فتحي أبو سهيل

أعلن نقيب #الصيادلة التابع لحكومة النظام (محمود الحسن) منذ عدة أيام، بأن نسبة تهريب #الأدوية انخفضت خلال الفترة الماضية بشكل كبير وملحوظ عما كانت عليه سابقاً، مؤكداً أن الأدوية #المهربة تعد على أصابع اليد.

وأثار تصريح “النقيب” سخط المهتمين بالقطاع الدوائي، إذ وصفه أحد الصيادلة بأنه “ضوء أخضر للمهربين بالاستمرار في عملهم”.

موقع “الحل”، قام بالتقصي من عدة صيدليات في #دمشق وريفها عن حقيقة انخفاض نسبة الأدوية المهربة في السوق إلى مستوى أصابع اليد، لكن الحقيقة كانت خلافاً لذلك، حيث أكد الصيدلاني (س، ف) في جرمانا، أن “الأدوية المهربة لازالت تأتينا كما السابق، ولم تنخفض البتة، بل على العكس، ازداد الطلب عليها أكثر من السابق نتيجة عدم الثقة في بعض المنتجات #الدوائية محلية الصنع على مستوى المرضى والأطباء”.

تهريب حسب الطلب

وتابع “حالياً، العديد من #الصيادلة إن لم يخبئوا الأدوية المهربة في صيدلياتهم، يقومون باتباع التهريب حسب الطلب، أي أن الزبائن الذين يرغبون بالحصول على دواء أجنبي غير موجود في البلاد، يقومون بتوصية الصيدلي على النوع، ليقوم الأخير بتأمينه خلال 24 ساعة من خلال التعامل مع سائقي تكاسي على خط دمشق بيروت، أو من خلال تجار معروفين”.

“يبدو أن فكرة وزارة الصحة عن تهريب الأدوية، غير واضحة، فالأدوية المهربة لازالت موجودة وبكثرة”، يقول الصيدلاني (ف، ع) بدمشق، مؤكداً أن “نسبة الادوية المهربة في الصيدليات العادية قد لا يتجاوز الـ10% مقارنة بموجودات الصيدلية، وهي غالباً موجودة في خزنة بالجدار أو درج مخفي”.

وتابع “في الصيدلية التي أعمل بها، تبلغ نسبة الأدوية المهربة نحو 5% من الموجودات، مشيراً إلى أن أغلب الأصناف المهربة معروفة وهي مستمرة بالتوارد إلى الصيدليات منذ زمن، وتشمل الأدوية الجنسية كالمقويات بأنواع مختلفة ومصادر متنوعة، إضافة إلى أدوية المعدة كحبوب مكافحة الحموضة ذات نوعية معينة والتي تحوز على ثقة السوريين أكثر من شبيهتها المحلية”.

الأطباء يفضلّون المهرب

ومن الأدوية المهربة في #الصيدليات العادية “ابر الأعصاب B1-B6-B12، وابر الحساسية من نوع ديبروفوس، بالإضافة إلى المسكنات القوية والمهدئات وبعض الأدوية الخاصة بالإكتئاب”، بحسب (ف، ع).

حديث الصيدلاني عن أنواع بعض المهربات في الصيدليات البسيطة، يشمل #أدوية معنية قد تختلف من صيدلية لصيدلية بحسب الاقبال وطلبها من قبل #الأطباء، فحتى الأطباء يشاركون بتشجيع التهريب عبر وصفهم أدوية أجنبية غير مسموح بها للمرضى، مايدفعهم للبحث عنها، وطلبها بكثرة، وبالتالي يقوم التجار والمهربون باستجرارها لتلبية الطلب.

وتابع “هناك #أطباء في أحياء معينة يصفون للمرضى أدوية مهربة أكثر من مناطق أخرى، طارحاً مثال (في صيدلية معينة كانت وصفات الأطباء تطلب دواء النفخة الخاص بالأطفال المهرب والذي يحمل اسم (أوفول)، وأدوية علاج الدوران والغثيان (غرافول)، بينما في أماكن أخرى كانت تطلب ابر الأعصاب أكثر”.

بناء على وجهة نظر الصيدلاني ذاته، فإن #التهريب موجود بكثرة في صيدليات المولات تبعاً للمنطقة والشريحة الموجودة هناك، كمول (شام سنتر) في كفرسوسة بحسب أحد الصيادلة، الذي أكد أن “الصيدلية تلك، وهي على سبيل المثال لا على الحصر، قد لا تجد فيها الدواء الوطني بقدر ما تجد فيها الدواء المهرب”.

