عدي عبدالله

تسعى #إيران جاهدة إلى تعزيز تواجدها في الشرق السوري من خلال تكثيف نشاطها الهادف إلى زيادة التوسع والتمدد الذي وصل خلال الأشهر القليلة الماضية إلى حد بناء حسينيات جديدة في مدينة #دير_الزور وريفها، بغية ضمان استمرار سيطرتها على الحدود مع #العراق، وبالتالي تأمين الخط الواصل بين طهران ودمشق وبغداد، مستعينة بقادة محليين لمليشياتها ممن تضمن ولاءهم.

يقول محمد الخليفة (مدرّس من سكان ريف دير الزور) في حديث لموقع الحل “إيران تسعى لنشر التشيع في دير الزور وخاصة في مناطق الريف (الغربي والشرقي) مستغلةً الفقر المنتشر فيها، والتهميش الكبير الذي تعانيه، خاصة المناطق التي سيطر عليها النظام السوري مؤخراً”.

أولى خطوات “التشييع” بدير الزور

بعد أن تمكنت قوات النظام والقوات الأجنبية المساندة لها من فك الحصار عن أحياء مدينة دير الزور في شهر أيلول من العام الفائت، وصلت إلى المدينة قافلة من (16) شاحنة تحمل مساعدات إنسانية قدمتها مؤسسة (جهاد البناء) التابعة للحرس الثوري الإيراني، بحسب المصدر ذاته، وبعد أيام قليلة من توزيع الأغذية والأغطية والملابس، التي حملتها القافلة، افتتحت (جهاد البناء) مشفى ميدانياً خيرياً في حي القصور في مدينة دير الزور، يصف السكان خدمات هذه المشفى بـ (الممتازة) مقارنة بما تقدمه المؤسسات الصحية المتهالكة التابعة للنظام بداخل الأحياء نفسها.

ويشير المصدر، إلى أن قوافل المساعدات الإيرانية لم تتوقف عند أحياء مدينة دير الزور فحسب، بل وصلت إلى مدينة #البو كمال الحدودية مع العراق، والتي أصبحت قوات الحشد الشعبي العراقي هي القوى الكبرى المسيطرة عليها، حيث قام الأخير بالعمل على كسب تأييد وولاء الأهالي له، بإيواء من نزح من المدينة أو ريفها أثناء المعارك مع التنظيم قبيل خروجه من المدينة، بمخيمات خاصة، كما قام أيضاً بإدخال بعضهم إلى الأراضي العراقية، مع وضعهم محاولة استغلال المأساوي وتوزيع المال والمعونات لهم، مع “تذكيرهم بفضل ملالي إيران والميليشيات الشيعية في إنقاذهم من #داعش وجرائمه” على حد وصفه.

“التشيع مقابل السماح لهم بالعودة لمناطقهم”

يقول جاسر عودة من سكان قرية مراط، لموقع الحل، إن لواء الباقر بقيادة أسعد نواف البشير والذي قتل بمنتصف الشهر الجاري بغارات التحالف على رتل لقواته في بلدة الصالحية أثناء محاولتها الوصول لمناطق سيطرة #قسد في الطرف المقابل من النهر(جزيرة)، يسيطر على قريتي مراط ومظلوم، فيما تخضع قريتا حطلة والصالحية لسيطرة حزب الله اللبناني ويقودها هناك المدعو طارق الياسين المعيوف، والذي يعتبر والده من ناشري المذهب الشيعي في حطلة منذ عام 2000 وكانت تدعمه #طهران في بناء الحوزات ونشر التشيع في هذه المناطق، وفق قوله.

“كانت شروط البشير للسماح بعودة الأهالي لمنازلهم، تقتضي بتسليم الشبان والقتال مع لواءه والتشيع وتسليم المطلوبين منهم للنظام، في حين يطالب طارق المعيوف أهالي المناطق المسيطر عليها باعتناق المذهب الشيعي، حيث رضخت نسبة قليلة جداً من الأهالي النازحين للشروط وعادوا إلى مناطقهم ليجدوا منازلهم فارغة” وفق المصدر.

حسينيات جديدة بريف دير الزور

قامت حركة النجباء الإيرانية ببناء “مزار” على نبع ماء عين علي في البادية قرب مدينة #القورية بريف دير الزور الشرقي، ضمن حملة بناء المزارات التي تنفذها هيئات شيعية عراقية بحجة إعادة بناء ما دمره تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، بحسب عمار السلطان (من سكان مدينة القورية)، لافتاً إلى قيامهم باستغلال اسم العين التي كانت معلماً أثرياً ومتنزهاً للأهالي .

ومن وجهة نظر السلطان “الهدف الرئيسي لإيران من نشر التشييع بدير الزور وتأسيس قاعدة شعبية فيها، هو ضمان وجودها طويلًا  في منطقة غنية بثرواتها الباطنية والزراعية” يختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة