سارة الحاج

اعتاد سكان مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة قوات النظام على سمع أصوات إطلاق الرصاص بشكل يومي في أحياء وشوارع المدينة، أسباب متنوعة وراء إطلاق الرصاص أبرزها تشييع القتلى ووقوع خلافات ومشاكل بين أهالي المدينة يستخدم فيه الشباب الرصاص غالباً، فضلاً عن الاحتفالات بمختلف المناسب كالأعيد ورأس السنة، ونجاح الطلاب في الشهادات الثانوية والإعدادية، ويعود هذا إلى كثافة استخدام السلاح وانتشاره بشكل عشوائي بين الناس في المدينة، وبين أيدي الشبان بمختلف الأعمار، وعدم الوعي خلال استخدامه، فبات من الطبيعي لدى الأهالي أن يجدوا شباباً بأعمار 13 ومافوق يحملون السلاح ويتجولون في شوارع المدينة.

بحسب الناشط المدني من مدينة اللاذقية عمر اللاذقاني “إنّ أي شاب مهما بلغ سنه يستطيع الحصول على السلاح من خلال التوجه إلى مكاتب التطويع المنشترة بكثافة في اللاذقية، والانتساب إلى أي كتيبة رديفة للجيش تقاتل إلى جانبه في المعارك التي يخوضها ضد مقاتلي المعارضة، فتعمد هذه الكتائب على فتح مراكز لتطويع الشباب معها وتنشر إعلانات في الشوارع، وأكثرها شيوعاً كتائب الدفاع الوطني وكتائب البعث ونسور الزوبعة”.

وأضاف أنّ السلاح ينتشر أيضاً لدى أبناءالمسؤولين وضباط الجيش رغم أن أكثرهم لم يجندوا بعد في خدمة العلم ولم يتدربوا على استخدامه، مشيراً إلى تكرار حوادث القتل في المدينة بسبب سوء استخدام السلاح منها مقتل شاب في حي الرمل الشمالي إثر خلاف بسيط، ومايحصل من حوادث قتل بدافع السرقة والخطف تحت تهديد السلاح.

من جانبها أكدت هيام موسى إحدى سكان المدينة للحل أن “الدوريات والحواجز المتنقلة في شوارع المدينة يتواجد عليها شبان يحملون السلاح وهم في أعمار صغيرة جداً، يطلبون هويات المارة ويعترضون أي شخص ويطرحون أسئلة مختلفة على الناس، رغم الفارق العمري الكبير بينهم وبين الأشخاص الذين يوقفوهم لساعات طويلة دون أي احترام أو معاملة جيدة إلى أننا مجبرون على إطاعة أوامرهم فالسلاح هو الأقوى”.

أوضحت أنّه لايوجد أي قانون يحمي المدنيين أو يصادر هذا السلاح فكافة الحوادث التي تنتج عنه يتم حلها بطرق بسيطة كون “المحسوبية ودفع الرشوة فوق القانون”، و “هناك فئة تحكم في المدينة من المقربين من السلطة، والناس العاديون يخشون من أي مشكلة معهم ويتجنبون الصدام مع أي شخص خوفاً من تطورات المشكلة”.

أما الشاب سامر من اللاذقية فقد اعتبر أنّ الوضع بات خطيراً في المدينة بسبب ظاهرة انتشار السلاح في أيدي المراهقين، وهناك خوف من الأهالي الذين يعمدون على توصية أبنائها تجنب أي شخص يحمل السلاح وعدم الإختلاف مع أي منهم.

من يحمل السلاح وفق المصدر “يحصل على الأولوية ويقوم بسهولة بتسيير أموره في الجهات والدوائر والأمكان العامة من محطات الوقود إلى المخابز حتى في المحلات التجارية، حيث يبتعد الناس ليشتري المسلح ما يريد، متحدثاً عن العديد من القصص التي وقعت في المدينة منها أن شاباً قتل آخر بسبب خلاف من أجل فتاة في حي الصليبة، ورمى شاب آخر قنبلة أودت بحياة متجمعين في حي الفاروسي بينهم أطفال إثر حدوث خلاف بين مجموعة من الأشخاص”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.