سوريون من أجل الحقيقة: “وجود مواد ألمانية الصنع في صواريخ محملة بغاز الكلور” ضربت الغوطة الشرقية

سوريون من أجل الحقيقة: “وجود مواد ألمانية الصنع في صواريخ محملة بغاز الكلور” ضربت الغوطة الشرقية

نشر موقع سوريون من أجل الحقيقة  (STJ) الحقوقي وبالتعاون مع منصة بيلينكات الاستقصائية البحثية، تقريرا حول “دخول مواد ألمانية الصنع في صواريخ سامة إيرانية الصنع تم استخدامها في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق”.

وقال موقع سوريون من أجل الحقيقة إنه “تلقى شهادات بعد آخر هجوم بغازات سامة على مدينة دوما في الأول من شهر شباط الجاري والذي سبقه اعتداءين مشابهين في أقل من شهر واحد، تفيد بأن خمسة صواريخ محملة بمواد سامة يعتقد أنها #غاز_الكلور السام سقطت في الأحياء الغربية المأهولة بالسكان”.

وأوضح تقرير الموقع مستندا لما قالت #بيلنغكات، أنّ “السلاح المستخدم في هجمات الأوّل من شباط (الهجوم الثالث) هي صواريخ ذات تصنيع ارتجالي مطوّرة من الصواريخ الإيرانيّة ذات العيار 107مم. فقد تمّ استبدال رأس الصاروخ المعتاد بأسطوانة غاز ذات ضغط، وتمّ تعديل العنفة (المروحة) بإضافة ذيل لها. هذا السلاح المستخدم هو نفس السلاح المستخدم في هجمات الكلور على دوما في 22 كانون الثاني/يناير 2018 أي (الهجوم الثاني)، وأيضاً هجمات غاز الكلور التي استخدمت في ريف دمشق في بدايات 2017.
في بعض الحالات، فإنّ الصواريخ التي استخدمت في عام 2018 تحمل نفس الأرقام التسلسليّة ممّا يثبت أنّها ذات نفس المصدر والجهة المصنّعة، وهذا ما يؤشّر بقوّة أنّ الصواريخ التي استعملت في عام 2018 هي من نفس المصدر”، وفق وصفه.

وأورد التقرير شهادة لمدني من دوما يدعى حسن الدرة كان متواجدا في مكان الهجوم، جاء فيها:
“في تمام الساعة (5:30) من صبيحة يوم 1 شباط/فبراير 2018، وبينما كنت وعائلتي نائمين في المنزل، سمعنا صوت عدة صواريخ وهي تنطلق إلا أننا لم نسمع صوت انفجارها، وبعد عدة دقائق، بدأنا باشتمام رائحة تشبه رائحة الكلور المنزلي، وأخذت هذه الرائحة بالتصاعد تدريجياً إلى أن باتت لا تحتمل، ولدى محاولتنا الخروج من المنزل كانت الرائحة أشد في الخارج، فعدنا إلى الداخل، وقمت بإشعال إحدى المدافئ في محاولة مني إبعاد الغاز السام، لكننا على الرغم من ذلك لم يعد بإمكاننا التنفس بشكل جيد. بعدها قمت بجلب قطع من القماش المبتلة بالماء، ووضعتها على وجوه أطفالي، وبقينا نصارع من أجل الحياة حتى طلعت الشمس وبدأت الروائح بالزوال تدريجياً.”

واعتمد التقرير على خرائط وشهادات وتحليلات لتحركات قوات النظام وأماكن القصف، حيث أورد خارطة ميدانية شاركها “مكسيم منصور” أحد المراسلين الحربيّين ومصمّمي خرائط السيطرة” المؤيّد للحكومة السوريّة لسيطرة القوى في منطقة الغوطة الشرقيّة وكان ذلك في تاريخ 12 كانون الثاني 2018 أي بيومٍ قبل الهجوم بغاز الكلور على مدينة دوما في 13 كانون الثاني 2018، وكانت الخريطة توضّح هجوم القوّات الحكوميّة السوريّة على المنطقة.

كما أورد بعض الخرائط التي وجدها على موقع “الجبهة الجنوبيّة – ساوث فرونت” المؤيّد للحكومة السوريّة في تواريخ 18 كانون الثاني و 29 كانون الثاني 2018 كانت “تظهر نفس المعلومات المتعلّقة بمواقع خطوط الجبهات وأماكن السيطرة، بلا أيّ تغيّر ما بين التاريخين”.

أحد الخرائط من أحد المواقع المعارضة للحكومة السوريّة وهي منصّة تدعى “أخبار الجيش الحر” أظهرت نفس المعلومات بدون أيّ تغيير في خطوط الجبهة الأماميّة خلال نفس الفترة الزمنيّة، وكما أظهرت أحد الخرائط من موقع خرائط الصراع LiveUAMap نفس المعلومات أيضاً.

