حسام صالح

تتوارد الأخبار بشكل شبه يومي من الحدود #السورية التركية عن حالات إلقاء القبض على سوريين أو مقتل آخرين حاولوا اجتياز الشريط الحدودي بين البلدين، ورغم ذلك نلاحظ وجود صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي متخصصة بنقل وتهريب السوريين إلى #تركيا والتي عرفت بـ”الطرق الآمنة والمختصرة” وبتكلفة تختلف باختلاف طريقة التهريب، سواء كانت بسيارة أم مشياً على الأقدام وطول الطريق وقصره وغيرها من التفصيلات التي كلما كانت سهلة كلما ارتفعت تكلفتها، والتي غالباً ما تكون بالدولار دون غيره.

موقع الحل تحدث مع أشخاص دخلوا الأراضي التركية مؤخراً عن طريق #التهريب، إضافة إلى أحد الأشخاص ممن يعملون مع شبكة تهريب ويديرها من مدينة إسطنبول التركية، عن طرق التهريب وتكلفتها ومدى خطورتها.

بيع الركاب

لكل شخص دخل الأراضي التركية عبر طرق التهريب حكاية مع المهربين والسماسرة الذين باتوا يتخذونها مهنة تدر عليهم أموالاً طائلة، حيث تعددت أساليبهم وطرقهم في تهريب #البشر والتضحية بهم أحياناً، وصاحب الحظ الأفضل هو من يدفع أكثر.

“رامز” شاب في العشرينيات من مدينة حمص وقع ضحية تلاعب المهربين، بعد نيته دخول الأراضي التركية عبر طريق التهريب، يقول: “تواصلت مع أحد المهربين في مدينة #إدلب عن طريق أحد الأصدقاء وطلب مني مبلغ 8000 دولار فقط، على الرغم من أن تكلفة تهريب الشخص الواحد كما هو متعارف عليها حالياً 15000 دولار على أقل تقدير، حيث ادعى المهرب أنه (يخاف الله) ويحاول مساعدة أبناء بلده في الحصول على حياة أفضل وبأسعار معقولة”.

ويضيف رامز، “بعد أن وصلنا أنا ومجموعة من #الشباب والنساء إلى منطقة قريبة من الجندرما التركية، وهي منطقة أحراش وقال إنها منطقة آمنة ويمكننا العبور منها، بعدها بساعة تقريباً من المشي ألقي القبض علينا من قبل حرس الحدود بعد أن اختفى المهرب، لنكتشف لاحقاً أننا كنا مجرد طعم، والمهرب أوشى بنا وبنفس الوقت أدخل من منطقة قريبة أشخاص دفعوا مبالغ أكبر”، لافتاً إلى أنه استطاع دخول الأراضي التركية في المرة الثانية بعدما دفع مبلغ 2000 دولار.

ياسين وزوجته من مدينة #حلب، لهما قصة مع المهربين لكن بطريقة أخرى، فبعد تواصلهما مع أحد الوسطاء على مقربة من الحدود السورية التركية، والذي طلب على الشخص الواحد 1800 دولار، إذ يقول ياسين: ” كنا مجموعة مؤلفة من 30 شخصاً، وبعد يومين من الاتفاق تم تسلمينا إلى وسيط آخر، مقابل ألف #دولار للشخص الواحد، وبعدها بأيام قليلة وضعنا بقرية حدودية ومنع عنا الاتصال ليتم بعدها تسليمنا إلى مهرب مقابل 2500 دولار عن كل شخص”.

ويوضح ياسين لموقع الحل، “الوسطاء هم الأساس في عملية التهريب، والمهرب هو الحلقة الأخيرة، فهم شبكة شبه منظمة، تتم فيها عمليات بيع وشراء للأشخاص الذين يسلكون طرق التهريب، إضافة إلى أصحاب المكاتب #العقارية الذين يتقاضون مبالغ مالية أيضاً لقاء تأمينهم لمنازل الإقامة، وأيضاً السائقين لهم حصة من هذا المبلغ”، مشيراً في ذات الوقت إلى أن “هناك (الوسيط المعرّف) والذي يتقاضى مبلغ 100 دولار تقريباً، حيث تقتصر مهمته على إيصالنا بالمهرب فقط”.

