تكلفة المطار الواحد يساوي موازنة سوريا لمدة عام.. وحكومة النظام تعد ببناء المطارات!

تكلفة المطار الواحد يساوي موازنة سوريا لمدة عام.. وحكومة النظام تعد ببناء المطارات!

فتحي أبو سهيل

أعادة حكومة النظام مؤخراً، الحديث عن نيتها العمل على مطار دولي جديد في #دمشق، بعد عام تقريباً عن الإعلان الأول للمشروع، ويأتي ذلك ضمن خطة “اعادة الإعمار”، لمطار استهلكته الطائرات الحربية خلال 7 سنوات، إضافة إلى بضع طائرات فقط لجميع الشركات العاملة فيه.

بعد الحصار الاقتصادي الذي فرض على النظام خلال الحرب، لم تعد الطائرات العربية أو الدولية تحط فيه، وقد ساهم عمل المؤسسة السورية للطيران بطائرة واحدة فقط، وانحسار الطيران بشركة أجنحة الشام وفلاي داماس، إلى محدودية الخيارات والرحلات.

طائرة واحدة

ولا تملك المؤسسة السورية للطيران، سوى #طائرة واحدة فقط من نوع إيرباص A320 –، بدأ المسافرون يخشون تعطلها أثناء رحلاتهم، خاصة بعد توقفها عن العمل بداية آذار 2016 بشكل طارئ في مطار جدة استدعى قائد الطائرة التوقّف لإصلاح العطل، وبينت المؤسسة حينها أن الطائرة ستخضع عند العودة إلى دمشق، لفحصها الاعتيادي، وستقوم بتنفيذ رحلة القاهرة مباشرةً، أي أن هذه الطائرة لا ترتاح رغم أن عمرها يبلغ أكثر من 17.5 عاماً، وقد سجل أول اقلاع لها عام 1998.

وتملك #المؤسسة حوالي 9 طائرات ضمن أسطولها، الذي ضم أكثر من عشر طائرات عام 2009، لكنها معطلة، ولم تستطع الجهود المبذولة لصيانتها، بينما أكدت مصادر إعلامية عام 2016 أن مؤسسة الطيران السورية تستعد حالياً لاستقبال أول طائرة تم تعميرها في #إيران، وأن أسطول السورية للطيران سيرتفع إلى ثلاث طائرات مع البدء بتعمير طائرة إيرباص ثالثة، تم تأمين محركها بمساعدة #إيران ويتوقع تسليمها خلال شهر.

وبعد عامين لم يحدث شيء، وسط عدم تفاؤل الخبراء، خاصة وأن وعوداً سابقة مشابهة تقريباً، لم تنفذ.

مشاكل متراكمة

انغلاق المطار على نفسه، وغلبة الرحلات المحلية على الخارجية، جعله مهملاً إلى درجة كبيرة، حيث كان التقصير قد طاله قبل سنوات الحرب، وكثرت الشكاوي عن المعاملة غير المهنية، وعدم دقة المواعيد، وتدني مستوى #الطائرات، واستمر الحال خلال الحرب إلا أنه تفاقم أكثر، وبات المشهد فيه أقرب إلى استراحة على طريق إحدى المحافظات البعيدة، يفترش المسافرون الأرض فيه بانتظار الطائرات التي لا تلتزم بمواعيدها نهائياً.

وفي آب العام الماضي، أعفى رئيس مجلس وزراء النظام، (عماد خميس)، مدير مطار دمشق الدولي، (باسل معدنلي)، بسبب شكوى مقدمة من إحدى القادمات السوريات إلى المطار، وذلك أثناء زيارة مفاجئة، وتمثلت الشكوى حينها بعدم وجود أي عامل لنقل #الحقائب، ومساعدتها كونها تمسك يد أطفالها ومعها عدد من الحقائب، وتطرقت صاحبة الشكوى حينها إلى سوء المعاملة والاهتمام.

شكوى المرأة لاشيء أمام المشهد الذي يمكن لأي أحد أن يلاحظه، حيث يرتمي عشرات الأشخاص النائمين على الأرض مع أمتعتهم وأغطيتهم، بينما تنتشر #القمامة ومخلفاتهم، مادفع المسافرين إلى تفضيل السفر عبر مطار رفيق الحريري في لبنان بعد اجتياز الحدود براً، لوجود خيارات أوسع.

مشاريع على ورق

في كانون الأول العام الماضي، كشف وزير النقل في حكومة النظام، (علي حمود)، عن وضع اللمسات النهائية التي تعيد مطار “حلب الدولي” للعمل، واستعادة نشاطه فور تحسن الظروف الأمنية بمحيطه، إضافة إلى تأهيل مطار حميميم بريف اللاذقية، وهي مطارات كانت متوقفة طيلة سنوات الحرب تقريباً مع مطار دير الزور، وانحسر العمل بمطارات دمشق والقامشلي واللاذقية.

ولفت حمود إلى إن حكومة النظام عازمة على إنشاء مطار جديد في دمشق قائلاً “سيتم إحداث مطار جديد لدمشق، لأن المطار الحالي أنشئ عام 1970 والقدرة الاستيعابية صغيرة، لذلك وضعنا في رؤيتنا القادمة إعداد دراسة لإنشاء مطار جديد يليق بالعاصمة”.

حديث حمود ليس جديداً، وهو مكرر لتصريح حكومي في أيار 2017، حيث طالبت حكومة النظام وزارة #النقل بإعداد دراسة حول إنشاء مطار جديد لمدينة دمشق وفق أحدث المواصفات العالمية، بما يتوافق مع القوانين الدولية الناظمة لبناء المطارات، لتعود الوعود منذ أيام، حيث بنيت وزارة النقل أنه هناك مساع لدراسة إنشاء مطار جديد في دمشق عبر التواصل مع الشركات العالمية لتقديم العروض الأولية، وذلك مع مطلع النصف الثاني من العام الحالي، ودراسة إنشاء مطارات إضافية في بعض المحافظات وتحويل بعض المطارات القائمة إلى مطارات مدنية مثل مطار طرطوس الزراعي والطبقة العسكري.

على الرغم من أن العقوبات #الاقتصادية لازالت قائمة، ولاتوجد حاجة حالية لانشاء مطارات دولية وتحويل استخدامات بعض المطارات العسكرية إلى مدنية لمحدودية القادمين، إلا أن الحديث عن ذلك يشير إلى وجود استثمارات معينة تخص إما #روسيا أو ايران بهذا الصدد، بحسب الخبير الاقتصادي (زاهر أبو فاضل).

مهمة مستحيلة

وأكد أبو فاضل، أن المهمة ستكون صعبة إن كان الحديث فعلاً عن شركات عالمية، وخاصة وأن الأساليب الملتوية لتأمين طائرات بعيداً عن العقوبات الاقتصادية عبر رجال أعمال مقربين من النظام لم تنحج، وآخرها إيقاف بيع أربع طائرات من شركة “إيرباص” الفرنسية لرجل الأعمال السوري (مازن الترزي)، لمدة ستة أشهر، بعد أن أبرم الترزي الصفقة العام الماضي لشراء أربع طائرات من طراز “إي 321” بقيمة 440 مليون يورو.

يقول أبو فاضل، إن الحديث عن شركات عالمية، يعني على الأغلب ايرانية، أو روسية، حيث تحصر الاستثمارات الكبيرة في سوريا حالياً بهاتين الدولتين فقط.

وحول كلف انشاء المطارات بحسب المواصفات الحديثة تبعاً لتصريحات حكومة النظام، فبحسب أبو فاضل، هذا يعني مليارات الدولارات، وهو ليس باستطاعة النظام الذي حدد 825 مليار ليرة سورية فقط (1.65 مليار دولار) للانفاق الاستثماري لكل القطاعات ضمن موازنة 2018 التي ناهزت الـ3 آلاف مليار أي نحو 6 مليارات دولار وفق سعر صرف 500 ليرة لكل دولار، وهي غير كافية لانشاء مطار واحد.

الكلف المفترضة

وبحسب أبو فاضل، فإن انشاء #مطار دولي يحتاج بأقل تقدير إلى 6 مليار دولار ليكون ضمن المواصفات الحديثة نوعاً ما، وهو مايساوي كل موازنة سوريا، فقد بلغت تكلفة الإنشاء لمطار حمد الدولي في قطر حوالي 15.5 مليار دولار، ومطار آل مكتوم بدبي 32 مليار دولار، ومطار الملك عبد العزيز في #السعودية 7.2 مليار دولار، وهي تتسع لنحو 30 مليون مسافر عدا مطار آل مكتوم الذي يتسع لأكثر من 100 مليون مسافر.

ويبعد مطار دمشق الدولي (25) كم عن مركز مدينة #دمشق، وتبلغ مساحته حوالي (17) مليون م2، تم افتتاحه عام 1970، وتم افتتاح صالة الركاب بمساحة 4200 م2 عام 1982 تستوعب لحوالي (1.8) مليون راكب سنوياً، وللمطار مهبطان متوازيان الأول بطول 3600م وعرض 45م والثاني بطول (3000)م وعرضه 45م.

وبلغ عدد الطائرات الهابطة والمقلعة حوالي 24,500 طائرة عام 2000م، كما بلغ عدد الركاب الذاهبين والقادمين العابرين حوالي 1.7 مليون راكباً في ذات العام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.