سارة الحاج

صعوبات كبيرة يعاني منها الطلاب في #جامعة_تشرين في محافظة #اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، لاسيما عند الدخول إلى الحرم الجامعي، بسبب ما سماه طلاب من الجامعة “التمييز الواقع بين الطلاب على أساس اللباس والشكل، فضلاً عن انتشار عدد كبير من قوات الأمن أو الذين يتعاونون معهم بعضمن الطلاب أو عناصر أمن ينتحلون صفة الطلاب ويدخلون بينهم بهدف معرفة خلفية الطلاب وتوجهاتهم السياسية”.

توضح الطالبة رؤى والتي تدرس في كلية العلوم بجامعة تشرين لموقع الحل، أن الدخول إلى الجامعة يحتاج إلى تفتيش دقيق من قبل عناصر الأمن ومن بينهم عدد من الطلاب الذين باتوا ينتشرون على كافة مداخل الجامعة، مؤكدة أن هذا الوضع لم يكن سابقاً “بهذا التشديد أو الخوف”.
الوضع الأمني السيء والخوف الكبير من التفجيرات أو التحريض، وحرص قوات الأمن على إبعاد الطلاب بشكل كبير عن التجمع وزرع الخوف في قلوبهم هو مادفعهم إلى التشديد على الجامعات بشكل أكبر.

من جهته أكد طالب التربية حسين أن جامعة تشرين لها وضع خاص “بسبب وجود عدد كبير من الموالين للنظام يدرسون فيها وأي حركة أو مشكلة بسيطة من الممكن أن تودي بحياة الطلاب جراء ما سيحدث”، لافتاً إلى الخوف الكبير الذي يعيشه الطلاب وحالة الرعب الشديدة التي يذهبون بها ويعودون من الجامعات، وتوصيات الأهالي بعدم التدخل في الأمور السياسية ومايحصل.

أضاف أن التشديد الأمني أحياناً يكون داخل الحرم الجامعي ففي بعض الحالات ينتشر عناصر من الأمن على مداخل الكليات ويقومون بتفتيش الطلاب مرة ثانية والتدقيق في بطاقاتهم الجامعية ويعود ذلك إلى المتغيرات التي تحصل في باقي المناطق كتقدم قوات المعارضة أو عند وقوع التفجيرات في المناطق الموالية أو في حالات وجود بلاغ عن أي طالب ويتم توجيه تهم لبعض الطلاب بأنهم يتعاملون مع الإرهابيين.

من جهتها أوضحت ماسا اللاذقاني، للحل وهي طالبة في كلية الهندسة أنه في بعض الأحيان تشن قوات الأمن حملات اعتقال داخل الحرم الجامعي وتقوم باعتقال عدد من الشبان لتواجد أحد من أقربائهم في مناطق سيطرة المعارضة، متحدثة عن أن “شابة في الجامعة من الموالين للنظام قامت بالإعتداء بالضرب بحذائها على شاب آخر بعد اكتشافها أنه قد سمّى البلوتوث في هاتفه المحمول باسم شهداء مدينة درعا ليتدخل عناصر الأمن المنتشرون بين الطلاب بشكل سريع ويقومون بإبعاد الفتاة واعتقال الشاب، بعد أن كانت تصرخ وتقول له بأنه إرهابي ويكره النظام وتقوم بضربه”.

ووصفت الوضع بأنه مخيف والطلاب يخافون من زملائهم، والجميع يظهر حبه وتأييده للنظام وحرصه الشديد على انتهاء الحرب وانتصار الجيش السوري وتحقيق السيطرة على كافة مناطق سوريا.

يستدرك المصدر “عدد الطلاب الذكور قليل جداً لاسيما من المعارضين للنظام، فأغلبهم ترك المدينة واختار إما السفر أو التوجه نحو مناطق سيطرة المعارضة”، مشيرة إلى وقوع الكثير من الحوادث داخل الجامعة كالحادثة التي ذكرتها سابقاً، لكن يتم حل الأمر بشكل سريع والتكتم على مايحصل، والطلاب يخافون من السؤال عن أي مشكلة تحدث، مشيرةً إلى أنه مؤخراً تم طرد عدد من الطالبات من ريف إدلب من السكن الجامعي من قبل زميلاتهن المواليات بعد توجيه اتهامات لهن لتتدخل المسؤولات عن السكن ويقمن بمنع الطالبات من الدخول ورمي أغراضهن وإخراجهن خارج السكن الجامعي.

أما الطالبة ريم فقد أكدت أن ما يتعرضن له من تدقيق أمني أو تفتيش فيه “الكثير من الحقد والإساءة بسبب ارتدائهن الحجاب أو أنهم من حي معين في المدينة يتحملونه ولايبدين أي اعتراض أو تذمر خوفاً من عواقب الأمر والاعتقال أو توجيه تهم لهن”، كذلك تحدثت أنهم يتسابقون للمشاركة في المسيرات المؤيدة للنظام أو في الاحتفالات التي تقام عقب سيطرة النظام على منطقة ما.

وشرحت أن الوضع خطير ولايحتمل أي مجازفة فخطأ بسيط من الممكن أن يودي بحياتهن وتكون نهايتهن “الاعتقال أوالتعذيب ومن ثم القتل”، فضلاً عن حالات الخطف التي يقوم بها عناصر الشبيحة ومن يحملون سلاحاً ويقاتلون في صفوف النظام ضمن تشكيلات مختلفة، وهذا ما يجعلهن حريصات على الذهاب والعودة إلى المنزل دون أي مشكلة أو اختلاف مع أي شخص في الجامعة، فأي خلاف بسيط من الممكن أن يتحول إلى إتهام من قبل الموالين بالخيانة والتعامل مع الإرهابيين بهدف الانتقام كما حدث مع إحدى زميلاتها فقد “وقع خلاف بينها وبين طالبة أخرى حول المقعد الذي يجلسان به، وهو مادفع زميلتها للانتقام منها من خلال طلب أمن الجامعة والإدعاء أمامهم أنها قامت بسب الرئيس وبالإعتراض على النظام”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.