بعد مقارنة هذه المصادر والخرائط ببعضها “نستطيع الجزم أنّ موقع خطّ الجبهة الأمامي ومكان سيطرة القوّات النظاميّة السوريّة الأقرب لموقع الضربة يبعد حوالي ما بين 400-600 م”.

كمّا أنّه من الممكن معرفة مسار الصواريخ المستخدمة في هجمات 1 شباط 2018، عن طريق أحد الصور التحليليّة، التي نشرها الناشط “فراس عبد الله” الذي قام بتصوير الحفرة التي قام بإنشائها الصاروخ لدى سقوطه في التراب يؤشّر شكل الحفرة وتوجيهها إلى أنّ “الصاروخ قد أتى من جهة الغرب، من اتجاه أحد المواقع الحكوميّة السوريّة على بعد 1 كم تقريباً”.

بحسب #بيلنغكات فإنّ “الحفرة الناجمة عن سقوط الصاروخ هي في الغرب من الجدار، الذي يتجّه بجهة شمال – جنوب، وارتفاع الجدار، وموقعه من الضربة، يجعله من المستحيل أن يكون الصاروخ كان قد أتى من جهى الشرق بدون الاصطدام بالحائط أوّلاً. مجدّداً هذا مؤشّر على أنّ الصاروخ كان قد أتى من مواقع حكوميّة سوريّة في الغرب. وتقع في الغرب تماماً من مكان الضربة، القاعدة العسكريّة الحكوميّة السوريّة “الفرقة 41″ التي قد نجدها على بعد 2 كم من موقع الضربة”.

ومن ضمن الشهادات التي عرضها التقرير، كانت شهادة لأحد المسعفين جاء فيها: “كانت الرائحة قوية جداً، فبدأنا بإسعاف المصابين وكان هنالك أربع حالات قمنا بنقلهم إلى مشفى ريف دمشق التخصصي. لقد تمّ إلقاء خمسة صواريخ من نوع “كاتيوشا” على المنطقة ذاتها وكانت مزودة بعبوات محلية الصنع، فانفجرت أغلب العبوات مباشرة بعد ارتطامها بالأرض، وقد رأيت بنفسي تلك الصواريخ الخمسة مع عبواتها بينما كنا نتأكد من سلامة المدنيين في المنطقة، حيث لم تكن المسافة كبيرة جداً مابين أماكن سقوط تلك الصواريخ فهي لم تتجاوز (30) م كحد أقصى، كما أنني قد رأيت على الصاعق مادة خضراء وتميل إلى اللون الأزرق، كذلك الأمر بالنسبة إلى أطراف العبوات المفجورة فقد رأيت ذات المادة، ولم أعرف ماهي، لكن كل ماأعرفه بأنّ هذه الصواريخ أحدثت إصابات كبيرة في صفوف المدنيين، وامتدت على مساحات كبيرة داخل الأحياء المأهولة بالسكان، إذ أنها وصلت إلى عمق (3) كم داخل مدينة دوما، وهو ماسبب حالة من الذعر والخوف الشديدين لدى الأهالي.”

بدوره أكد ياسر الشامي وهو مدير المكتب الطبي في مدينة دوما، لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ العديد من الحالات تمّ إسعافها إلى المراكز الطبية في المدينة، ولاسيما أنّ الإنذار المبكر وعمليات الإخلاء السريعة للمدنيين، قد ساهم في تقليل عدد الإصابات، وتابع قائلا:

“في تمام الساعة (5:45) فجراً من صبيحة يوم 1 شباط/فبراير 2018، استقبلنا ثلاث حالات لمصابين تعرضوا لاستنشاق الغاز السام بينهم نساء، إذ كانوا يعانون من زلة تنفسية وهياج وتعرق على الرغم من برودة الأجواء، كما كان واضحاً من رائحة ملابسهم تعرضهم لغاز رائحته أشبه برائحة الكلور، وتمت معالجة هذه الحالات عن طريق الإرذاذ والموسعات القصبية، كما تمّ وضعها تحت المراقبة مدة ساعتين ثمّ قمنا بتخريجهم بعدها.”

واختتم التقرير بعرض مزيد من الوثائق والشهادات التي ذكرت الهجوم بالغازات السامة، من مصادر ومواقع إخبارية متعددة، مرفقا بيان المجلس المحلي لمدينة دوما الذي جاء فيه:
“في يوم 2 شباط/فبراير 2018، تعرضت الأحياء السكنية في مدينة #دوما لغازات سامة في تمام الساعة (5:30) من صبيحة اليوم ذاته، وذلك باستخدام صواريخ أرض-أرض، وهو ماتسبّب بعدة حالات اختناق بين صفوف المدنيين، لافتاً إلى أنّ هذا الهجوم هو الهجوم الثالث من نوعه خلال أقل من شهر”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.