عدي عبدالله

يعاني تنظيم الدولة الإسلامية #داعش بعد انحساره في مساحات صغيرة بريف دير الزور الشرقي، أكبر حالة انقسام داخلي تعصف به منذ تأسس، بعدما تحولت المعلومات عن الخلافات السابقة داخل التنظيم والتي كانت ترد من خلال معطيات استخبارية، إلى انشقاقات كبيرة حقيقية على مستوى القيادات والتي تطورت خلال الشهرين الماضيين نتيجة خلافات حادة نتج عنها مقتل عدد من قيادات وعناصر التنظيم عبر عمليات اغتيال أو من خلال أحكام أصدرتها محاكم التنظيم الشرعية.

يفتقر التنظيم حالياً إلى عاصمة محددة له كما كان خلال السنوات الثلاث الماضية بعد خسارته لمدينة #الرقة ومن قبلها الموصل العراقية. وقد جعل هذا الأمر قراراتهم مزعزة ومنقسمة بين القادة الحالين، كما أن مقتل أغلب قيادات الصف الأول على المستوى الشرعي والعسكري أدى إلى تعدد مصادر اتخاذ القرار أيضاً وانتهاء مرحلة المركزية في خطوات التنظيم. ويضاف إلى ذلك الغموض الذي يلف مصير زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بالنسبة لمن تبقى من عناصر لديه.

قال أحد النشقين حديثاً عن التنظيم (مازال في دير الزور) لمراسل موقع الحل “إن نهاية التنظيم في دير الزور كيكان قائم ومعلوم قد بدأت وبدأ تحوله إلى مجموعات وخلايا مبعثرة”.

ووفقاً للمصدر نفسه فإن “التصدع الحالي داخل التنظيم يعود لأسباب عدة، من بينها تحميل عدد من القيادات في التنظيم مسؤولية خسارة مدينة الموصل ومدينة الرقة لزعيم التنظيم أبو بكر #البغدادي، الذي تجاهل توصيات القيادات الميدانية بعدم التحصن داخل الموصل بل التوجه لفتح جبهات جديدة في مناطق مهمة للحكومة العراقية تشغلها عن مهاجمة الموصل، فضلاً عن منع قيادة التنظيم خروج الأهالي من الرقة أثناء المعركة الأخيرة مع قوات سوريا الديمقراطية #قسد المدعومة من التحالف الدولي، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات منهم بشكل تسبب بخسارة ما تبقى له من مؤيدين”، على حد قول المصدر.

ولفت، إلى أن انقطاع التواصل بين قيادات التنظيم بعد قطع #قسد وقوات النظام أغلب الطرق بريف دير الزور (شامية وجزيرة) والسيطرة عليها واعتماد الطيران الأميركي أجهزة التشويش التي قطعت الاتصالات الهاتفية والإنترنت في المناطق التي لازالت تحت سيطرته، ساهم في توسيع الشق داخل نسيج التنظيم أيضاً.

سقوط الرقة بيد #قسد وبعدها الخسارات المتتالية في دير الزور أمام قوات النظام والقوات الأجنبية المساندة له، “كانت القشة التي قصمت ظهر البعير” على حد تعبير المصدر، والذي أضاف، أن الخلاف الحالي بينهم سببه وجود قيادات ميدانية يتمردون على زعيم التنظيم البغدادي ويتهمونه بالتسبب بخسارتهم ولا يعتبرونه قائداً كفؤاً.

وأضاف أيضاً، إن “قطع إمدادات التنظيم وطرق التواصل بين عناصره خلال الأشهر القليلة الماضية كان له الأثر الأكبر فيما آل إليه حال التنظيم حالياً”.

ولفت المصدر إلى أن عناصر التنظيم طلبوا من البغدادي إرسال مقاتلين لهم من العراق لمساندتهم بالقتال في الرقة ودير الزور خلال المعارك الأخيرة، لكنه لم ينفذ ذلك، ما جعل القيادات العسكرية يحملونه مسؤولية كبيرة في خسارتهم الرقة ومعظم دير الزور ويتهمونه بأنه فضّل الحفاظ على مناطق سيطرته في العراق على مناطق سيطرتهم في سوريا.

مقتل قادة لمعارضتهم الخليفة

قتل التنظيم في الشهر الفائت قياديين هما الشيخ فلاح الجبوري بتهمة نقض بيعة أمير المؤمنين والتمرد على قراراته، والشيخ صلاح الشامي الملقب بأبي جابر بتهمة “التولي من الزحف” بمعنى الفرار من القتال، وهي تهمة تستوجب القتل في أبجديات التنظيم، إلا أن مقتل الشيخين جاء بسبب تمردهما على قرارات الخليفة الذي حملوه مسؤولية انتكاسة التنظيم عبر قراراته الفردية وعدم العودة لأي من قيادات التنظيم في المشورة، يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.