منار حدّاد

قبل أيام، قُتل نحو 130 عنصراً من قوات النظام السوري، خلال تنفيذهم هجوماً فاشلاً على قرية #طابية_جزيرة في ريف #دير_الزور،

وبحسب الروايات المتطابقة لروسيا والنظام فإن القتلى سقطوا بغارات شنّها #التحالف_الدولي على قوات النظام المتقدّمة لمنعها من الوصول إلى المنطقة، وكان من بينهم عسكري روسي ونجلا المعارض العائد إلى النظام #نواف_البشير.

عاد النظام في اليوم التالي مباشرةً ليهاجم المنطقة ثم انسحب بعد فشله بالتقدّم، ولكن ما لم يعلنه أي من الأطراف، أن السبب الكامن خلف الهجوم هو أن هذه المنطقة تحتوي على حقل “كونيكو” للغاز، أي أن أسباباً اقتصادية بحتة تقف خلف استماتة قوات النظام للسيطرة على هذه المنطقة، ويُقابلها استماتة من القوى المسيطرة للحفاظ عليها.

ما هو حقل “كونيكو”

بينما كان التسابق على أشدّه بين قوات النظام و#قوات_سوريا_الديمقراطية في شهر أيلول الفائت لتقاسم الأراضي التي يخرج منها تنظيم الدولة الإسلامية، والسيطرة على أكبر مساحة ممكن محافظة دير الزور، أعلنت #قسد في الثالث والعشرين من الشهر نفسه عن وصولها إلى معمل “كونيكو” للغاز، وقطعت الطريق على قوات النظام.

و”كونيكو”واحدٌ من أبرز المعامل الحديثة في الشرق الأوسط، تأسس عام 2001، واستثمرت غازه شركة “كونيكو” الأمريكية.

يحتوي المعمل على خطي إنتاج غاز، الأول مرافق وهو DEZ gas train  والثاني غاز حر وهو  TAB gas train، ويستقي الغاز من خط الطابية الذي يحتوي على خمسة آبار إنتاج غاز بما يقارب 220 مليون قدم مكعب.

ويحتوي المعمل على وحدة التجزئة، ووحدة لإنتاج الغاز المنزلي، ووحدة لإنتاج مكثفات النفط الخفيف ، يحتوي المعمل على ست عنفات، منها أربع عنفات ضغط منخفض تقوم بتصدير الغاز إلى محطة جندر في محافظة حمص لتوليد الطاقة الكهربائية، وعنفتي ضغط عال تقوم بإعادة حقن كمية من الغاز إلى الأرض عبر ثلاثة آبار حقن للمحافظة على ضغط الطبقة، تبلغ كمية الغاز المصدر إلى محطة جندر 145 مليون قدم يومياً، وكمية الغاز الذي يعاد حقنه في الطبقة المنتجة 50 مليون قدم مكعب يومياً، تبلغ كمية الغاز المنزلي المنتجة يومياً 450 طن يوزع عبر صهاريج خاصة وقطار خاص بنقل الغاز المنزلي إلى المحافظات السورية، ويقدّر مجمل الإنتاج للمصنع، بنحو 10 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً.

حقل الغاز وطريقه

يقول الباحث والمحلل الاقتصادي، الذي أعد دراسات سابقة عن وضع الطاقة في سوريا يونس الكريم لـ “الحل”: “إنه في عام 1979 حدث انفجار في منطقة معمل كونيكو أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، وجاء حينها خبراء من الولايات المتحدة، واكتشفوا أن دير الزور عائمة على بحر من النفط والغاز، واقترحوا تنفيذ الغاز لمنع حدوث انفجار عنيف”.

وأضاف كريم أن هدف النظام لا يتمثّل فقط بالسيطرة على حقول الغاز والمصنع وإنّما الإمساك بطريق إمداد الغاز والنفط، لافتاً إلى أن النظام يسيطر على منطقة البادية وشرق حمص، ولكن يحتاج أيضاً إلى الإمساك بالمثلّث مع العراق كاملاً حتّى يستطيع الإمساك بطريق خطوط الغاز، وإعادة اقتصاد الطاقة إليه.

وأوضح أن من أهم مغريات السيطرة على هذا الحقل، هو أنه من الحقول سهلة الاستخراج، وكلفتها بسطية، كما أن عملية نقلها سهلة، إضافةً إلى أنّ هذا المصنع لم يتضرّر خلال المعارك والقصف.

ولفت الكريم، إلى أن من يسيطر على المصنع، يكون قد سيطر على حقول الغاز المحيطة بها، إضافة إلى حقل الورد النفطي وحقل التنك النفطي الذين يقعان على الخط المار من سوريا إلى العراق فإيران، وبالتالي النسبة الأكبر من الطاقة في دير الزور.

فوائد يسعى النظام إلى تحقيقها

ولخّص الباحث يوسف الكريم، المزايا الاقتصادية التي سينعم بها النظام فيما لو تمكّن من السيطرة على هذه الحقول، والتي يأتي على رأسها، أن السيطرة على مصادر ومصانع الطاقة في سوريا تعني “انتصاراً معنوياً للنظام السوري وتحجيم دور القوى الكردية حلفاء الولايات المتحدة”.

أما الفائدة الثانية، فهي دعم اقتصاد النظام، “الذي لم يعد قادراً على تحمّل تكلفة استيراد الطاقة من إيران بسبب الفاتورة المرتفعة التي تضيفها إيران إلى كتلة الديون”.

وتقوم الفائدة الثالثة بحسب الكريم، على تحكّم أكبر للنظام في عملية إعادة الإعمار قائلاً: إن الشركات العالمية غالباً ما تفاوض الطرف المسيطر على مصادر الطاقة خلال إعادة الإعمار، كما أن السيطرة على ممرّات الطاقة تعطي النظام مزايا قد يمنحها للشركات التي ستقوم بإعمار سوريا.

وبحسب مصادر مطلعة لـ “الحل السوري” فإن قوات أمريكية تتمركز في محيط حقل كونيكو للغاز إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على غالبية حقول الطاقة شرق الفرات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.