في ظل تزايد الأدلة على الإساءة التي يتعرض لها أعداداً كبيرة من السوريين الذين يعودون من #أوربا إلى بلادهم، أعدت سالي هايدن تقريراً عن هذا الموضوع نشرته صحيفة آريش تايمز جاء فيه:

مزيد من التقارير تظهر حول اعتقال وتعذيب اللاجئين الذين يعودون إلى سوريا في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، ذلك بعد تحقيق أجرته صحيفة آريش تايمز عن الهجرة العكسية للاجئين من أوربا.

كشفت الصحيفة في كانون الأول أن أعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين عادوا إلى ديارهم من دول مختلفة تشمل #ألمانيا و #السويد و #الدنمارك، ذلك لأسباب تتراوح بين رفض طلبات لم الشمل لأسرهم ومشكلات تتعلق بالاندماج في البلدان المضيفة لهم. ومنذ ذلك الوقت تلقت الصحيفة معلومات تفيد بمقتل أربعة على الأقل من العائدين.

وبحسب الصحيفة، عاد أحد اللاجئين السوريين من ألمانيا إلى منزله في دمشق لرعاية والدته المريضة، وبعد عودته بوقت قصير اتصل بوالدته يخبرها أنه قريب من دمشق القديمة التي ما تزال تحت سيطرة النظام، كان ذلك آخر ما سمعته والدته عنه. وبحسب أحد أصدقائه,، عُثر على جثته في شارع قريب من منزله بعد ثمانية أشهر من اختفائه، أما عائلته فلم تؤكد مسؤولية أي جهة عن قتله.

كما تحدثت الصحيفة إلى محامٍ مقيم في دمشق يشهد على شهادات الوفاة الصادرة للسجناء الذين يقضون في السجون العسكرية، والذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من العواقب، فقال أنه تلقى شهادات وفاة لثلاثة شبان كانوا قد عادوا مؤخراً من أوربا حيث كانوا لاجئين. وكان قد عاد أحدهم إلى دمشق واثنان إلى مناطق واقعة تحت سيطرة النظام في حماة.

وعن حالات الوفاة في السجون جاء في التقرير أن الرجال الثلاثة تعرضوا للاعتقال بعد ثلاثة أشهر من عودتهم، وقضوا في سجن عسكري بعد فترة تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر من اعتقالهم. أما عن أسباب الوفاة بحسب ما أدرج في الوثائق الرسمية فهي “مشاكل قلبية”.

أما منظمات حقوق الإنسان، فقد أوضحت مسبقاً أن أسباباً مثل “نوبة قلبية” أو “مشاكل تنفسية” تسجل بشكل منتظم في وثائق المحتجزين العسكريين السوريين الذين يقضون بسبب سوء المعاملة والتعذيب. أما عن تعليق الحكومة السورية فلم تستج لطلبات عدة للحديث عن الموضوع.

وعن مجريات التحقيق قالت الكاتبة: قمنا بزيارة دمشق في أواخر العام الماضي وأجرينا مقابلة مع رجل تم اعتقاله في مطار دمشق خلال خضوعه لضوابط الهجرة بعد عودته من ألمانيا. أعتقل لمدة ستة أشهر تم استجوابه خلالها بشكل عنيف، ليتم بعدها تجنيده في الجيش لمحاربة الدولة الإسلامية.

وكانوا قد التقوا الرجل خلال إجازة طبية حصل عليها بعد تعرض وحدته لهجوم انتحاري أدى إلى مقتل العديد من زملائه الجنود.

آخرون، عادوا إلى البلاد التقتهم الصحيفة، تحدثوا عن مصادرة جوازات سفرهم بعد عودتهم ذلك كي لا يتمكنوا من ترك البلاد مجدداً، وليتم استدعائهم للاستجواب بشكل منتظم من قبل الحكومة التي تتهمهم بارتباطهم بشخصيات معارضة في أوروبا.

وجاءت التقارير الأخيرة عن حالات الاعتقال والتعذيب للعائدين في ظل سيطرة الجيش السوري تدريجياً على معظم البلاد، مما أثار جدلاً بين السياسيين الأوربيين حول متى يمكن لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين في أوربا العودة إلى ديارهم.

ويحرص النظام وفق ما ورد على “تعزيز قيادة الرئيس بشار الأسد كأكبر خيار لاستقرار جميع السوريين، بمن فيهم أكثر من خمسة ملايين لاجئ فروا من البلاد. وتقول الحكومة أنها تنفذ إجراءات المصالحة لمساعدة اللاجئين الذين دعموا الثورة بالعودة إلى ديارهم”.

أما عن عملية المصالحة، قال فادي أحمد إسماعيل، وهو ممثل الحكومة في عملية المصالحة في حلب، في لقاءه مع الصحيفة: “إن أي سوري قاتل القوات الحكومية أو تحدّث ضدّ الحكومة في وسائل الإعلام يجب أن يخضع لعملية المصالحة قبل عودته إلى الوطن”.

وأضاف بأن اللاجئين الذين غادروا البلاد بصورة غير شرعية يتوجب عليهم التواصل مع الوزارة من أجل المصالحة، وأنهم قد يحتاجون إلى التوقيع على تعهدات خطية تفيد بعدم قيامهم بأي تصرف ضدّ الحكومة مرة أخرى.

ومع ذلك، قال سوريون ممن تقدموا بطلبات “المصالحة” بأن حصولهم على الموافقة لا يعني ضمان سلامتهم.

أما أحد الأعضاء السابقين في المعارضة والذي استسلم للقوات السورية في العام 2013 لأنه سئم القتال بين المتمردين وأراد العودة إلى دراسته الجامعية، قال بأنه وقّع على وثائق تثبت أنه سوف يتخلى عن أي نشاط سياسي. وأنه سمح له بالعودة إلى المنزل من أجل الدراسة لعدة أشهر قبل أن يعتقل للمرة الأولى. وعلى المدى السنوات التالية تم اعتقاله مرتين أخريين لفترات تصل إلى 18 شهراً، حيث أكد تعرضه للتعذيب بشكل وحشي.

وأضاف بأنه الآن لاجئ في الخارج. وأنه أصبح هزيلاً في السجن العسكري حيث احتجز في زنزانة تحتوي 100 شخص طولها خمسة أمتار وعرضها مماثل.

كما أشار إلى أن أسوأ ما قد يحصل هناك هو وفاة أحد زملائهم، فبحسب هذا الشخص الذي لم يكشف عن اسمه كون عائلته ما تزال في سوريا، قال بأن أحد الأشخاص الجالسين إلى أمامه توفي، وبأنه عانقه وهو ميت، وأكد بأن الجثة تركت في الزنزانة لفترة لا تقل عن خمس ساعات بعد وفاته.

كما أوضح أنه تلقى عبارة من المسؤولين خلال استجوابه بشكل عنيف قيل خلالها: “من قال لك بأن المصالحة سوف تمحي ماضيك؟ سوف نعيدك إلى هنا في كل مرة”.

كما أكد سجين آخر كلامه حيث كانا يتقاسمان الزنزانة ذاتها في إحدى مرات الاعتقال.

وجاء في تقرير قدمته ست منظمات خيرية دولية كبرى في شهر شباط أن مئات الآلاف من السوريين اللاجئين في أوربا يواجهون خطر الإجبار على العودة إلى ديارهم بسبب المكاسب الإقليمية التي حققها نظام بشار الأسد، إضافة إلى تزايد الخطاب المناهض للاجئين في البلدان المضيفة.

وأنهت الكاتبة بالقول: الحقيقة.. بالرغم من التحول الديناميكي العسكري في سوريا وزيادة عدد السوريين الذين عادوا إلى ديارهم في العام الماضي، إلا أن البلاد لا تزال تعاني من الصراع وانعدام الأمن. وأوضحت أنه في العام 2017، عاد 721 ألف سوري إلى ديارهم، وفق ما جاء في التقرير. ومن بين هؤلاء كان 655 ألف من النازحين داخل سوريا، في حين كان حوالي 66 ألف منهم لاجئين معظمهم في دول الجوار مثل لبنان والأردن.

وبالرغم من عودة السوريين إلى ديارهم في العام 2017، إلا أن ثلاثة أضعاف هؤلاء العائدين قد نزحوا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة