فتحي أبو سهيل – دمشق

“عادت #دمشق لعام 2013، هدير الطائرات وأصوات انفجارات #البراميل تصدح من بعيد، وعن قرب أصوات سيارات الاسعاف تهرع لمكان سقوط القذائف يومياً، عشرات القذائف، كانت كفيلة بشل حركة المدينة”، هكذا تلخّص الحال م. ن، وهي تعمل بإحدى محلات باب توما لبيع الاكسسوارات.

وتتابع “يوم الثلاثاء، أغلقنا المحلات في السادسة مساءً على غير العادة، وكان هناك شبه اتفاق على عدم فتح #المحلات يوم الأربعاء والخميس”، مضيفةً “كان هناك أشبه بحظر تجوال ظهراً، استمر حتى مساء الخميس”.

شبه خالية

باب توما التي تكتظ بالشبان يوم الخميس، كانت شبه خالية، والمحلات مغلقة تقريباً، فالجميع يخشى قذائف #الهاون، وفي جولة لموقع “الحل” ضمن بعض شوارع #دمشق الحيوية يومي الأربعاء والخميس، بدت شبه خالية، وحركة السير منخفضة جداً على استراد #المزة، وجسر الرئيس، والبرامكة، وشارع الثورة.

حتى طلاب #الجامعات والمدارس، عزفوا عن الدراسة خلال اليومين الماضين، بشكل عام، فقد أعلنت الجامعات الخاصة عطلة يومي الأربعاء والخميس منها الجامعة الدولية للعلوم والتكلوجيا وغيرها من الجامعات في ساحة #الأمويين تقريباً وعلى استراد المزة.

مدارس باب توما، وجرمانا، ومدارس أخرى في دمشق وريفها خاصة وعامة، أعلنت عطلة مشابهة ليومين، فعلى صعيد ريف دمشق، أعلن مدير تربية ريف دمشق التابعة لحكومة النظام (ماهر فرج إن مدارس) مدينة جرمانا ستغلق أبوابها يومي الأربعاء والخميس من الشهر الجاري حفاظاً على سلامة الطلاب.

أما في دمشق، فقد فتحت مديرية #التربية الخيار أمام الطلاب للتغيب أو الحضور، حيث أعلن مدير تربية دمشق في حكومة النظام (محمد مارديني) يوم الثلاثاء، أنه بإمكان أولياء الأمور تغييب أبنائهم عن مدارسهم بشكل مبرر وسيتم تعويض #الطلاب بكل ما فاتهم من دروس ولكن ليس هناك قرار رسمي بتعطيل المدارس.

تضرر المعيشة اليومية

تعطيل المدارس، كان شبه قرار رسمي بشل حركة العاصمة وريفها، وزادت الذعر بين الأهالي، حيث امتنع أغلب المدرسين والعمال والموظفين وأصحاب المحلات في الأسواق الرئيسية، والفرعية، من الذهاب إلى أعمالهم، وارتفعت نسبة الاجازات في القطاعين العام والخاص، بحسب مصادر في بعض المؤسسات والشركات.

يقول أحد سكان #جرمانا لـ “الحل” إن “المدينة باتت كمدينة أشباح خلال اليومين الماضيين، وخاصة في منتصف النهار، بين الساعة الـ12 ظهراً والـ1، بينما باتت شبه خالية تماماً بعد الساعة الـ7 مساءً”، ويقاطعه بذلك سكان من مختلف مناطق دمشق وريفها.

انخفاض كثافة الحركة في دمشق وريفها انعكس على عدة أمور حياتية يومية، منها سهولة الحصول على #الخضار، حيث امتنع عدد لا بأس به من باعة الخضار والفواكه من التوجه إلى الزبلطاني للتسوق، كونها منطقة ساخنة.

وأكدت هذه الحالة مصادر رسمية من النظام ذاته، حيث قال مصدر في فرع مرور مدينة #دمشق يوم الأربعاء، أن حركة سير المركبات والمشاة والدراجات النارية والهوائية تراجعت بمعدل 40%، أي مايقارب النصف.

وأضاف المصدر أن تراجع حركة #السير بدأ خلال الساعة الواحدة من ظهر الأربعاء، وبدأت بالانخفاض شيئاً فشيئاً حيث بلغت ذروة التراجع في تمام الساعة الرابعة.

وأيضاً، رصدت صفحة “يوميات قذيفة هاون” المقربة من النظام، حركة شبه معدومة في باب توما يوم الأربعاء والخميس، ونشرت صوراً لذلك وجاءت بعض التعليقات مهاجمة للحكومة، وأخرى تؤكد على ضرورة اعتكاف المنازل.

ومن أبرز التعليقات التي جاءت على صفحات الفيس بوك

George Anid، “يعني ليش لسى حكومتنا بتتخبى ورا اصبعها يعني في عملية عسكرية عملو عطلة للعالم بس ليحسو هالبشر انهن الهن قيمة عند هالدولة مو تقعدو تتباهو وتاجرو بدم هالعالم يااما انزلو ياوزراء جولات ميدانية ومضو نهاركن بلشوارع متل هالبشر”.

رنا الأطئوطة، “انا خفت روح لوزارتي واجازاتي رح يخلصوا يا رب لطفك فينا”.

Madona Badra، “للأصح الحركة معدومة بالطرقات …الله يحمي الجميع”.

 

يشار إلى أن انخفاض كثافة الحركة في العاصمة دمشق، يأتي بالتزامن مع قصف النظام السوري للغوطة الشرقية بريف دمشق، وارتفاع عدد الضحايا إلى نحو 100 مدني بشكل يومي، بالإضافة لخروج غالبية #المستشفيات والمراكز الطبية في الغوطة عن الخدمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.