تهديد بالقتل!

تروي نجلاء ذات الـ30 عاماً من مدينة #طرطوس لموقع الحل تجربتها في دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، فتقول: “نتيجة تعرضي للمضايقات في مدينة طرطوس قررت الذهاب إلى تركيا كان الطريق من طرطوس إلى مدينة حلب ومنها إلى ريف إدلب بدون مشاكل ودفعت مبلغ 15 ألف ليرة إلى أن وصلت إلى منطقة دركوش، ومنها إلى خربة الجوز الحدودية والتي تعج بالمهربين، اتفقت مع أحد المهربين على مبلغ 1500 دولار للدخول إلى تركيا مشياً على الأقدام بمعدل مسير نصف ساعة، لكن هذا الأمر كان غير صحيحاً فسلكنا طرقاً وعرة بين الجبال والوديان لمدة 6 ساعات، إلى أن قبضت علينا الجندرما التركية، وقالوا لنا بالحرف الواحد أخبرونا عن المهرب وسنسمح لكم بالدخول بدون مشاكل”.

تضيف نجلاء، “لا أحد منا استطاع التكلم، لأن المهرب أخبرنا أن من يشي بهم سيقتل حتى لو دخل الأراضي التركية، على الرغم من أن كل تعاملنا مع مهربين لا تتجاوز أعمارهم الـ25 عاماً، لكن حسب ما أخبرونا أن أشخاصاً وفصائل عسكرية وراءهم، وأنهم مجرد مرافقين مهمتهم تختصر بالدلالة على الطريق، فقامت الجندرما بعدها بوضعنا بعربة عسكرية وإرجاعنا للنقطة التي انطلقنا منها”.

جميع من التقينا بهم وتحدثوا عن تجربتهم في عملية #التهريب، أكدوا أنهم لم ينجحوا في العبور من المرة الأولى، معتبرين أنها من أقسى تجارب حياتهم، وفي كل لحظة كانوا معرضين للموت إما برداً أو قتلاً على أيدي المهربين أو حرس الحدود التركي.

طريق الضباب

في بحثنا عن الطرق التي يسلكها المهربون، والتي تتم من خلالها أغلب عمليات #التهريب، كان هناك 3 طرق رئيسة الطريق النهاري، والطريق الليلي وطريق الضباب.

وبالنسبة للطريق النهاري، فهو الأعلى تكلفة كونه يتم في وضح #النهار ولا يحتاج إلى المشي، وفيها يخبر المهرب الأشخاص أنه حاصل على إذن للدخول للأراضي التركية، وغالباً ما يكون هناك اتفاق مع نقطة حرس الحدود الذين يأخذون نصف المبلغ، وتتراوح تكلفتها بين 2500 و4000 دولار للشخص الواحد، وهذه العملية لا تتم يومياً وإنما حسب حرس الحدود #الأتراك وأوقات حراستهم.

أما الطريق الليلي، فهو الطريق الشائع والمستخدم لدى أغلب #المهربين، كونه يتم بشكل شبه يومي، وتجري عمليه التهريب في الليل، وتكون سيراً على الأقدام وتتراوح مدة المشي فيه بين 6 و8 ساعات، تكون فيها الطرقات وعرة وبين الجبال وفي الوحل.

وبالنسبة للطريق الثالث، فهو طريق #الضباب، يتم في فترات معينة في السنة عن طريق نهر العاصي، وتتلخص فكرته، بأن ينتظر الأشخاص مع المهرب الجو الضبابي ومن ثم يعبرون نهر العاصي من سوريا إلى تركيا بواقع 20 متراً، وبهذه الطريقة لا يمكن رؤيتهم بسهولة، وتتراوح تكلفتها بين 1000 و1800 دولار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة