سارة الحاج

يعتبر عمل الصنارة اليدوية حرفة تقليدية في #سوريا، تعمل النساء السوريات بها منذ القدم، وتكتسبها غالباً بشكل متوارث، فالأم تعلم بناتها هذه الحرفة وهكذا، وغالباً كانت تتخذ كتسلية لصنع بعض الحاجات المنزلية، وتقدم الأعمال التي تنتجها النساء كهدية قيمة لبعض الأقارب والأصدقاء في المناسبات الخاصة كالزواج والولادة.

تعود هذه الحرفة لتنتشر مجددا وبشكل كثيف بمختلف مخيمات النازحين المتواجدة في مناطق ريف إدلب الغربي الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة والمنتشرة على طول الشريط الحدودي مع #تركيا، لتشكل مصدر دخل لعشرات العائلات التي تعيش في المخيمات في ظل صعوبة الحياة وغياب فرص العمل وتكاليف العيش المرتفعة، حيث تقوم النساء بصنع قبعات من الخطيان بالصنارات اليدوية وبيعها للتجار.

تتحدث هيام أسعد إحدى النازحات من ريف اللاذقية والتي تقيم في مخيم يقع في قرية خربة الجوز الحدودية لموقع الحل السوري عن عملها بأنها احترفت هذه المهنة منذ حوالي عام بعد أن تعلمتها من جاراتها النازحات عندما كن يعملن بها أمامها، والعمل يقوم على صنع القبعات وبيعها، وأضافت أنها تحصل مقابل عملها على 50 ليرة كأجار لصنع القبعة الواحدة ويختلف المردود بحسب “النقشة” وصعوبتها.

وتابعت أنها تستطيع أن تصنع قبعة واحدة في اليوم وأحيانا تحتاج ليومين وذلك بحسب أوقات الفراغ لها كون لديها أطفال صغار يحتاجون الرعاية والإهتمام فضلا عن مايترتب عليها من أعمال منزلية، مشيرة إلى أنه رغم سهولة العمل وأنها تعمل دون أن تجبر على ترك أطفالها أو الخروج خارج خيمتها لكن المردود المادي لهذا العمل قليل جدا إضافة للأثر الصحي لهذا العمل على فقرات الرقبة والعينين.

وتابعت أنها تعمل لتأمين مصدر للعيش لأطفالها خصوصا أن زوجها عاطل عن العمل بسبب قلة فرص العمل وظروف الحرب القاسية التي تعيشها البلاد.

ندى العمر البالغة من العمر ٣٣ سنة وهي نازحة منذ ٤سنوات فقد بينت أنها تعتبر نفسها سريعة جداً بالعمل مقارنة بباقي جاراتها فهي كانت قادرة على صنع قبعة أو اثنتين في اليوم الواحد نتيجة خبرتها الكبيرة في هذه المهنة، لكنها توقفت هذه الفترة عن العمل نتيجة حملها .

وأضافت أن ما دفعها للعمل الحاجة أيضاً وقلة فرص العمل، موضحة أن ما يسهل عمل النازحات هو عدم وجود تكاليف فهم يحصلون على الخطيان من قبل التاجر الذي يقوم بجمع القبعات بعد صنعها.

واعتبرت النازحة ريم أن سبب انتشار هذا العمل بين النازحات يعود إلى سهولته وأنه متوفر بشكل كبير، فهن يعملن خلال جمعاتهن لشرب القهوة أو عندما يتبادلن الزيارات وفي السهرات، منوهة أيضاً إلى قلة تكاليفه فلا يترتب عليهن سوى شراء الصنارة بـ 300 #ليرة_سورية.

من جهتها قالت مرام يوسف وهي المسؤولة عن توزيع الخيطان وشراء القبعات من النازحات بعد الانتهاء من صنعها أنها تعمل كمندوبة لأحد التجار في مخيم خربة الجوز، وهي تحصل على مبلغ ثلاث أو خمس ليرات عن كل قبعة تقوم بشرائها من النازحات كمقابل لتأمين الخيطان لهم وتصريف منتجاتهم التي يصنعونها.

وشرحت أن التاجر الذي تعمل معه متواجد في مدينة جسر الشغور يتردد كل فترة إلى المخيمات لجمع ما تم صنعه من قبعات من خلال المندوبات اللائي يتعامل معهن، ويقوم بتصدير البضاعة إلى السعودية أو إلى تركيا، مؤكدة أن الهدف من هذا العمل هو مساعدة العوائل النازحة لاسيما النساء من خلال تأمين فرصة عمل لهن ومصدر للعيش، مشيرةً أنها تعمل في هذا الأمر منذ خمس سنوات.

يشار إلى أن نسبة النساء اللواتي يعملن في هذه الحرفة اليدوية في المخيمات تبلغ حوالي 90 بالمئة من النازحات، فهي حرفة بسيطة ولا تحتاج لأي أدوات ولا تكاليف، فلا تحتاج النازحات إلا إلى صنارة يدوية وخيطان وهي أمور متوفرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة