حمزة فراتي

شهدت مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، خلال الشهرين الماضيين حالة من الفلتان الأمني، إلى جانب انتشار شبكات السرقة وترويج المخدرات ازدادت عمليات الخطف والابتزاز حيث تشار أصابع الإتهام إلى الفصائل العسكرية المسيطرة نتيحة تقاعسها عن مكافحة مايحصل، أو لمشاركة بعض من العناصر والقادة بتلك العمليات.

ازدات تلك العمليات مؤخراً لتطال نازحين وخاصة من أبناء دير الزور، الذين فروا نتيجة المعارك الدائرة في مناطقهم.

محمد الحسين (نازح من ريف دير الزور الشرقي في مدينة الباب) تحدث لموقع الحل عن عملية خطف ولده وسرقة منزله، حيث قال “إن مجموعة مسلحة مؤلفة من 9 أشخاص يرتدون زياً عسكرياً قاموا بتطويق المنزل الذي نقطنه في المدينة بتاريخ 23 كانون الأول 2017، ستة منهم دخلوا المنزل وقاموا باعتقال ولدي البالغ من العمر 17 بتهمة انتسابه لداعش، علماً أنه لاعلاقة له بالتنظيم (لا من بعيد ولا من قريب) فكافة أهالي المنطقة هم على معرفة بأننا من أكثر العوائل كرهاً للتنظيم الذي قتل أخي وأولاده بتهمة انضمامهم للصحوات أثناء دخولهم إلى المنطقة”.

أضاف الحسين “وضعونا أنا وزوجتي وباقي أفراد العائلة في غرفة وقاموا بتفتيش المنزل، وبعد مغادرتهم تبين لنا أنهم قاموا بسرقة أربعة هواتف محمولة ومبلغاً مالياً بقيمة 3500 دولار، ذهبت لأتبين عن مصير ولدي من المكتب الأمني التابع للجبهة الشامية في المنطقة، لينكروا عدم معرفتهم به أو تواجده لديهم، ولا يزال مصير ولدي مجهولاً حتى الآن”.

ولم يكن حال صهيب العلي (من مدينة #العشارة ونازح في جرابلس) أفضل من حال الحسين، عندما عمدت مجموعة مسلحة إلى اعتقاله من أمام منزله بتاريخ الـ14 كانون الأول 2017، بحسب شهادة ابنه الذي كان متواجداً لحظة اعتقاله، فإن من اعتقله أدعى انتسابه للجيش الحر.

يتابع الابن حديثه “بعد يوم واحد من الحادثة، تبين زيف ادعاء الخاطفين، الذين اتصلوا بعمي المتواجد في إحدى الدول الخليجية، مطالبينه بفدية قدرها 50 ألف دولار، وبعد مفاوضات طويلة، تم تخفيض المبلغ إلى 15 ألف دولار، وتم تسليم الفدية إلى وسيط في مدينة #أورفا جنوب #تركيا، وبعد ساعات قليلة تم إطلاق سراح والدي” على حد قوله.

محمد الخالدي (من مدنية الميادين ونازح في جرابلس) يقول لموقع الحل، “عناصر من الجيش الحر قاموا باعتقال شقيقي الأصغر والبالغ من العمر 19 عاماُ، بحجة أنه عنصر من التنظيم في وقت سابق، وهم على معرفة تامة بأن شقيقي قام التنظيم بسجنه لمدة 7 أشهر في مدينة #الميادين، وفترة انضمامه لهم لم تتجاوز ثلاثة أشهر، وكان مجبراً كونه كان عنصراً في الجيش الحر، وعند مراجعتي للمكتب الأمني في المنطقة أبلغوني بأن شقيقك اعترف بأنه أحد عناصر التنظيم الأمنيين وستتم محاكمته”.

يتابع الخالدي حديثه “بعد ثلاثة أيام قابلت أحد العناصر الأمنيين، ومن خلال وساطة عنصر آخر من مدينة الميادين لمساعدتي طُلب مني مبلغ مالي بقيمة 1200 دولار أمركي، مقابل خروج أخي من السجن، مادفعني لبيع سيارتي التي كانت مصدر رزقي الوحيد، لدفع المبلغ له، وبعدها بيومين فقط خرج أخي من المعتقل وعليه آثار تعذيب وكدمات وقد كسر اثنان من أصابع يده اليمنى، الأمر الذي أجبره على الاعتراف بأمور لم يقترفها” على حد تعبيره.

ولفت الخالدي إلى أن “أعداداً كبيرة من عناصر #داعش وقادته العسكريين تمكنوا من العبور إلى #تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب التسهيلات التي يحصلون عليها من بعض المهربين ومن بعض مقاتلي وقادة فصائل درع الفرات الذين يتم التنسيق معهم عبر وسطاء، أو بطريقة مباشرة، بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، دون الاعتراض لهم ولو بلكمة واحدة،

في الوقت الذي يقبع فيه مدنيون داخل سجون هذه الفصائل بتهمة الانتماء إلى داعش دون وجود أي دليل، ومنهم من تم تهديده بإلصاق هذه التهمة به، إذا لم يتم دفع مبالغ مالية كبيرة كما حدث مع أخي” يختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.