قالت جريدة لوموند الفرنسية في تقرير نشرته في التاسع من شهر آذار الحالي إن #حزب_الله اللبناني نشر لعبة فيديو وهي محاكاة ثلاثية الأبعاد لمعاركه في #سوريا ولبنان ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كوسيلة جديدة لحشد المؤيدين والمتطوعين في صفوفه.
ففي لبنان كل الوسائل مباحة لحشد مؤيديه. لذلك فقد أطلق حزب الله لعبة فيديو لتكريس خمس سنوات من حربه في سوريا إلى جانب نظام #بشار_الأسد. حيث يقدم حزب الميليشيات الشيعية وبشكل مخادع قراءته الخاصة للأحداث في ذلك البلد المنكوب.
وقد أطلق على لعبة الفيديو هذه اسم “الدفاع المقدس”. ويؤكد حسن علام أحد مصممي هذه اللعبة بأن هذه اللعبة التي تكرس معنى حماية الوطن والذود عنه هي “أشبه بكتاب تاريخ”. ويضيف: “نحن لسنا في عالم الخيال، فالأماكن والأحداث التي تم استحضارها حقيقية”. لكن يبدو بأن هذه الحقيقة موجهة بشكل جيد… فهذا “الدليل” لا يشير ولا بأي شكل لبداية الصراع في سوريا والثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد وقمع هذا الأخير للثورة السورية. فقد تم تحديد العدو: تنظيم الدولة الإسلامية #داعش والذي يوفر الأهداف المناسبة للقتال.
على المسرح
تبدأ لعبة الفيديو هذه في إحدى ضواحي مدينة #دمشق حيث مقام السيدة زينب وهو أحد الأماكن الرئيسية المقدسة لدى الشيعة. وفي هذه المحاكاة ثلاثية الأبعاد، يأتي دور اللاعب أحمد وهو أحد الحجاج للأماكن المقدسة “والذي لم تكن لديه أية نية في المشاركة في الحرب الدائرة في سوريا” بحسب حسن علام، لكن هذا الرجل الطاهر يقرر حمل السلاح عندما تتم مهاجمة ضريح السيدة زينب من قبل “التكفيريين” هؤلاء المتطرفون اللذين تغلغلوا إلى داخل الدين الإسلامي. حيث يستخدم حزب الله مصطلح “التكفيريبن” لتوصيف كل من يقاتل ضد نظام بشار الأسد ويتهمهم الحزب الشيعي بالعمل كدمية في المعسكر المؤيد للولايات المتحدة الأمريكية. فالحجة هي ذاتها التي يدفع بها حزب الله منذ إضفاء الطابع الرسمي على مشاركته في الحرب في سورية عام 2013 إلى جانب النظام السوري: “علينا حماية الأماكن الشيعية المقدسة وحماية لبنان من عدوى الصراع”.
وفي نهاية المعارك في سورية وفي الأراضي اللبنانية، يذهب اللاعب إلى ما هو أبعد من ذلك ليتمكن من القضاء على العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي ضربت بلد الأرز بين عامي 2013 و2015 في المناطق ذات الأغلبية الشيعية. ولكن قبل ذلك كان عليه أن يقاتل في “القصير” تلك البلدة السورية الصغيرة على الحدود اللبنانية: حيث استطاع حزب الله أن يحقق أول نصر استراتيجي له في هذه الحرب على حساب الخسائر الفادحة في الأرواح التي تكبدها آنذاك.
الحركة التي يقودها حسن نصر الله تؤمن له التواصل بالقدر الذي يحلو له كي يظهر على الشاشة. وهذه ليست المرة الأولى التي يبدأ فيه نصر الله سرد قصة حروبه. فقد سبق وأن قام حزب الله بتكريس نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان (1978 – 2000) بلعبة فيديو مشابهة، وكذلك بعرض تلفزيوني تحت اسم “الغالبون” بثه حزب الله عبر قناة المنار منذ بضع سنوات.
مواجهة ثقافية
لم يتوان حزب الله عن دعوة الصحافة الأجنبية لحضور عرض لعبته هذه في أواخر شهر شباط المنصرم في الضاحية الجنوبية لبيروت. الرسالة التي أراد إيصالها كانت واضحة جداً: المواجهة ثقافية أيضاً! وبما أنه في سوق ألعاب الحرب تحاول الشركات الأمريكية نشر أوراق اعتمادها “البطولية”، فإن حزب الله يريد أن يفعل الشيء ذاته وينتج أدوات “تدافع عن الهوية الثقافية والدينية وقيم جمهوره”، بحسب حسن رحال المسؤول عن وحدة الاتصالات الالكترونية في حزب الله.
تنوي لعبة “الدفاع المقدس” إظهار مدى تضحيات مقاتلي حزب الله على الجبهة السورية. ويضيف حسن علام: “من الصعب جداً إنهاء اللعبة. لذا تخيل ما هو عليه الحال على أرض الواقع”. فهل ستقوم لعبة الفيديو هذه بزيادة عدد المؤيدين والمنتسبين لصفوف حزب الله؟ بالنسبة لخصوم حسن نصر الله في لبنان، إن هذه لعبة ليست سوى استفزاز جديد.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.