حسام صالح

لاشك أن مليشيا #حزب_الله ومنذ بداية تدخلها في #سوريا إلى جانب النظام، لعبت دوراً مهماً في الحرب السورية، فكان تدخلها مدروساً بدعم إيراني مطلق، وذلك في محاولة إيران استكمال مشروعها في المنطقة عبر ذراعها في #لبنان، فكان تدخلها تحت ذريعتين أساسيتين هما “حماية المقدسات” و”الحفاظ على محور خط المقاومة”، وبالتالي كانت المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان هي الهدف الأساسي لمليشيا الحزب، ومن ثم تطورت إلى مناطق داخل العاصمة دمشق، إضافة إلى فتح طريق من لبنان إلى العراق مروراً بسوريا، بعد أن سيطرت مليشيا الحشد الشعبي على المناطق الحدودية بين سوريا والعراق وطردت تنظيم #داعش منها.

في هذه المادة سنسلط الضوء على أهم المناطق التي تتواجد فيها مليشيا حزب الله في سوريا، ومن ثم البحث في أهم المناطق التي تسيطر عليها بشكل كلي، وتقوم بإدارتها استناداً إلى المعلومات المتوفرة، والحديث مع الناشطين وبعض سكان تلك المناطق.

قاعدة عسكرية دائمة في القصير

في تقرير لموقع “ستراتفور” الأمريكي جاء أن “صور الأقمار الصناعية أكدت وجود قاعدة عسكرية لحزب الله في القصير، حيث بنى مواقع دفاعية كبيرة منذ سيطرته على المنطقة في حزيران عام 2013″، مشيراً إلى أن “الحزب قد عمد إلى إفراغ محيط تلك القاعدة بهدف تسهيل عمله ومراقبة ما يجري على طول الجانب السوري من الحدود ، كما بنى ساتراً ترابياً على امتداد الحدود قرب القصير، وحفر أنفاقاً منها إلى الداخل اللبناني”.

هذا الكلام أكده العديد من الناشطين الذين تواصلنا معهم من المتواجدين في منطقة #عرسال اللبنانية وريف حمص، حيث يقول الناشط سامر الرفاعي في منطقة عرسال إن “الحزب أنشأ مصانع للذخيرة في منطقة قريبة من مدينة القصير، كمدافع الهاون وصواريخ الكاتيوشا، وهناك تحركات كبيرة للحزب في المنطقة، وكثير من الأحيان تأتي إلى المنطقة وفود إيرانية”.

في حين يؤكد الصحفي أحمد القصير أن “القواعد العكسرية للحزب موجودة في منطقة سد زيتي، وأكثر من منطقة لأنها تعتبر منطقة متداخلة بين الأراضي اللبنانية والسورية، وغالباً تكون مركزاً للتدريب للحزب، وتخضع كلياً لسيطرته”.

تغيير ديموغرافي وزراعة حشيش

يكمل الصحفي أحمد القصير حديثه لموقع الحل فيقول “تقوم مليشيا الحزب حالياً بإعادة هيكلة مدينة القصير منذ أن سيطرت عليها في العام 2013، وخصوصاً منطقة البساتين المحاذية للحدود اللبنانية، حيث أتى بمجموعة من سكان المناطق الشرقية الذين هجروا واستخدمهم في عمليات زراعة نبتة الحشيش، إضافة إلى حركة شراء للأراضي والمنازل من أصحابها أو الاستيلاء عليها، في حال كانوا غير معروفين في مدينة القصير”.

في مقابل ذلك استطعنا التواصل عن طريق أحد الناشطين في ريف حمص مع أحد سكان مدينة القصير ويدعى “أبو يامن” حيث روى مشاهدته للوضع في المدينة فيقول “رفضت مليشيا الحزب عودتي إلى منزلي في الحي الجنوبي لمدينة القصير، بعد أن هجرنا منه عام 2013، وبعد محاولات عديدة قالوا لي أنه سيتم تعويضي بمبلغ مالي مقابل تنازلي عن المنزل، فوافقت على الأمر لكن في كل مرة يتم التأجيل، وبالتالي فقدت الأمل بالعودة، أو حتى الحصول على أي تعويض”.

وحول معلوماته عما يجري داخل القصير أوضح “هناك العديد من العائلات التي مازالت تقطن داخل المدينة، لكنها تعامل برقابة شديدة، حيث مازالوا موجودين ضمن اتفاقية مع (مقاتلي نسور الزوبعة) التابعين للجناح العسكري للحزب القومي السوري، حيث أن معظم العائلات هم من المسيحيين”.

فتح الطريق إلى العراق عبر البادية السورية

التحرك من لبنان عبر سوريا إلى العراق هو هدف إيران عبر ذراعه حزب الله وصولاً إلى إيران لرسم مايسمى “الهلال الشيعي” في المنطقة هو ما بات واضحاً من خلال التحركات الأخيرة للحزب داخل الأراضي السورية، حيث كشف موقع “المونيتور” الأمريكي في تقرير له عن “قيام حزب الله بتأمين الحدود السورية العراقية عبر تقدمه في منطقة البادية السورية الاستراتيجية، في مقابل قيام حركة النجباء العراقية بتأمين الحدود من الجهة المقابلة، بعد أن وردت معلومات بوجود غرفة عمليات مشتركة بين روسيا وقوات النظام ومليشيا حزب الله في المنطقة لإدارة المعركة”.

في هذا الصدد يقول الخبير العسكري رائد الحلبي لموقع الحل إن: “هناك سباقاً محموماً في البادية السورية بين المليشيات الإيرانية ومن بينها حزب الله والولايات المتحدة وبعض فصائل المعارضة لإحكام السيطرة على المنطقة، فهو حلم إيراني تسعى لتحقيقه منذ عامين بإنشاء طريق بري يصلها بكل من #سوريا و #لبنان، بعد أن استفادت من انهيار الجيش العراقي وتفتت أجهزة الأمن واستلام مليشيا الحشد الشعبي لزمام الأمور، الذي بدوره أصبح تحت إمرة إيران ومعترف بهذه المليشيا بشكل قانوني في العراق”.

وأضاف “هناك هدف عسكري من السيطرة على الحدود العراقية السورية، هو الوصول إلى درعا والقنيطرة، المنطقة التي يرسم لها الحزب كونها تعتبر خط جبهة مع #إسرائيل”.

القنيطرة الوجهة القادمة للحزب

بعد أن سيطرت مليشيا حزب الله على منطقة #بيت_جن في الغوطة الغربية وقامت بعملية تهجير قسري بأمر مشابه لما حصل في منطقة القصير، استطاعت أن تحكم السيطرة على الخط الحدودي  بين لبنان وسوريا واسرائيل، وتحديداً المنطقة الاستراتيجية في القنيطرة التي تقع على مثلث الموت.

وعن أهمية تلك المنطقة للحزب يؤكد الخبير العسكري رائد الحلبي أن “لها بعدين أساسيين الأول يتجلى بإبعاد الفصائل المعارضة عن حدودها، والبعد الآخر الأكثر أهمية على المدى الطويل هو جعل المنطقة مناسبة وجاهزة لأي حرب قادمة مع إسرائيل، وهذا ماتريده إيران بطبيعة الحال، وبالتالي جعل مدينة القنيطرة مشابهة لجنوب لبنان من حيث البنى التحتية والتجيزات العسكرية والولاءات، وبالتالي تهديد اسرائيل على الطرف المقابل، لأن منطقة الجليل ستصبح في مرمى نيران الحزب بكل سهولة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة