نشرت مجلة الفورين بوليسي تقريراً للكاتب رايز دوبن تناول فيه الوجه الجديد لداعش مسلطاً الضوء على هجماته في #العراق من حيث نوعها فكتب:

تحولت جماعة الدولة الإسلامية بشكل سريع إلى شبكة إرهابية بعد حوالي أربعة أشهر من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هزيمتها عسكرياً، حيث لم تظهر أي علامة على إنهاء الدولة هجماتها الإرهابية عبر شمال العراق.

وعن وجود التنظيم يقول فريد ياسين السفير العراقي لدى الولايات المتحدة الأمريكية: “إن الدولة الرئيسية لداعش لم تعد موجودة “، ويضيف: “لكن هذا لا يعني أنهم تلاشوا، إنهم يعودون إلى الوسائل القديمة التي استخدمت من قبل تنظيم القاعدة في ما قبل العام 2014”.

وقد برهنت الجماعة على قدرتها على الصمود خلال الأسابيع القليلة الماضية من خلال سلسلة من الهجمات البارزة، بما في ذلك هجوم راح ضحيته تسعة أفراد من ضباط الشرطة الفيدرالية، كانوا قد وقعوا رهائن عند نقطة تفتيش مزيفة تنكر فيها مقاتلو الدولة بصورة ميليشيا شيعية ليقوموا بعدها بإعدام الضباط. كما أفادت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها أن ما بين 150 إلى 200 من أفراد قوات الأمن العراقية راحوا ضحية هجمات الدولة الإسلامية خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتتمركز الهجمات ضدّ قوات الأمن والمدنيين، والتي غالباً ما تضم نقاط تفتيش مزيفة، على معاقل المجموعة السابقة في محافظتي #الأنبار و #كركوك، وكذلك معاقله القريبة من الموصل في محافظة ديالى، الواقعة في منطقة ريفية وعرة شمال شرقي البلاد. وقد وصفها الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية بقوله: “إنها منطقة قاسية جداً وغير مناسبة لتكون مأوى، لكنها مناسبة للأشخاص الراغبين بالاختباء بفضل وعورتها”، وأضاف: “كانت داعش قادرة على حفر الأنفاق وتخزين السلاح والذخيرة والمواد التي تُصنع منها القنابل”.

وبحسب التقرير، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة من شمال العراق خلال حملته عبر البلاد في العام 2014. وبالرغم من تمكن الجيش العراقي إجبار التنظيم على الانسحاب خلال العامين 2016 و 2017، إلا أن الكثير من مقاتلي التنظيم تمكنوا من الهروب أو إنشاء خلايا نائمة منتشرة في جميع أنحاء معاقلهم السابقة.

ويشير التقرير إلى أن البعض منهم تعهّدوا بمواصلة القتال، فقد أشارت مجلة النبأ التي تصدرها الدولة الإسلامية إلى أن المجموعة يمكنها بسهولة أن تتحول إلى حركة تمرد كما فعلت في العام 2008. كما أن قادة المجموعة كانوا قد عبّروا بوضوح من قبل عن الحاجة المحتملة للانسحاب المؤقت إلى الصحراء في حال حدوث تغيير في خطة سير الخلافة.

وبحسب حسن حسن، وهو زميل كبير في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط ومؤلف كتاب عن داعش، قال: “كانت هذه الفترة حرجة بالنسبة لداعش حيث بدأ يبحث عن ثغرات لتمهد الطريق لتمرد مستقبلي يقوم به”.

وبحسب التقرير، فقد ركزت المجموعة جزءاً كبيراً من استراتيجيتها على توحيد المساعي لإعادة تأكيد السيطرة الضمنية على المناطق الريفية واستهداف الشخصيات السياسية والرمزية الرئيسية المرتبطة بالدولة العراقية في الوقت نفسه. وبحسب مايك نايتس، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن ما يفعلوه الآن هو ما تطلق عليه القوات العسكرية “دوريات القتال”، وأضاف: إنهم يسيطرون على الأراضي المحايدة الواقعة خارج البلدات والمدن.

وبحسب نايتس، الهدف من ذلك هو حصر قوات الأمن في البلدات والقرى، والسماح للدولة الإسلامية بالتمتع بحرية كبيرة في التحرك في كافة أنحاء الريف. وأن قوات الأمن العراقية المنتشرة في مناطق واسعة من البلاد سوف تجد من الصعوبة مواكبة الأمر، حيث تجد أن تخطي نقاط التفتيش المحصنة سوف يكون مكلفاً وخطراً عليها.

وبالرغم من الجهود الأمنية الحثيثة، إلا أن التركيز كان على خط يصل شمال سوريا إلى ديالى العراقية، ففي مؤتمر صحفي للجنرال الأمريكي أندرو كروفت الأسبوع الماضي قال: “لا يزال لدينا بقايا من خلايا داعش، لا سيما في منطقة مخمور وكركوك ومنطقة طوز خورماتو حيث هناك الكثير من أفراد داعش”.

وفي الإشارة إلى نوعية الهجمات الجديدة لداعش أشار الكاتب إلى أنه وبالرغم من أن نشاط الوجه الجديد لداعش ما زال في مهده، إلا أنه يعتمد على الهجمات الموجّهة بدلاً من التفجيرات العشوائية. فبحسب نايتس، يستهدف التنظيم كبار الشخصيات في القرى وزعماء العشائر والصحوة الجديدة، وهي تنظيم قبلي شكّل تحالفاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ووحدات التعبئة الشعبية، حيث أكد نايتس أن التنظيم يركز الآن على نوعية الهجمات بدلاً من كميتها.

إلا أن الجيش الأمريكي لم يصنّف العنف الحالي في العراق على أنه تمرد، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ عدد أقل من الهجمات وقتل عدد أقل من المدنيين، إلا أن الأشخاص المستهدفين كانوا أكثر بروزاً.

وهذا هو المنطق الذي فسرّ حسن من خلاله الهجوم الأخير الذي استهدف الشرطة الفيدرالية فقال: “إنهم يسعون للهجوم على أشخاص يهمون الدولة العراقية”.

من جهتها، لا تزال قوات الأمن العراقية ووحدات التعبئة الشعبية تعمل على إعادة السيطرة في المناطق التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية في السابق، ما يعني شبه حملة لمكافحة التمرد.

أما المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إريك باهون يقول: “لسنا بحاجة في هذه المرحلة إلى تدريب الفِرَق على استخدام المدافع” في إشارة منه إلى شركات التحالف مع قوات الأمن العراقية، وأضاف: “نحن بحاجة إلى تدريب قوات الأمن المحلية التي يمكنها احتواء المنطقة والسيطرة عليها منعاً من عودة ظهور داعش”.

ومع ذلك، فإن إمكانيات الجيش العراقي والوحدات المختصة مثل خدمة مكافحة الإرهاب محدودة بسبب نقص عدد عناصرهم. وتتخوف الحكومة العراقية من خسارة دعم المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي ما تزال مهددة بعنف الدولة الإسلامية في حال عدم قدرتها على الحفاظ على حضورها المستمر هناك.

أما عن رأي السنّة، في أماكن مثل الحويجة، يقول نايتس أن موقفهم يدعوا إلى البقاء على الحياد ما لم يروا فائزاً واضحاً في المعركة، فبحسب قوله: “في بعض المناطق الريفية لا تُعتبر الحكومة العراقية قد ربحت المعركة حتى الآن”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.