بعد إغلاق جامعتهم بالقوة.. طلاب جامعة “حلب الحرّة” يتلقون محاضراتهم في العراء

بعد إغلاق جامعتهم بالقوة.. طلاب جامعة “حلب الحرّة” يتلقون محاضراتهم في العراء

محمد وسام – موقع الحل

ثمانية أيام ويصر طلاب جامعة “حلب الحرّة” على استكمال مشوارهم الدراسي عبر تلقيهم للمحاضرات في الشوارع خارج أروقة الجامعة، وذلك بعد إغلاق ما تسمى بـ “حكومة الإنقاذ” المشكلة من قبل جبهة تحرير الشام (#النصرة)، للجامعة ومنع الطلاب والكادر التدريسي بالقوة من الدخول إلى كليّاتهم.

حيث أصدرت من تسمي نفسها ” #حكومة_الإنقاذ” في السادس من شهر كانون الثاني الجاري قراراً يقضي بإغلاق “جامعة حلب الحرّة التابعة للحكومة المؤقتة”، إثر رفض الأخيرة الانضمام إلى مجلس التعليم العالي تحت رعاية “حكومة الإنقاذ”، وأرسلت حكومة الإنقاذ قوة عسكريّة لمنع الطلاب والكادر الإداري والتدريسي من دخول الكليّات والمجمعات التعليميّة التابعة لجامعة حلب والمنتشرة في ريف #إدلب الشمالي وريف #حلب الغربي.

تلك الممارسات من قبل الحكومة المزعومة، دفعت بطلاب الجامعة والعديد من الدكاترة والمحاضِرين إلى إقامة المحاضرات في الشوارع أمام الكليّات، كما نظم عشرات من طلاب الجامعة مظاهرات واعتصامات عبّروا من خلالها عن استنكارهم لممارسات “الحكومة” وتدخلها في الشؤون الإدارية لجامعتهم.

“نرفض بشكل قاطع زج قطاع التعليم بالتجاذبات السياسية أو العسكريّة” يقول سامر الأحمد وهو أحد طلاب كليّة المعلوماتية، ويؤكد أنه وزملاؤه سيواصلون الدوام في كليّتهم حتى مع استمرار عناصر هيئة تحرير الشام منعهم من الدخول إليها.

ويضيف خلال حديثه لموقع الحل “منذ نحو أسبوعين جاء إلينا قائد عسكري ودخل إلى مبنى الجامعة مع عدد من العناصر المسلحة وقاموا بطرد الموظفين والكادر الإداري من الجامعة”.

وأشار الأحمد إلى أن طلاب الجامعة رفضوا قرار “حكومة الإنقاذ” بفرض الدكتور إبراهيم حمود رئيساً للجامعة وتعيين كادر إداري جديد من قبل حكومة تحرير الشام، ويضيف قائلاً “نظمنا العديد من المظاهرات والاعتصامات في كليتي المعلوماتية والآداب بحضور الكادر التدريسي استنكاراً لقرارات حكومة” الهيئة وتدخلاتها في إدارة جامعتنا، وتدخّلَ رئيس الجامعة الجديد مراراً لفك الاعتصامات لكن الطلاب طردوه ورفضوا إدارته للجامعة.

من جهته قال أحد المدرّسين في الجامعة (فضّل عدم الكشف عن اسمه) في حوار مع موقع الحل إن “حكومة الإنقاذ واجهت احتجاجات الطلاب على قراراتها وتدخلاتها بإدارة الجامعة بإرسال قوّة عسكريّة وإقفال أبواب الجامعة في وجه الطلاب والكادر التدريسي باستخدام القوّة، ما دفع الطلاب إلى دعوة الكادر التدريسي لإعطائهم المحاضرات أمام كليّات الجامعة في الشوارع وعلى الأرصفة”.

وبين بأن المحاضرات التي تقام في الشوارع أمام الجامعة تسجّل حضوراً جيّداً من الطلاب والكادر التدريسي، حيث نظم الإداريون في الجامعة دوام الكليّات بشكل نصفي على مدار الثمانية أيامٍ الماضية، وسيستمر الأمر على ما هو عليه حتى السماح لنا بدخول مباني الجامعة وأروقة الكليّات”.

واستغرب المدرّس خلال حديثه عدم تدخل “الحكومة المؤقتة” لغاية الآن ووقوفها إلى جانب الطلاب، وقال “يجب على المؤسسات المدنيّة التحرك لوضع حد لممارسات “حكومة الإنقاذ” الذي يبدو واضحاً أنها تتلقى أوامرها من جهة عسكريّة وهي هيئة تحرير الشام التي تحاول السيطرة على قطاع التعليم العالي في مناطق الشمال السوري، هذا عبث في مستقبل الشباب، الطلاب يرفضون أخذ شهادات من “حكومة الإنقاذ” بسبب عدم شرعيّة تلك الحكومة وعدم امتلاكها استراتيجية واضحة للتعليم فضلاً عن أنها تابعة لجهة عسكريّة تصنّفها أغلب دول العالم على أنها إرهابيّة”.

ويبقى مصير أكثر من خمسة آلاف طالبٍ وطالبة معلّق بين المواجهة بين “الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ”، في ظل عدم وجود جهة مدنيّة قادرة على مواجهة القطاع العسكري المتمثل بهيئة تحرير الشام والذي يريد الهيمنة على العمليّة التعليمية والزج بمستقبل آلاف الطلاب الجامعيين نحو المجهول.

وتجدر الإشارة إلى أن جامعة “حلب الحرّة” تأسست مطلع عام 2016 بالتعاون بين “الحكومة المؤقتة” وعدد من الدكاترة والأكاديميّين السوريين داخل سوريا، وتضم الجامعة نحو عشرين كلية ومعهداً تنتشر في كل من ريف حلب ومحافظة إدلب كما توجد لها معاهد في كل من حمص والغوطة الشرقية بدمشق، ويبلغ عدد الطلاب فيها نحو 5500 طالب وطالبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة