هاني خليفة – حماة

سهّلت قوات النظام، أمس الجمعة، مرور مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية #داعش من مناطق تواجدهم في ريف #حماة الشرقي، إلى خطوط المواجهة مع فصائل المعارضة في ريف #إدلب الشرقي، عبر مناطق سيطرتها، الأمر الذي اعتبره قياديون في الجيش الحر ومحللون عسكريون “تبادل سيطرة ومنافع وتعاون ليس بجديد بين الطرفين”.

ويقول عبدو أبو البراء، القيادي العسكري في #جيش_إدلب_الحر، لموقع الحل، إن “سيناريو عمالة تنظيم #داعش مع قوات النظام في ريف #حماة الشرقي يتكرر في ريف #إدلب الجنوبي الشرقي، حيث سمحت قوات النظام لمقاتلي التنظيم بالتقدم من قرية #رسم_الحمام التي تبعد أكثر من 27 كم عن نقاط رباطنا وبدؤوا بالتوغّل في مناطق سيطرة النظام دون أي مقاومة من الأخير”.

ويضيف أبو البراء “وصل عناصر التنظيم إلى مشارف قرية #الويبدة التي تعد الخط الفاصل بين قوات النظام وفصائل المعارضة، ومن ثم بدأ الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات النظام بالتمهيد العنيف على نقاط رباط الفصائل، الأمر الذي استدعى غرفة عمليات #دحر_الغزاة للاستنفار من أجل صد تقدم التنظيم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة”.

وأكد القيادي أنهم كانوا منشغلين بمعارك السيطرة على بلدة #سرجة وقرية #إعجاز عندما سمحت قوات النظام لعناصر التنظيم بالتقدم، لافتاً إلى أنهم عززوا خطوط الدفاع ونشروا حواجز أمنية في المنطقة، مشدداً على أن الجهاز الأمني في غرفة العمليات ألقى القبض على المسؤول الأمني للتنظيم في مناطق سيطرة المعارضة ويدعى بـ أبو إسلام تمانعة  وعنصر آخر معه، كانا يزرعان عبوة ناسفة على طرق إمداد الفصائل، كما فكّك فريق الهندسة في الغرفة عبوة ثانية مزروعة على نفس الطريق.

وأوضح أنه في التاسع من تشرين الأول العام الماضي، سهّلت قوات النظام مرور عناصر #داعش من مناطق سيطرتها وبعمق أكثر من ١٧ كم، ليبدؤوا بعدها بمهاجمة نقاط رباط الفصائل على محور ريف #حماة الشرقي، عندما كانت الأخيرة منشغلةً بمعارك السيطرة على بلدة #أبو_دالي، جنوب شرق #إدلب، فاستغل التنظيم الأمر وسيطر على عدة مناطق آنذاك، الأمر الذي تطلب من الفصائل إيقاف معاركها مع قوات النظام وإرسال المؤازرات لصد تقدم التنظيم، على حد تعبيره.

وشدّد القيادي على أن التنظيم “كان يسلّم جميع القرى الخلفية لقوات النظام وتم حصر عناصره في أربع قرى من أصل أكثر من ٣٧ قرية كان قد سيطر عليها”، مردفاً أنه ومع تقدم قوات النظام إلى #مطار_أبو_الظهور العسكري من جهة الجنوب والتقدم من جهة ريف #حلب باتجاه الشمال وإفراغ #جبل_الحص بشكل كامل من نقاط رباط الفصائل خوفاً من الحصار، تمكن تنظيم #داعش من السيطرة  على قسم كبير جداً من جبل الحص وبدأ بعدها بتسليم المناطق الواحدة تلو الاُخرى لقوات النظام وبقى يسيطر على سبع قرى فقط.

بدوره، قال الناشط الإعلامي من ريف إدلب، خالد الضاهر، لموقع الحل، إن “قلقاً كبيراً يسود بين صفوف المدنيين بمحافظة #إدلب بشكل عام، خوفاً من دخول تنظيم #داعش إلى مناطق سيطرة المعارضة، الأمر الذي يجعل ذريعة لـ #التحالف_الدولي من أجل ضرب #إدلب وريفها بحجة مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيم”، وفق قوله.

وأشار الضاهر إلى أن “تسهيل قوات النظام لمرور عناصر #داعش من مناطق سيطرتها يعود لاحتمالين، إما ضرب فصائل المعارضة بعناصر التنظيم فيما بينهما والتخلص من أكبر عدد ممكن من الطرفين دون أن يخسر شيءً، أو من أجل سيطرة التنظيم على مناطق سيطرة المعارضة وبحجة التنظيم تسيطر عليها قوات النظام”.

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري العميد الركن أحمد رحال، بتصريح لموقع الحل، “قوات النظام وتنظيم داعش شركاء ويتبادلون المنافع وتعاونهم ليس بجديد وليس الأول ولن يكون الأخير، وأنهما وجهان لعملة واحدة”، مبيناً أن هدف قوات النظام من عملية تسهيل مرور #داعش هو خلق سبب لاستمرار الإجرام بحق مناطق سيطرة المعارضة بحجة قتال الإرهاب، بحسب تعبيره.

وفي السياق كان قد غرّد ريان أوفارل، الخبير بشؤون الشرق الأوسط على حسابه في موقع تويتر أنه في 9 تشرين الأول بشرق حماة، فتح النظام ممراً لداعش لقتال #هيئة_تحرير_الشام بشرق #إدلب، ثم في الفترة بين 22 تشرين الأول و20 كانون الثاني هاجم النظام الهيئة وسيطر على مناطق واسعة في ريف #إدلب الشرقي، وحاصر جيب #داعش، وفي الفترة بين 5 و7 شباط، سيطر النظام على 80 بالمئة من جيب #داعش (المنطقة الوحيدة التي يمتلكها في #حماة و #إدلب – حدودية) دون أي مقاومة من قبل التنظيم، وفي 9 شباط فتح النظام ممراً لداعش لقتال فصائل المعارضة غرب #إدلب.

يشار إلى أن مناطق ريفي #حماة و #إدلب الشرقيين، تشهد اشتباكات منذ أكثر من ثلاثة أشهر بين الأطراف المتنازعة (قوات النظام، فصائل المعارضة، تنظيم داعش)، تزامناً مع شن الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات النظام آلاف الغارات على تلك المناطق، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، فضلاً عن نزوح أكثر من 200 ألف نسمة من تلك المناطق إلى أخرى أكثر أمناً ومخيمات النزوح الحدودية مع #تركيا، يعانون أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة خلال فصل الشتاء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.