عقود بالملايين وصفقات مشبوهة.. هكذا استغل النظام منتخب كرة القدم لتحسين صورته

عقود بالملايين وصفقات مشبوهة.. هكذا استغل النظام منتخب كرة القدم لتحسين صورته

حسام صالح

منذ قديم الزمن كانت لعبة كرة #القدم تستخدم كأداة بيد السلطة لاستغلالها في الحقل السياسي، فكان موسوليني يعتبر أعضاء الفريق الوطني “جنود من أجل قضية الأمة”، كما هو الحال مع السوفييت الذين استغلوا اللعبة أيضاً، فوضعت مؤسسات #الجيش والشرطة أيديها على الفرق الرئيسية في العاصمة موسكو، وفي تعمقنا أكثر بدور هذه اللعبة في السياسة نرى أن هناك حرباً اندلعت خلال العام 1969 بين السلفادور وهندوراس، أوقعت ألفي قتيل بعد أن غزت قوات السلفادور هندوراس.

ربما تنطبق حالة كرة #القدم واستغلالها سياسياً على النظام في سوريا، والذي انتبه مؤخراً إلى دور هذه الأداة، وتأثيرها القوي في تلميع صورته تجاه الرأي العام العالمي، فأصبح يغدق عليها #الأموال والإعلانات، وفي نفس الوقت أصبحت عامل شرخ لدى السوريين، فالبعض يرى أن “المنتخب السوري” لاعلاقة له بالنظام ويجب عدم خلط السياسة بالرياضة، والبعض الآخر يرى فيه “صورة يريد النظام إيصالها إلى العالم بقمصان تحمل علمه والكثير من المعاني”.

اللعبة بدأت مع مورينو

في بداية العام 2016 قالت مجلة “صن البريطانية”، إن “الاتحاد #السوري لكرة القدم تقدم بخطاب موجه إلى جورجي مينديز، وكيل أعمال البرتغالي “جوزيه مورينيو” مدرب فريق #ريال_مدريد السابق، لمعرفة إذا ماكان يود التفاوض حول تسلمه منصب المدير الفني لمنتخب #سوريا في رحلته خلال تصفيات كأس العالم 2018″.

وكان المبلغ المرصود من قبل الاتحاد، حينها يقدر بـ750 ألف يورو، لكن بعد أيام قليلة ظهر رئيس الاتحاد الرياضي التابع للنظام “اللواء موفق جمعة” عبر برنامج تلفزيوني وقال، “إن الاتحاد لن يستطيع دفع تكاليف التعاقد مع المدرب البرتغالي”.

ورجح متابعون للشأن الرياضي، أن ما قام الاتحاد بشأن المدرب البرتغالي، هو مجرد لعبة لتحقيق هدفين الأول “أن لدى اتحاد كرة القدم التابع للنظام أموال عند الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن منعت عنه بسبب العقوبات المفروضة على النظام فحاول بهذه الطريقة الحصول عليها”، أما الهدف الثاني “فهو محاولة النظام لفت نظر الرأي العام العالمي عن #الجرائم التي يرتكبه في #سوريا وإعطاء صورة أن الحياة مازالت على طبيعتها داخل الأراضي السورية”.

النظام وحلم الوصول إلى كأس العالم

قبيل انطلاق #الثورة السورية كانت الوساطات تلعب دوراُ كبيراً لكل لاعب يرغب بالدخول إلى المنتخب السوري، ولم يكن النظام الحاكم يهتم بالمنتخب إلا قي المناسبات الكبيرة، إلى أن جاءت الثورة السورية فتغيرت الكثير من المفاهيم السائدة لدى النظام.

ويقول الصحفي المختص في الشأن الرياضي لؤي عباس “النظام عندما رأى نجاح #المنتخب أمر ضروري في تصفيات كأس العالم، قرر التعاطي مع الأمر بطريقة مختلفة، فكان لابد من إغراء لاعبين أمثال “عمر السومة” و”فراس الخطيب” وغيرهم، بعد أن رفضت طلبات عودتهم أكثر من مرة من قبل الاتحاد الرياضي، فحشد الطاقات مالياً وإعلامياً لدعم فريقه”.

