عدي عبدالله

لعب #حزب_الله اللبناني دوراً بارزاً ومهماً في سوريا، لا سيما في منطقة البادية السورية الاستراتيجية التي يسيطر على مساحات كبيرة منها ويؤمن من خلالها الطرق التي تربط سوريا بالعراق.

وتطور دور الحزب بشكل خاص خلال معارك السيطرة على مدينة #تدمر وانسحاب تنظيم الدولة الإسلامية #داعش منها، تلاها فك الحصار عن مدينة دير الزور الذي فرضه الأخير عليها لمدة ثلاثة أعوام متتالية، حيث كان لحزب الله الدور الأبرز كذلك في معارك السيطرة على مدينة #البوكمال ذات الموقع الجغرافي الأهم بالنسبة لشريكته #إيران .

أهمية البادية السورية

تعتبر منطقة البادية من أغنى المناطق السورية على الإطلاق، فهي تحتوي على حوالي 70% من عدد آبار الغاز وأكثر من 90% من النفط القابل للاستثمار، وما يقارب 98% من الفوسفات المستخرج، وتشكل حدودها الطويلة 650 كم مع محافظة الأنبار، وتمتاز البادية السورية بكثافتها السكانية المنخفضة وقلة عدد المدن والتجمعات السكانية فيها.

يقطنها حوالي 1.5 مليون نسمة منهم 550 ألف نسمة تقريباً من البدو الرُحّل. وإذ كانت هذه البادية في بداية الأحداث السورية 2011 مجرّد مناطق صحراوية مترامية الأطراف لا تمثل عبئاً استراتيجيًّا من الناحية العسكرية على النظام السوري، إلا انها تحولت في الأشهر الأخيرة الماضية إلى عقدة استراتيجية في ظل التنافس الإيراني الأميركي على فتح ممر جغرافي من عدمه يصل #طهران ببيروت.

قوام حزب الله في البادية

يتألف قوام الحزب من مشاة وقوات تدخل سريع وقوات نخبة، وراجمات صواريخ مختلفة القياسات، وقوات إمداد ووحدات لوجستية وهندسية، إضافة إلى نقاط طبية إسعافية عالية التجهيز، حيث حرص الحزب على ضوابط صارمة في اختيار خصومه في معركة البادية، فرفض إدخال عناصره إلى الضفة الشرقية للفرات ومقاتلة القوات الكردية، فهو ينسق بشكل كامل مع حلفائه من القوى العراقية والإيرانية المختلطة والجيش السوري والقوى الجوية الروسية.

معركة البوكمال

كان للحزب دور أساسي في معركة البوكمال، كما حصل في القصير، إذ كان له الدور الأبرز في معارك حميمة والمحطة الثانية، الجبهة التي تقدم منها باتجاه #البوكمال، ولعل أهمية البوكمال البعيدة مئات الكيلومترات عن الحدود اللبنانية لا تقل بالنسبة للحزب، عن أهمية القصير البعيدة بضع كيلومترات عنها، فبعيداً عن حماية الحدود اللبنانية، لا معنى إستراتيجي للقصير بالنسبة للحزب من دون البو كمال، وإذا كان الهدف الأساسي من السيطرة على القصير تأمين ممر آمن من عمق مناطق نفوذ حزب الله في البقاع إلى سوريا، فإن السيطرة على البوكمال تؤمن طريق من لبنان إلى إيران عبر سوريا والعراق.

تكلفة المعركة كانت عالية، حيث خسرت فيها إيران والمليشيات المساندة لها أكثر من 350 قتيلاً والعشرات من الجرحى، بينهم قياديون من الحرس الثوري الإيراني مثل خيري الصمدي مستشار قاسم سليماني وقادة ميدانيون من حزب الله اللبناني وآخرون من ميليشيات عراقية، إضافة لمقتل أكثر من 250 عنصراً من قوات النظام وجرح آخرين .

انتصار إيران بمساندة حزب الله في البو كمال، مكنها من تحقيق حلمها الذي تسعى بفتح ممر بري يصلها بالمتوسط ولبنان عبر العراق وسوريا والذي كانت آخر حلقاته مدينة البوكمال، التي شكلت السيطرة عليها اكتمالاً لهذا الطريق، الذي كان لسنوات طوال أهم المخاوف العربية والإقليمية .

تستطيع المليشيات الإيرانية الآن التنقل بكل أريحية من إيران مروراً ببغداد ومنها إلى مناطق غرب العراق ثم العبور إلى سوريا من مدينة البوكمال ومنها إلى المدن والمحافظات السورية جميعاً وصولاً إلى البحر المتوسط ولبنان، حيث يوجد حليفها حزب الله ، الذي سينعم بالدعم العسكري والبشري أضافة لحرية تنقل لعناصره بين تلك الدول من غير رقيب ولا حسيب، ولعل جولات قاسم سليماني وعناصر الحرس الثوري بين سوريا والعراق خير مثال على ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة