظيم”، غير أن زوجة ابنها قاطعتها بانفعال قائلة: “لا عندنا واحدة صارت في الحسبة، ومالنا شغل بأي شيء أحنا”. وشددت الجدة وزوجة ابنها على أنهن لم يخرجن للشوارع طيلة حكم التنظيم، وقلن: “ما كنا نطلع أبداً”.

عن حياتهن مع أبنائهن في مدينة الميادين ومصدر رزقهم جميعا، قالت الجدة: “كانوا يسلّمون ابني المتزوج 300 دولار، بينما غير المتزوج  يتلقى 150 دولار فقط شهريا”. فيما توكد أم عبدالله  لموقع الحل، أنه لا اتصال بينها وبين زوجها على الإطلاق منذ خمسة شهور، ولا تدري أين هو.

وفي خيمة أخرى، جلست خديجة الحسين (من ريف دير الزور الشرقي والبالغة من العمر 29 عاماً )، مع أطفالها الثلاثة، حيث تحدثت لموقع الحل  قائلة “كنا نسكن في مدينة #موحسن بريف دير الزور الشرقي، وانضم زوجي للتنظيم بعد عام من سيطرته على المنطقة. تزوجت منه في عام 2012، قبل ظهور تنظيم داعش.. ما كان يظهر عليه أنه داعشي، وأنا أعرف أنه انضم لهم  بعد عام من دخولهم علماً أنه لم يخبرني بذلك”، وتقول الزوجة أن زوجها قتل بقصف طيران التحالف الذي استهدف سيارته بالقرب من مدينة البوكمال.

شددت خديجة على أنها لم تخرج من البيت طيلة السنوات الثلاث الماضية منذ سقطت المنطقة بيد التنظيم، قائلة: “عندي بناتي الثلاث، ما كنت أقدر أطلع، لأن زوجي يمنعني، وماكنت أروح حتى على بيت أهلي إلا زوجي يكون معي”.

في خيمة أخرى، وصلت يسرى الخليفة من مدينة البوكمال مع وليدها الرضيع وبناتها الثلاث، حيث تحدثت لموقع الحل عن معناتها مع مبايعة زوجها للتنظيم، قائلة: “زوجي لم يكن مقاتلاً في التنظيم لكن أجبر على مبايعته ليسلم من شره، كون زوجي كان مقاتلاً في الجيش الحر بوقت سابق، وكنا نستلم كفالة معيشتنا بعدد الأطفال، هذا نظامهم”.

وأضافت يسرى: “كنا نتقاضى عن كل ولد 50 دولار، وزوجي متزوج من ثلاثة، كنا نعيش كلنا في بيت واحد. لا أعلم عن زوجي أي شيء منذ ثلاثة أشهر كاملة. هو أودعنا في قرية الباغوز عند سقوط المدينة بيد قوات النظام”.

تبرر عدم خروج زوجها معها للمخيم  قائلة “ما له شغل يخرج، إذا وصل للمخيم  رح يعتقل ويسجنوه، لأنه هو مبايع، واللي عنده بيعة يخاف حتى لو ما كان مقاتل” على حد تعبيرها.

بدورها  روت أم صهيب (32 عاما) من مدينة #العشارة ونازحة في مخيم السد، لموقع الحل، قصتها مع انضمام زوجها للتنظيم، تقول “هددته بتركه عندما انضم  إليهم بعد نحو عام من سيطرتهم، لكنني لم أفعل بسبب أبنائي الأربعة. زوجي مهندس مدني و كان ذو فكر معتدل لكنه انجذب لفكرهم وتآثر كثيراً  بأوهامهم”.

ولفتت أم صهيب إلى أن زوجها ندم على قراره لكن الأوان كان قد فات. وأضافت: أنه “أهدر حياته وحياتنا معها. نحن تائهون الآن”. وكالنساء الأخريات اللاتي انضم أقاربهن إلى التنظيم تختتم أم صهيب بقولها أنها عجزت ولم تستطع منعه من الانضمام إليهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.