ووصفت جميع وسائل إعلام النظام تأهل المنتخب لكأس العالم “حدث غير عادي وأنها ليست قضية 11 لاعباً يركضون خلف كرة، بل قضية شعب واجه كل المؤامرات والمصاعب بإرادة وتصميم”، في حين قامت وسائل إعلام أخرى بالترويج للمنتخب عن طريق إنتاج أغاني أو عرض مكافآت مالية للاعبين تقدر بملايين الليرات.

كما كتبت العديد من وسائل الإعلام العالمية عن هذا الموضوع، وكيف سخر النظام هذه الفعالية لصالحه حيث كتب موقع “تاغزشاو” التابع للقناة الأولى الألمانية مادة عنونها بـ”المنتخب الوطني السوري .. اللعب بتكليف من الأسد”، قائلاً “فريق الأسد” عوضاً عن “فريق سوريا”، مضيفاً أن “دكتاتور سوريا يسخّر المنتخب الوطني لكرة القدم للبروباغندا الخاصة به، بعض اللاعبين يقفون إلى جانبه، وآخرون يلعبون بدافع الخوف فقط”.

مدرب ألماني بـ35 ألف دولار شهرياً!

بعد هزيمة المنتخب أمام #أستراليا في التصفيات النهائية لكأس العالم، والتي كانت ضربة له بعد أن عقد آمالاً كبيرة عليه وبذل كل الإمكانيات لوصوله إلى كأس العالم، رأى النظام أن فكرة استثمار المنتخب، حيث استطاع الترويج لفكرة “شعب سوريا يقاوم الإرهاب على طريقته وبأبسط الإمكانيات”، ولفت أنظار وسائل الإعلام والرأي العام العالمي بهذه الفكرة، وبالتالي وبحسب حديث المختص بالشأن الرياضي لؤي عباس فإن “النظام يحاول رسم صورة ذهنية جديدة الآن من خلال التعاقد مع مدربين أجانب وإخراج #الفريق إلى معسكرات في دول أخرى، استكمالاً لمخططه في توجيه الرأي العام”.

وأضاف عباس أن “هذه الأفكار في مجملها هي من تخطيط #روسيا المشهورة في عمل البروبوغندا الإعلامية، واستثمار أحداث صغيرة في لفت أنظار الرأي العام عن قضايا مهمة، كأن تقتل 50 شخصاً من جهة، وفي الجهة المقابلة تطعم قطة وتقوم بتغطية ودفع #أموال طائلة على الحدث الثاني لتغطية الجريمة الأولى، وهذا بالفعل مايحصل”.

واعتبر أن “مسألة استقدام لاعبي محترفين كـ عمر السومة وفراس الخطيب وغيرهم ممن كانوا معارضين للنظام وسياساته أمر مشكوك فيه، من حيث قيمة الصفقة التي عقدت معهم لقبولهم القدوم واللعب مع المنتخب”

يشار إلى أن الاتحاد #السوري لكرة القدم أعلن مؤخراً، عن قيامه بإبرام عقد مع مدرب ألماني يدعى بيرند ستينج، لتدريب المنتخب، لمدة عام قابل للتجديد مقابل 35 ألف دولار شهرياً، وتعيين مساعد له ألماني الجنسية أيضاً مقابل 6 آلاف دولار”.

ومن الشروط التي وضعها المدرب #الألماني، تأمين معسكر للمنتخب في #النمسا تتضمن مبارايات ودية وتأمين تأشيرات دخول، إضافة إلى صرف مكافآت #مالية في حال تحقيق المنتخب لقب كأس آسيا، الذي سيقام في الإمارات عام 2019″.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.