حسام الصالح
لا توجد اليوم إحصائية دقيقة عن عدد #المدخنين في سوريا سوى دراسة تعود للعام 2014 قدرت فيها أعدادهم بين 4.5 إلى 5 مليون مدخن، يستهلكون 50 طناً من التبغ يومياً بمبلغ قدره 600 مليون دولار سنوياً، لكن المؤكد هو تزايد أعداد المدخنين بشكل كبير، وما رافقه من زيادة أرباح مؤسسة #التبغ التابعة للنظام التي وصلت في العام 2017 لنحو 9 مليار ليرة، ناهيك عن عمليات #التهريب الكبيرة التي تتم للسجائر بأنواعها وتصنيفاتها المعروفة والمجهولة الاسم والمصدر والتي غزت الأسواق #السورية واختلفت أسعارها بحسب جودتها، فأصبحت عملية بيعها مرهونة بسعر الصرف.
ومع ضعف المستوى الاقتصادي لدى غالبية السوريين وارتفاع أسعار كل ما يباع في سوريا، ومن بينها السجائر بطبيعة الحال، فقد دخلت السوق أنواع غير معروفة من السجائر كالهندي والصيني والروسي والإيراني، في حين عاد جزء آخر من المدخنين بالزمن فأصبح “الدخان اللف” هو منقذهم أمام موجة الغلاء.

تجارة النظام الرابحة
نستطيع القول إن المؤسسة #العامة للتبغ هي الشركة الوحيدة التابعة للنظام التي لم تخسر أثناء فترة #الحرب في سوريا، بل على العكس في كل عام تزيد أرباحها، وهناك تصريحات رسمية حول عزم النظام نقل خطوط #الإنتاج إلى مناطق طرطوس وجبلة واللاذقية التي تعتبر أكثر أماناً، كما بدأ النظام يسيطر على عمليات تهريب #السجائر، حيث أعلنت مؤسسة التبغ العام الماضي ارتفاع نسبة أرباحها من بيع السجائر الأجنبية في الأسواق السورية إلى 12%.
ولم تكتف حكومة النظام بذلك، بل حاولت الترويج لأنواع من السجائر لم تكن معروفة لدى الشارع #السوري، فكانت تعمل بين الحين والآخر على قطع أنواع وطنية من السجائر في السوق للترويج للسجائر #الهندية والروسية التي تحمل أسماء “كونتينت” و “أختيمار”، وغيرها.
في بحثنا عن طريقة توزيع وبيع #الدخان، تحدثنا إلى أبو أحمد وهو صاحب “كشك” لبيع الدخان في منطقة الشاغور داخل العاصمة دمشق، والذي حصل على ترخيص لبيع الدخان مقابل دفع مبلغ 30 ألف ليرة، حسب قوله، مضيفاً: “تسمح لي الرخصة بشراء 5 كراتين من الدخان وبيعها، لكن هذه الكمية لا أحد يلتزم بها، العملية تكون مربحة بالنسبة للدخان المهرب فقط كونها ترتبط كلياً بسعر #الدولار، أما السجائر المحلية فنسبة أرباحها معروفة، لكن يمكن أن يزيد الربح عندما يكون النوع مفقود في السوق والتاجر أو صاحب الكشك استطاع تخزين كمية فيبيعها بالسعر الذي يريده”.
وعن أسعار أنواع علبة السجائر المحلية، فقد فصّلها “أبو أحمد” على الشكل التالي: “حمراء طويلة 250 ليرة – حمراء طويلة قديم 225 ليرة – حمراء قصيرة 200 ليرة – شرق طويلة 185 ليرة- شام طويلة 150 ليرة – إيبلا 150 ليرة”، مشيراً إلى أن الأسعار الحالية انخفضت مع انخفاض سعر الدولار مؤخراً وربما ستعاود الصعود في الأيام المقبلة.

أنواع رديئة وأسعار متفاوتة
ولدى سؤالنا عن السجائر الأجنبية المتوفرة في السوق وجودتها، كان الجواب بأنها “سيئة وكأنها مصنعة محلياً”، فيقول محمد وهو موظف حكومي “جميع أنواع الدخان الأجنبي الذي يدخل إلى سوريا رديئة الجودة، قد يعود السبب إلى أن التجار يأتون بالسجائر المخزنة، فقد تجد فيها رطوبة، وبعض الأخشاب”، مضيفاُ “هناك أنواع جديدة في السوق لم نكن نعرفها كنوع اختيمار، ولسون، ماستر وغيرها، وهي ذات جودة متوسطة ورخيصة الثمن نوعاً ما مقارنة بالأنواع المعروفة كالكينت والمالبورو”.
في مقابل ذلك، يبرر أبو أحمد، صاحب “كشك” بيع السجائر، رداءة الأنواع الموجودة بأنها “لا تباع بكثرة، فقليل من أصبح يدخن المالبورو، والكينت والوينستون، فيصبح التبغ قديماً ورطباً وهو أصلاً يأتي إلينا مخزن”، وفيما يخص الأنواع الأجنبية الجديدة في السوق، أوضح “تعوّد الناس عليها، وأصبحت مطلوبة بكثرة، خصوصاً في الفترة الحالية مع انخفاض أسعار السجائر بشكل عام”.
وفي رصد موقع الحل السوري، لأسعار السجائر الأجنبية المستوردة في السوق، فقد كانت الأسعار على النحو التالي: “كينت أزرق/فضي 600 ليرة، المالبورو الأحمر بين 1100و1150 ليرة، غلواز أحمر/ أصفر 600 ليرة، لوكي 400 ليرة، الأليغانس بكل أنواعه بين 200و250 ليرة ، ماستر أزرق قصير 250 ليرة، ماستر أزرق قصير 225 ليرة، دينفر 175 ليرة، ويست سيشتر 150 ليرة، اختمار إيراني الصنع 175 ليرة”.
“اللف” أرخص الموجود
وبينت دراسة أجراها المركز السوري لأبحاث التدخين، أن نسبة التدخين في #سوريا متفشية بنسبة 60% بين #الرجال، و23% بين النساء، وبالتالي ومع ارتفاع نسبة المدخنين وما قابلها من ارتفاع في أسعار السجائر، عادت إلى الواجهة ظاهرة “الدخان اللف” أو “اللف العربي” أو “الحموي” والتي أصبحت منتشرة بشكل واسع خلال فترة #الحرب، لرخص ثمنها مقارنة بالأنواع الجاهزة الأخرى، وتقليل عدد مرات التدخين، كون إعدادها يحتاج إلى وقت.
يقول فراس، وهو طالب جامعي “لجأت إلى الدخان اللف كونه أرخص بالنسبة لوضعي المادي، فمن الممكن أن أشتري كيلو دخان فرط بمبلغ ألفي ليرة سورية، واستخدمه لمدة شهر أو شهر ونصف، وأصبح هناك خيارات متعددة فيه، ويتدرج سعرها فهناك أنواع مثلاً 200 غرام من الدخان الفرط يصل سعرها لـ1500 ليرة، لكن ومع هذا تبقى أرخص من #السجائر الجاهزة”.
في حسبة لموقع الحل السوري، حول إنفاق السوريين شهرياً على السجائر بأنواعها المختلفة سواء كانت محلية أم #أجنبية تبين أنه في حالة رغب #المواطن بتدخين أحد الانواع المحلية “الحمراء” وسعر العلبة الواحدة وسطياً 225 ليرة سورية، فإنه يحتاج إلى 30 علبة شهرياً بمعدل تدخين علبة واحدة يومياً، فإن المبلغ الذي سيدفعه نحو 6.750 ليرة سورية شهرياً.
أما في حال تدخين نوع أجنبي معروف كـ”الكينت” مثلاً، وسعر العلبة الواحدة 600 ليرة بمعدل علبة يومياً فسينفق المدخن حوالي 18 ألف ليرة سورية، وفي حالة تدخين نوع أجنبي غير معروف وسعر #العلبة يتراوح بين 200 إلى 250 ليرة فسينفق بين 6و 7 آلاف ليرة شهرياً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.