فتحي أبو سهيل

كثير من #السوريين فقدوا أعزاء عليهم، أبناء أو أزواج أو أخوة أو آباء أو أمهات، وكثير من الشبان والشابات وقعوا ضحية الظروف وصعوبة الارتباط خلال الأزمة #الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وكل ذلك، سبب فراغاً عاطفياً، حاول البعض سده بعدة أساليب، والبعض الآخر تكيّف معه واستمر بحياته.

10 أضعاف

ومن الأساليب “الغريبة” التي لجأ إليها بعض #السوريين للتعويض العاطفي، تربية الحيوانات الأليفة، هذا ماقاله أحد الأطباء البيطريين في منطقة  #الدويلعة لـ “الحل”، مؤكداً أن “الإقبال على شراء #الحيوانات الأليفة ومستلزماتها، ومدى الاهتمام بها والحرص على صحتها، ارتفع خلال الحرب أكثر من 10 أضعاف”.

يقول الطبيب (ع. ب)، إن “أغلب زبائنه هم من #الأزواج الذين لم ينجبوا أطفالاً خلال الحرب نتيجة أسباب متعددة منها صعوبة تأمين مستقبلهم، أو العقم، ومنهم أيضاً المراهقين والشبان بسن الزواج غير القادرين على الارتباط، حيث تكون هداياهم لبعضهم البعض وخاصة في عيد الحب، حيوانات أليفة”.

ومن أهم الشرائح التي باتت تقبل على شراء الحيوانات #الأليفة، شريحة ظهرت خلال الحرب، باتت تعتمد على تربية هذه الحيوانات لكسب المورد المادي، من خلال مزاوجة الحيوانات وبيع المواليد، بحسب الطبيب.

وأضاف “هناك شريحة كانت موجودة قبل الحرب ولازالت حتى اليوم، لكن عكس الشريحة الجديدة المتنامية، وتعاني هذه من انحسار عدد المنضوين فيها، وهي شريحة المربين من ذوي الاهتمام أي أصحاب الهوايات، وقد انحسروا خلال الحرب.

تهريب الحيوانات

الحيوانات الأليفة المطلوبة للتربية من قبل الشرائح التي تهتم بها لفراغ عاطفي، #الكلاب والقطط، والببغاءات، وتتراوح أسعار الكلاب المستوردة، بين 150 ألف ليرة سورية، حتى نصف مليون ليرة، والقطط من 20 إلى 100 ألف ليرة، وغالباً يدفع ثمنها بالدولار عبر سوق سوداء، فهذه #الكلاب ومثلها القطط الأجنبية والببغاءات، تدخل للبلاد تهريباً عبر لبنان.

وهناك كلاب وقطط بأسعار أقل، وهي من أصل أب وأم أجنبيين، وهذه تتراوح أسعارها بين 5 و25 ألف ليرة، حيث ينظم لها دفتر صحة محلي عبر الطبيب البيطري وتخضع للقاحات دورية، وغيرها من الفحوصات التي تؤيّد ضمن الدفتر #الصحي.

وتتراوح أسعار الببغاءات القابلة لتعلم الكلام بين 35 – 100 ألف ليرة سورية حسب النوع والشكل، أما التي تتكلم فيمكن أن يصل سعرها إلى نصف مليون ليرة وفقاً لعدد الكلمات التي تنطقها، والجمل الكاملة التي تستطيع قولها، حيث لايوجد سعر ثابت لها، وتخضع عملية البيع لعرض وطلب، وفقاً لقدرات #الببغاء، كأن يكون سعر ببغاء يحفظ سورة الفاتحة، وعدة سور أخرى من القرأن الكريم، وقادر على رمي السلام وتبادل أطراف الحديث أكثر من نصف مليون ليرة.

تجارة بالمزاوجة

بعض السوريين، بعد أن استشعروا الاقبال على الحيوانات الأليفة خلال الحرب، دخلوا في إطار #التجارة بها محلياً، حيث يقومون بشراء قطط أو كلاب مهربة، ويقومون بمزاوجتها وبيع فراخها، بعمر الأسابيع الأولى من حياتها بعد الفطام، وهذه الأخيرة هي المطلوبة أكثر وسعرها أعلى، فكلما زاد عمر الجرو أو القط، رخص ثمنه، لأن الأولى قابلة للتعلم أكثر والتكيف مع الصاحب الجديد أكثر.

أما شريحة المربين وأصحاب الهوايات، فأغلب الأنواع التي يقومون بتربيتها هي #العصافير من كنارات وحساسين وطيور زينة أخرى منها العاشق والمعشوق والجاوا وغيرها من عصافير تتبع لفصيلة الببغاءات، ويتراوح أسعار الكنارات بين 5 آلاف وحتى 100 ألف وأكثر، والعاشق والمعشوق الزوج بـ3 آلاف، والجاوا الزوج بـ9 إلى 15 ألف، وباقي عصافير #الحب من فصيلة الببغاءات تبدأ من 6 آلاف للزوج.

15 ألف شهرياً

ولا تنتهي تكلفة تربية #الحيوان الأليف عند ثمنه، حيث الانفاق على صحته وطعامه، ليس بقليل، فثمن الطعام المخصص للقطط (دراي فود) يصل إلى 1500 للكيلو الواحد، وهذا قد يبقى لدى القط حوالي الأسبوع فقط، وبالتالي هو بحاجة 4 كيلو في الشهر أي حوالي 6 آلاف ليرة.

والقط بحاجة كيس رمل يوضع في إناء لقضاء الحاجة، ثمنه حوالي 2500 – 3000 ليرة، وهو بحاجة كيس كل شهر تقريباً، إضافة إلى لقاحات شهرية بنحو 1000 ليرة سورية، وزيارة طبيب شهرية نحو 1000 ليرة، بالتالي تصبح كلفة تربية قط شهرياً نحو 11 ألف، ترتفع أكثر عند شراء بعض الاكسسوارات كالملابس والقيود والزينة.

أما الكلاب فهي بحاجة طعام بحوالي 12 ألف ليرة سورية شهرياً فقط، دون لقاحات وفحوصات وعلاجات دورية، مثل (حب النفس) وهي حبوب تعطى للكلاب لحل مشاكل تنفسه التي يخشى ان تنقل #الأمراض في المنزل، وبهذا تصل كلفة تربية كلب في المنزل بالشهر الواحد حوالي 15 ألف ليرة.

أما #العصافير فيختلف سعر طعامها وأدويتها حسب النوع منها الدخن والأنبز والبريق ويتراوح الكيلو الواحد من 400 للدخن، و900 للبريق وأكثر من 1000 ليرة للأنبز، أما الببغاءات فتأكل بزر عباد #الشمس غير المحمص، وتتراوح كلفة تربية العصفور الواحد في المنزل من 400 ليرة إلى 2500 شهرياً.

وهناك ظاهرة جديدة، أكد عليها الطبيب #البيطري، وهي عرض القطط والكلاب للتبني، حيث تعجز بعض الأسر عن تربيتها اقتصادياً، فتعرضها للتبني عند الأطباء، لتأخذها أسرة مقتدرة وتربيها، وتبقى ملكيتها للمالك الأول، وله الحق بزيارتها والإطمئنان على صحتها.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.