عفرين.. سطو ونهب علناً وفي وضح النهار من قبل عناصر “الجيش الحر”

عفرين.. سطو ونهب علناً وفي وضح النهار من قبل عناصر “الجيش الحر”

محمد وسام – موقع الحل

خاوية على عروشها دخلتها مجموعات ” #الجيش_الحر” صبيحة يوم الأحد، وقد سيطرت على مركز مدينة عفرين معلنة إنهاء وجود وحدات حماية الشعب (العماد الرئيسي لقوّات سوريا الديمقراطيّة) في إطار عمليّة ” #غصن_الزيتون” التي بدأت في كانون الثاني الماضي.

بيد أن “تحرير” مدينة #عفرين كما يحاول بعض الناشطين تسميته، لم يظهر على أنه مشهد تحرير خلال الساعات الأولى من دخول “الجيش الحر” إليها، فما لبثت أن أعلنت غرفة العمليّات إكمال السيطرة على المدينة، حتى بدأت عمليّات السطو والنهب بحق الممتلكات العامة والخاصة في كافة أرجاء مدينة عفرين.

“ما يحصل من عمليّات سلب ونهب لا يمكن وصفه” يتحدث سمير أبو ماير (اسم وهمي لناشط رفض الكشف عن هويته الحقيقية) عن مشاهداته خلال مرافقته لقوّات “غصن الزيتون” أثناء الدخول إلى عفرين، ويقول “منذ اللحظة الأولى لدخول عفرين، انتشر عناصر فصائل الجيش الحر وبدأوا بفتح المحال التجاريّة ونهبها، إضافة لدخولهم إلى المؤسسات المدنيّة ومباني المرافق الحيوية في عفرين”.

ويضيف خلال حديثه لموقع الحل بأن مدينة عفرين شهدت حالة من الفوضى العارمة بعد دخول قوّات “غصن الزيتون”، لا سيما بعد نزوح أكثر من 80% من سكانها قبل سيطرة “الجيش الحر” عليها بشكل كامل، ويقول “الأخير استباح أموال المدنيين في عفرين بشكل جنوني، السرقة علناً وفي أوقات النهار، لقد شاهدت أحد المدنيين يلحق بعنصر في الجيش الحر ويتوسل إليه بأن يعيد إليه سيارته ويقول له بأنه لا يملك غيرها، إلا أن العنصر رفض إعادتها له وقال للعجوز بأنه هو وأهالي عفرين عملاء للنظام ووصفهم بـ الشبيحة”.

وأشار أبو حسن إلى أن عمليّات السرقة بدأت عند الساعة 12:00 من ظهر الأحد حيث اقتحم العشرات من عناصر “الجيش الحر” مدينة عفرين وشرعوا بسرقة كل ما تقع يدهم عليه من ممتلكات عامة وخاصة ونقلها إلى خارج المدينة، ويضيف “عدد من العناصر المسلّحة أحضروا رافعات وشاحنات لنقل المسروقات من السيارات والدراجات النارية إلى خارج المدينة، كميّة النهب والسرقة التي حصلت خلال الساعات الأخيرة مخيفة”.

عمليّات السرقة الحاصلة في عفرين أثارت غضباً شعبيّاً واسعاً، وقد عبّر ناشطون عن استيائهم من نهب ممتلكات الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف أحد الناشطين عناصر “غصن الزيتون” بالجراد المنتشر في إشارة إلى طريقة اقتحامهم لأحياء المدينة وسطوهم على الممتلكات.

انتهاكات الفصائل المشاركة في عميلّة “غصن الزيتون” لم تقتصر على النهب والسرقة في مدينة عفرين، حيث تعرض عدد من أهالي المدينة للإهانة والشتم والضرب عقب إعلان السيطرة على المدينة.

زرفان كرمستو أحد أهالي مدينة عفرين تحدث لموقع الحل وقال إنه شاهد مجموعة من المسلحين وقد أخرجوا عائلة مؤلفة من رجل خمسيني وزوجته بهدف سرقة منزلهما الواقع في حي الأشرفية، وعندما اعترض الرجل على تصرفاتهم دفعوه بالبنادق ووجهوا إليه الشتائم ومنعوه من الدخول إلى بيته.

تصرفات عناصر الفصائل المشاركة في عمليّة “غصن الزيتون” تأتي في ظل غياب القيادة العسكريّة لغرفة العمليّات، إضافة إلى مراكز الشرطة التي تم تشكيلها سابقاً في ريف حلب الشمالي، حيث لم تأخذ دورها في الحفاظ على الأمن في مدينة عفرين، ما يطرح التساؤل حول الدور الحقيقي لهذه المراكز التي تم تشكيلها بكثرة خلال الفترة الماضية.

وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الأركان التابعة للحكومة السوريّة المؤقتة أصدرت بياناً طالبت فيه الفصائل العسكريّة بسحب كافة المظاهرة المسلّحة من عفرين، والسعي للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة في المدينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.