مهربات في المولات

وتوجه موقع “الحل” إلى الصيدلية المذكورة، طالبين دواء معروف باسم “سيرجام” يستخدم غالباً لتسكين ألم الأسنان والعظام، وفعلاً، حصلنا على العلبة الأجنبية المهربة من أول مرة وكان سعرها 2500 ليرة سورية، وعندما حاولنا استبدالها بمسكن ألم بروفين المعروف، بحجة أن سعر السيرجام لا يناسبنا، عرضت علينا العاملة في الصيدلية البروفين المهرب بسعر مماثل للأول تقريباً.

في نظرة عامة على صيدلية المول، يمكن ملاحظة حجم المهربات داخلها، لكن هذه المهربات لا تساوي ربع المهربات الموجودة في صيدلية واحدة بالقرب من مشفى المواساة، ولأدوية ذات استطبابات حساسة، بحسب الصيدلانية (و.ل) بدمشق، والتي قالت إن “الصيدليات التي تقع قرب المشافي لها مستودعات ضخمة من الأدوية المهربة، والتي تستخدم لعلاج أمراض حساسة”، مشيرةً إلى أنه “هناك أدوية لأمراض مثل السرطان، غير موجود منها المثيل الوطني، ويكون المشفى غير قادر على تأمينها، وهنا تقوم هذه الصيدليات بجلبها عبر تجار، وبيعها بجانب المشفى”.

أدوية مزورة صعبة الكشف

الحديث أعلاه كان فقط عن الأدوية المهربة، والتي تحاول نقابة الصيادلة ووزارة الصحة الإيهام بأنها باتت شبه معدومة، بينما تنتشر على المقلب اللآخر الأدوية المزورة، والتي قد تكون محلية أو مهربة، ويطرح أحد الصيادلة مثالاً لأبر متممات الأعصاب، والتي يحصلون عليها عبر التهريب، وتحمل ذات الأمبلاج المعروف للشركة الأم، لكن محتوياتها لا تعطي أي تأثير.

ويقول الصيدلي، إن كشف #الأدوية المزورة صعب جداً، كون التزوير يكون على مستوى عالي من ناحية الشكل، مشيراً إلى أن الباركود واللصاقة الليزرية لا تنفع هنا، فاللصاقة تزور بمهارة، بينما لاتوجد أجهزة في الصيدليات لكشف الباركودات، ولايتم الكشف عنها سوى من خلال تجربة المريض لها، مؤكداً أن هذا الأمر يحدث بكثرة في الأدوية الجنسية.

الخطورة التي يتحدث عنها الصيدلي عن التزوير، قد تكون طالت الأدوية السرطانية وغيرها من أدوية حساسة تصل إلى البلاد عبر التهريب، وتباع في الصيدليات بالقرب من المشافي، أو أدوية وطنية، تصنّع داخلياً، لكن ضمن ورش تزوير.

نشرات الصحة تثبت

#التزوير يتم حتى داخل سوريا لأصناف أدوية محلية متداولة بكثرة، فبحسب نشرات وزارة الصحة، منذ أسابيع فقط، صدر تعميم الى مديريات الصحة للتأكد من عدم وجود وتداول مستحضر ( بوفيدون مرهم ) المزور باسم معمل “إفاميا”، إضافة إلى كحول طبي مجهول المصدر بتارخ 18 شباط، وزنكو ب 5 غير مدون اسم الشركة بتاريخ 17 كانون الثاني العام الجاري، وفي عام 2017، أصدرت الوزارة التعاميم التالية:

تعميم إلى مديريات الصحة بعدم وجود وتداول المستحضر المزور “ميدرالين نقط” يحمل نفس اسم معمل هيومن فارما كونه مصنع من جهة مجهولة، وتعميم بسحب واتلاف مستحضر “ناتولين” واقي شمسي مزور، وتعميم بعدم وجود وتداول مستحضر “غليسيرين بوراتيه” مزور، وتعميم بعدم تداول مستحضر “أميزينغ هير” شامبو لكونه مزور.

وصدر أيضاً العام الماضي، تعميم الى كافة مديريات الصحة للتأكد من عدم وجود وتداول المستحضر المزور لمستحضر “بوفيدون أيودين” والفروقات بين المستحضر الأصلي والمزور، وتعميم للتأكد من عدم وجود وتداول المستحضر المزور عن مستحضر كحول ايتيلي 75% من انتاج معمل ساري.

ولا تعني هذه التعاميم، انها تشمل كل الأدوية المزورة، بل بعضاً منها، وخاصة أن دوريات الرقابة ضعيفة، ولا يوجد ضبط فعال لسوق #الأدوية، ماجعل الفلتان عنوانه خلال سنوات الحرب.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.