سارة الحاج

يعيش أبناء مدينة #اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام حالة من الخوف والحذر من بعض الأحياء الموالية للنظام في المدينة، ويخشون التوجه نحوها لما يشكل ذلك من مخاطر عليهم بحسب ما أكد عدد من الأهالي لموقع الحل السوري، فهذه الأحياء تعيش أجواء خاصة مختلفة نسبياً عن باقي المدينة، بسبب انتشار السلاح بين أبنائها بشكل كبير وعدم اكتراث سكانها بالقوانيين، فضلا عن تكرار المشاكل فيها والذي يتسبب بحوادث قتل كما حدث مؤخرا في حي الرمل الشمالي، حيث تعرض شاب للقتل بعد إطلاق الرصاص عليه من قبل شاب أخر إثر خلاف بسيط نشب في الحي.

وبحسب المدرس محمد سليمان (أحد سكان المدينة) الذي قال لموقع الحل السوري أن الأحياء التي يتوخى الأهالي الحذر من الذاهب إليها الا في الحالات الضرورية جدا، هي حي الرمل الشمالي، والدعتور وبسنادا، وبعض الشوارع في حي الزراعة، خوفا من عواقب مايمكن أن يحدث، فالخطف والقتل فيها بسيط للغاية، وفي حال إختفاء أحد من الناس في هذه المناطق يصبح أمر السؤال عنه أكثر خطورة، مشيراً إلى أن أغلب سكانها يحملون بطاقات أمنية وعسكرية ويتطوعون للقتال إلى جانب النظام وهو ما يكسبهم الكثير من الميزات، كقدرتهم على طلب البطاقات الشخصية أو تفتيش المارة، وفي حال الإشتباه بوجود أشخاص غريبين من خارج هذه الأحياء من الممكن أن يجعلهم ذلك موضع للشبهة أو الخطف.

من جهتها قالت أم ابراهيم من سكان حي الشيخ ضاهر، للحل أنها تسمع عن الكثير من الأمور التي تحصل في هذه الأحياء لذلك تحرص على عدم المرور بها وتوصي أولادها بذلك أيضا، فهناك” يحدث إطلاق رصاص عشوائي ويقع أحيانا ضحايا بين المدنيين وأضرار مادية، مثلا أثناء تشييع القتلى أو في الاحتفلات كرأس السنة أو عند نجاح أحد أبناء الحي في المدرسة، كذلك يزيد خوف الأهالي على بناتهم من تلك المناطق فمن الممكن لأي شاب من أبنائها أن يعترض لأي فتاة تعجبه، فالسلاح هو السائد وهو أقوى من القوانيين فيها”.

وأضافت أن الحوادث التي تقع تزيد من خوفنا بشكل كبير بسبب الاستهتار بحياة الناس، ففي حي الزراعة “قام أحد الشبان الذين يقاتلون إلى جانب النظام بتدريب صديقته على إطلاق الرصاص، وعند حملها لسلاح قامت بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي مما أسفر عن وقوع إصابات في الحي بينهم طلاب، وحدوث أضرار مادية” مشيرة إلى أنهم غير مجبرين على الذهاب إلى مناطق من الممكن أن يتعرضوا فيها للخطر، فضلاً عن الحاجز الكبير المتواجد هناك.

في حين أوضح أبو عمر (من سكان اللاذقية) أن هذه الأحياء في المدينة “تعاني من مشاكل كبيرة بين سكانها بسبب توافد أعداد كبيرة من أقاربهم وذويهم إليها من بعض المحافظات كحماة وحمص وهو ما خلق حالة من الإختلاف وسوء التعايش بينهم، فضلاً عن الاختلاف بسبب الانتساب لمجموعات قتالية تتنافس فيما بينها على الموارد، ومايتم سرقته أثناء العمليات العسكرية، وهو ما يحدث شجارات دائمة يستخدم فيها الرصاص أحياناً”.

ولفت المصدر إلى أن الجهات الأمنية تعمل على حل هذه الخلافات بشكل سريع خوفاً من الانتشار بين الشباب وهو ما يمكن أن يوقع قتلى بشكل كبير، فكل هذه المشاكل يتردد صداها بين الناس في المدينة مما يترك حالة خوف بينهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.