نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالاً لهيئة التحرير تنتقد فيه رد فعل الرئيس #ترامب في تغاضيه عن عقاب نظام #الأسد جراء استخدام غاز الكلور في قتل أطفال الغوطة الشرقية، معتبرة ذلك دعوة منه لاستمرار النظام في قتل الأطفال، فجاء في المقال:

بعد أسبوعين تقريباً من إقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في #سوريا، تواصل القوات الحكومية والروسية بلا هوادة واحدة من أكثر الهجمات الوحشية والدموية في الحرب، في محاولة منهم لاجتياح منطقة شرق الغوطة الواقعة تحت سيطرة الثوار، حيث حوصر فيها ما يقارب من 400 ألف شخص منذ العام 2013.

يقتل أعداد كبيرة من الناس بشكل يومي، فبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل يوم الأربعاء وحده 93 شخص. وأوضح المقال وجود العديد من التقارير عن الهجمات على المستشفيات والمدارس واستخدام غاز الكلور، وجميعها جرائم حرب.

للأسف، وبغض النظر عن اشتداد المعارك، ليس ذلك بالشيء الجديد. لقد قبلت حكومة الأسد و #روسيا مراراً وتكراراً اتفاقيات وقف إطلاق النار، أو الهدن الإنسانية، أو مناطق التصعيد، في الغوطة الشرقية، ذلك فقط من أجل استئناف هجماتها. جرأتهم جعلت أي قوى أخرى تحجم عن فرض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة أو اتفاقيات السلاح الكيماوي أو معاقبة النظام أو روسيا على جرائمهم.

وبحسب المقال، هناك ما يدعو إلى الأمل في ألا يستمر الإفلات من العقاب إلى الأبد، على الأقل. فمنذ العام 2011، جمعت لجنة تابعة للأمم المتحدة الأدلة على جرائم الحرب في سوريا لتقديمها إلى مجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، لتنتهي إلى المحاكم الدولية والوطنية. ويقدم التقرير الأخير للأمم المتحدة، والذي يغطي ما جرى من حزيران الماضي حتى كانون الثاني من العام الحالي، تفاصيل مروعة عن الدمار الروسي _ السوري في الغوطة الشرقية.

وبحسب المقال، يثبت التقرير أن الحصار اتسم بالإفصاح عن انتشار جرائم حرب، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة وتنفيذ الهجمات ضدّ أهداف مدنية ومحمية، والتجويع الذي يؤدي إلى سوء التغذية الحاد، والإنكار الروتيني لعمليات الإخلاء الطبية. قصفت المدارس والمستشفيات بشكل منظّم، ففي يوم 8 تشرين الثاني وحده تم قصف ثلاث مدارس بغارات جوية. كما قُتل أو أصيب المئات من العاملين في المجال الطبي جراء الغارات، وأصبحت النسوة يلدن في المنازل بدلاً من الذهاب للمستشفيات خوفاً من المخاطرة.

وبحسب المقال، وثّقت الأمم المتحدة ثلاث استخدامات لغاز الكلور ضد المقاتلين الثوار في شهر حزيران. كما وثّقت هجوماً آخر في تشرين الثاني استُخدم خلاله مبيد حشرات تتركز فيه مادة الفوسفور. توضح هذه التقارير والوثائق الأعمال الوحشية بشكل مدروس. وبحسب رأي هيئة التحرير، فإن تغاضي ترامب عن عقاب الأسد جراء استخدامه غاز الكلور في هجماته كان السبب في استمراره باستخدامه، لأنه أوقفه عن ذلك عندما أمر بضربة انتقامية جراء استخدامه غاز الأعصاب في العام الماضي.

كما تستهدف القوات الروسية المدنيين أيضاً، فقد وثّقت الأمم المتحدة حادثة واحدة تقول بأنها قد تصل إلى كونها جريمة حرب. ففي الثالث عشر من تشرين الثاني من العام الماضي، شوهدت طائرة روسية وهي تنفذ سلسلة من الغارات الجوية على السوق الرئيسي والمنازل المحيطة به في بلدة الأتارب في محافظة حلب. وبحسب التقرير، قتل على الأقل 84 شخصاً من ضمنهم ستة نساء وخمسة أطفال، وأن الطائرة أسقطت أسلحة متفجرة غير موجّهة بالرغم من أن استخدام مثل هذه الأسلحة في منطقة مأهولة بالسكان سوف يؤثر بالتأكيد على المدنيين. وبلا شك، تلك كانت نواياهم.

وبينما يستمر الهجوم على الغوطة عارضت وزارة الخارجية ما يحصل، وانتقدت هيذر ناوبرت _ المتحدثة باسم الخارجية _ روسيا بشدة على التويتر. وتكمن المشكلة في أن موسكو تعلم مسبقاً بأن السيد ترامب يشعر بشكل مختلف. فعندما سئل في 23 شباط عن الغوطة الشرقية، كرر الرئيس وجهة نظره بأن مصلحة الولايات المتحدة الوحيدة في سوريا هي التخلص من داعش والعودة إلى ديارها. وهذه، بحسب هيئة التحرير، بمثابة دعوة مفتوحة لنظام الأسد وروسيا ليواصلوا قتل الأطفال بالغاز وقصف المستشفيات وارتكاب جرائم حرب أخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.