حسام صالح

من جديد تضع السلطات اللبنانية شروطاً جديدة على المواطن السوري لدخول أراضيها، حيث أصبح لبنان بوابة الخروج الأساسية لسكان دمشق والمناطق الجنوبية، خاصة مع تعدد أغراض الدخول إليها، كالدراسة أو السفر إلى دولة أخرى، أو لإجراء مقابلة في إحدى سفارات الدول الأوروبية.

وتؤكد السلطات اللبنانية، أن وضع هذه الشروط والإجراءات في كل مرة، بسبب زيادة عدد السوريين بشكل غير طبيعي، إذ يصل عددهم بحسب آخر التقديرات إلى مليون ونصف شخص يتوزعون في مختلف الأراضي اللبنانية.

وبطبيعة الحال، وفي كل مرة تفرض السلطات اللبنانية شروطاً وإجراءات على دخول السوريين تزيد التكلفة المادية لعملية الدخول، التي تحولت من مجرد رسم دخول وأجرة وسيلة النقل، إلى رسوم مضاعفة وتأشيرة وحجز فندقي والدفع يكون بالدولار، ولا يخلو الأمر من وجود عمليات سمسرة هنا وهناك لتثقل كاهل المواطن السوري الخارج من بلد تعاني من تردي الاوضاع الأمنية والمعيشية.

البداية منذ العام 2015

منذ #استقلال لبنان عام 1943 كانت عملية التنقل بينها وبين سوريا تتم عن طريق إبراز الهوية الشخصية فقط دون الحاجة إلى تكاليف أو وثائق أخرى، فالبلدان يتشابكان بحدود طولها يتجاوز الـ330 كم، لكن هذه المعادلة بدأت تتغير شيئاً فشيئاً منذ بداية الثورة السورية، فسياسة الباب المفتوح لم تعد ممكنة، فظلت السلطات اللبنانية تقوم بالتضييق على دخول السوريين دون وجود حجة قانونية، إلى أن أصدرت في بداية العام 2015 قواعد جديدة تضمنت تأشيرة دخول ومجموعة من الإجراءات منها تحديد مدة الزيارة والقصد منها ومبلغ ألف دولار وحجز فندقي، وقالت الحكومة اللبنانية، إن الهدف من القرار “ضبط الوضع اقتصادياً وأمنياً، ومتابعة أماكن وجود السوريين على الأراضي اللبنانية”.

ولم تكتف السلطات اللبنانية بفرض التأشيرة على السوريين القادمين من بلدهم الأصلي، إلا أنها في العام 2016، أصدرت مايسمى “الدخول السريع إلى لبنان” ويعني “المسافر يمنح سمة الدخول السريع لمدة 20 مرة فقط خلال عام كامل مقابل تسديد مبلغ مالي قدره 500 ألف ليرة لبناني، ويمكن تمديدها لـ40 مرة مقابل مليون ليرة لبنانية و60 مرة مقابل مليون ونصف ليرة لبنانية.

أما في العام 2017، وتحديداً في شهر أيار، عاودت السلطات اللبنانية، إلى إصدار تعديلات جديدة على طريقة دخول السوريين لأراضيها، وكان أهم ماجاء فيه أنه “لايحق للسوريين الدخول إلى لبنان بصفة نازحين، ويسمح بدخول السوريين المسجلين مسبقاً كنازحين شرط استيفاء شروط الدخول المحددة بموجب المذكرة”.

وأبقى القرار على باقي الشروط الأخرى كوجود مبلغ ألف دولار بحوزة الراغب بالدخول والحجز الفندقي المسبق، أو يكون صاحب سجل تجاري أو صناعي، بالإضافة إلى تحديد مدة 72 ساعة لطالب العلاج بالمستشفيات اللبنانية، و24 ساعة لمراجعة السفارة الأجنبية، وفرض مبلغ 300 ألف ليرة لبنانية كإيداع عن كل شخص سوري لديه دعوة من قبل شخص لبناني.

