نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالاً للكاتب رانج علاء الدين بتاريخ 30 آذار يدعو فيه #أمريكا لوضع حدٍ للوجود الإيراني في من خلال الحفاظ عaلى بقاء قواتها والحد من نفوذ حزب الله، الوكيل الإيراني في #سوريا، فكتب:

ازداد القلق العالمي من قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية ضد #إيران بعد أن عيّن الرئيس ترامب جون بولتون مستشاراً للأمن القومي، والذي لطالما روّج لقصف إيران وتغيير النظام هناك مؤيّداً السياسة الأمريكية الأكثر حزماً ضدّ التوسع الإيراني في الشرق الأوسط.

لكن بحسب الكاتب، لا تستطيع الولايات المتحدة مواجهة #طهران ووكلائها بشكل عملي فقد ازداد النفوذ الإيراني في المنطقة منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وتصاعد ظهور الدولة الإسلامية. كما حشدت عشرات الآلاف من مقاتلي حزب الله والجيوش الشعبية الشيعية الأخرى من #العراق و #باكستان و #أفغانستان لتحارب إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وقد لعبت تلك الجيوش الشعبية دوراً حساساً في هزيمة المجموعات الثائرة السورية، كما قاتلوا ضد الدولة الإسلامية أيضاً في كل من سوريا و #العراق، وأحياناً أيضاً في المنطقة القريبة من القوات الأمريكية.

وبحسب المقال، فقد قاتلت الجيوش الشعبية الشيعية العراقية بجسارة أكثر من قتال الولايات المتحدة، حيث بدأت بالقتال في سوريا إلى جانب قوات الأسد منذ العام 2012. وقد استولى حزب الله في العام 2013على مدينة #القصير الاستراتيجية السورية التي كانت تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة. وكان للميليشيات الشيعية _ بما فيها المقاتلين الأفغان _ دور محوري في السيطرة على #حلب في العام 2016، الحدث الذي ضمن بقاء نظام الأسد.

وقد قاد الوكلاء الإيرانيون على مدى العامين الماضيين عمليات قتالية لاستعادة مدن مثل حمص والمناطق المحيطة بدمشق. كما يسيطرون على نقاط تفتيش مهمة استراتيجياً يدعمون من خلالها المواقع العسكرية السورية عبر الريف.

كما أشار المقال إلى ظهور حزب الله والميليشيات الشعبية العراقية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة النجباء كأقوى الشركاء لإيران على الأرض في سوريا، والذين لديهم عقود من الخبرة في ميدان المعركة، وقد ائتمنتهم إيران بتدريب الميليشيات الشعبية الشيعية المستقدمة من أفغانستان وباكستان.

وبحسب الكاتب، فإن مهمة هؤلاء الوكلاء لا تقتصر على ظهورهم في ساحات القتال ومن ثم العودة إلى ديارهم. مشيراً إلى أن البروز السياسي لحزب الله ونموذج “دولة ضمن دولة ” في لبنان كان استثناءاً، إنما يتم الآن استنساخ نموذج ذي تأثير مدمر من قبل ميليشيا أخرى.

فقد درّبت إيران هذه المجموعات على استغلال الفوضى وملء الفراغ من خلال توفير الخدمات والأمن للمجتمعات اليائسة في كثير من الأحيان. كما ساعد فيلق الحرس الثوري الإسلامي، والذي يشرف على هذه المجموعات، على استمالة المنظمات الإنسانية والمحلية أو اتخاذها كوسيلة للحصول على الشرعية والشعبية. وقد ضمنت إيران تقديم المساعدات من خلال تلك المجموعات.

وبحسب التقرير، أخرج وكلاء إيران السكان غير الشيعة أو الذين لا يدعمون إيران من المناطق التي سيطروا عليها في سوريا بالقوة مثلما حدث في العراق. كما منحت سيطرة وكلاء إيران على المؤسسات الرسمية في سوريا فرصة مهمة في شراء العقارات، مما مكنهم من تعزيز مواقعهم. وهدفهم النهائي هو تحويل مكاسبهم إلى مقاعد برلمانية ومناصب وزارية وسيطرة رسمية على مؤسسات الدولة.

كما أشار الكاتب إلى أن تحوّل جيوش زمن الحرب الشعبية إلى فاعلين سياسيين بارزين يتمثّل بتطور الجيوش الشعبية الشيعية في العراق إلى نسخ من حزب الله في لبنان. لقد أُسست عصائب أهل الحق  _التي اكتسبت سمعتها السيئة من الفظائع والهجمات الطائفية _ من قبل إيران بعد سقوط صدام حسين، وهي تدير اليوم أنشطة اجتماعية ودينية واسعة بصفة مستقلة عن الحكومة العراقية، بما في ذلك المراكز الطبية والعيادات.

وأضاف: يسيطر وكلاء إيران في العراق على قوات الحشد الشعبي، وهي منظمة تطوعية تم تأسيسها في العام 2014 بعد استيلاء الدولة الإسلامية على مدينة الموصل وانهيار الجيش العراقي، والتي تضم 100 ألف مقاتل. كما دفع الضغط الإيراني على الدولة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة إلى إضفاء الشرعية على قوات الحشد الشعبي في العام 2016، حيث تم تزويدهم بموارد مالية كبيرة وأسلحة ثقيلة.

وتحرّض إيران وكلائها في سوريا من خلال تخويفهم من أن سقوط نظام الأسد سوف يشكل تهديداً لوجود الطائفة الشيعية، حيث تتبنى إيران شبكات اجتماعية ودينية تتمحور حول الإيمان الشيعي ودعمهم البيروقراطي للحكومة الإيرانية. الأمر الذي يزعج الفاعلين السياسيين المحليين، وغالباً ما يكون منافسو إيران ضعيفين جداً بحيث لا يستطيعون مواجهة روايتها وشبكاتها على الأرض في البلدان التي دمرتها الحرب.

وأكد الكاتب أن إيران سوف تلتزم بتجميع وإعادة صياغة الدول والمجتمعات بحسب مصالحها وإيديولوجياتها كما فعلت من قبل في لبنان والعراق، مؤكداً أن الوكلاء الإيرانيين سوف يشكلون مستقبل الدولة السورية والمشهد السياسي في الشرق الأوسط برمته.

وأنهى الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة هي من يملك إمكانية تغيير مسار الأحداث من خلال التزامها بالبقاء في سوريا، والحفاظ على قواتها المنتشرة حالياً في سوريا ورعايتها لشركات طويلة الأمد لضمان عدم ترك مصير سوريا والمنطقة لإيران ووكلائها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.