رهام غازي

أطلق ناشطون في ريف دمشق الجنوبي مؤخراً مشروعاً ثقافياً يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، تحت اسم “المكتبة الدمشقية”، إيماناً منهم بأهمية القراءة وتثقيف الناس بمختلف فئاتهم العمرية، على الرغم من الظروف الصعبة التي يشهدها سكان الريف الدمشقي من حصار وقصف وتهجير قسري.

انطلقت فكرة مشروع المكتبة خلال العام الماضي، بقدرات مادية بسيطة وبجهود فردية، حيث تم انتشال الكتب وجمعها من تحت الأنقاض في المناطق التي تعرضت للقصف في وقت سابق، ومن ثم تم تنظيفها وفرزها، لتنطلق المكتبة بـ5 آلاف كتاب.

واستعد القائمون على المشروع لتحويل تلك الفكرة إلى حقيقة من خلال تصميم الرفوف وترتيبها، وفرز الكتب المتنوعة، وإنشاء قاعدة بيانات لها بالتعاون مع مركز قدرات للتأهيل والتدريب، ومجموعة من الأشخاص الذين قاموا بالتبرعات المادية لإتمام تجهيز المكتبة.

تحتوي المكتبة الدمشقية التي باتت من أكبر المكاتب في ريف دمشق على مجموعة كبيرة من الكتب، تتنوع بين العلمية والهندسية، بالإضافة إلى كتب الطب والتاريخ والجغرافية والآثار، وبعض الكتب باللغة الإنكليزية والروسية والفرنسية، حيث وصل عددها حتى اليوم نحو 9 آلاف كتاب، رُمّز كل واحد منها برمز معين لتسهيل عملية البحث على القارئ.

يوضح عاطف أبو الخير (مدير المكتبة) لموقع الحل السوري أن المكتبة توفر للقراء جواً هادئً، وتشجع طلاب المدارس والجامعات على الدراسة بشكل جديد وتساعدهم على التركيز، وتتميز بأنها مزودة بإنارة جيدة، وتوفر إمكانية استعارة الكتب وأخذها إلى المنزل للأشخاص الراغبين بذلك.

يشير أبو الخير إلى وجود نشاطات عديدة تقام في المكتبة، كمجموعة نادي القراء، التي أُسست بعد افتتاح المكتبة، وجلسات المناقشة الشهرية للكتب التي تفتح المجال للنقاش وتبادل المعلومات بين القراء، بالإضافة إلى مسابقات الشطرنج، ودورات التدريب على الخط العربي.

يؤكد أبو الخير أن الجهود ستبقى تبذل لاستمرار عمل المكتبة، على الرغم من العقبات المتعقلة بالأمور المالية وتمويل المشروع، منوهاً إلى أنه تم التواصل مع عدة جهات ومنظمات معنية بالأمر لتقديم الدعم المادي، كما تم التنسيق مع بعض المدارس والمراكز التعليمية في المنطقة لتنظيم زيارات الطلاب إلى المكتبة بشكل شبه دوري، من أجل توعيتهم وحثهم على قراءة كتاب واحد شهرياً كحد أدنى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.