تعديلين بأقل من شهر

ومنعت السلطات اللبنانية خلال الشهر الماضي السوريين الراغبين بدخول أراضيها، تعديل الحجز الفندقي أو تمديده، حيث كانت التعليمات السابقة تقضي بالسماح بالتمديد داخل لبنان عن طريق الامن العام لمدة أقصاها أسبوعين، أما حاليا، فيتم الاكتفاء بالمدة الممنوحة التي غالباً تتراوح من ٤ إلى ٧ أيام فقط، وهي المدة ذاتها المحددة بموجب الحجز الفندقي في أحد الفنادق اللبنانية الذي يتم مسبقاً، أي قبل الدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية.

كما فرضت السلطات اللبنانية على السوري الراغب بدخول لبنان أن يكون بحوزته مبلغ ألفي دولار أمريكي، بدلاً من ألف دولار.

“بيان” فتاة سورية حاولت الدخول إلى #لبنان عن طريق نقطة المصنع الحدودية بعد التعديل الاخير إلا أنها فوجئت بمنعها من الدخول كونها لا تحمل المبلغ المطلوب.

تقول بيان لموقع الحل، “التعامل في هذا الموضوع يتبع لمزاجية الشخص المسؤول في الجانب اللبناني، وهي ليست المرة الأولى التي أدخل فيها لبنان، حيث أنه أحياناً لا يتم سؤالي عن المبلغ المالي أصلاً”.

وأضافت “حاولت إقناع #الموظف أن مدة دخولي يومان فقط بناء على الحجز الفندقي ولن أحتاج لهذا المبلغ فرفض، وهددني في حال استمريت في مجادلتي بوضع منع على اسمي لمدة 6 أشهر”.

أما أبو عمار (سائق على خط دمشق بيروت) قال لموقع الحل، “أحياناً يكون المسؤول تابع لحزب الله أو من الفئات التي لاترحب بوجود #السوريين فيقومون بتعقيد الأمور، فغالباً يتم تقييم الشخص الراغب بالدخول بناء على شكله، والمنطقة القادم منها في سوريا”.

كم التكلفة؟

بعد اطلاعنا على جميع ماتم تعديله من قبل السلطات اللبنانية، قمنا بإجراء حسبة لما سيتم دفعة من كل مواطن يرغب بالدخول إلى الأراضي اللبنانية ابتداءً من انطلاقه من العاصمة #دمشق لحين عودته إليها، وفقاً للحد الأدنى من التكاليف.

البداية تكون بسيارة الأجرة التي ستقل الركاب إلى لبنان، وأسعارها باتت معروفة لدى السوريين، حيث تتسع السيارة لـ4 أو 5 ركاب وتعرفة الشخص الواحد 15 ألف ليرة سورية، أما في حال رغب #الشخص بالسفر وحده مع السائق يدفع مبلغ 100 دولار، وعند الوصول إلى الحدود اللبنانية السورية يتم دفع وصل دخول بمبلغ 2500 ليرة سورية.

بالنسبة للحجز الفندقي، فإن أرخص حجز في لبنان يبلغ 60 دولار لليلة واحدة، ويمكن الحصول على حجز وهمي عن طريق أحد السماسرة بمبلغ 80 إلى 100 دولار، وفي السؤال عن تكلفة المعيشة لشخص في بيروت من تنقلات وطعام وشراب وباقي الأمور كان المتوسط يومياً بين 40 إلى 60 #دولار، بالإضافة إلى ذلك يحتاج الشخص لمبلغ 15 ألف ليرة سورية للعودة إلى #دمشق.

وبهذه الحسبة البسيطة تصبح تكلفة #السفر اليوم  من دمشق إلى لبنان والبقاء فيها مدة يومين بالنسبة للمواطن السوري، تتراوح ما بين 300 إلى 350 دولار، بالإضافة لمبلغ 2000 دولار للسماح له بالدخول.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.