حمزة فراتي

بعد انحساره في جيوب قليلة بريف دير الزور خلال الأشهر القليلة الماضية وأخذه لدور المدافع عما تبقى له من نفوذ، عاد تنظيم الدولة الإسلامية #داعش إلى دور المهاجم الذي لا يهدأ، فمن هجوم إلى آخر، متبعاً أسلوب الكمائن والعمليات الانتحارية والتصعيد في أكثر من منطقة ضد خصومه، سواء النظام مدعوماً بالقوات الحليفة له أو قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) المدعومة من قبل التحالف الدولي.

العمليات التي قام بها التنظيم في الفترة الأخيرة من استعادته لمناطق كانت تحت سيطرة النظام أو قسد بريف دير الزور الشرقي، إن دلت على شيء فهي تدل على استعادته للقوة التي تميز بها في بداية سيطرته على المنطقة.

داعش يعيد هيكليته في مناطق سيطرته

يقول صلاح الجاسر (من ريف دير الزور الشرقي على معرفة ودراية بشؤون التنظيم وعلى تواصل مع عناصره) لموقع الحل، إن “قيادة التنظيم الأمنية بقيادة أبو صهيب الأنباري (أمير مجلس الشورى في التنظيم والساعد الأيمن لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم)، قامت في 25 فبراير من العام الجاري بتغير جذري لهيكلية التنظيم، من خلال تغييرها للقادة المحليين (العراقيين والسوريين) واستبدالهم بقادة أجانب نتيجة الخلافات الأخيرة التي نتج عنها العديد من الانقسامات وهروب قادة وعناصر، الأمر الذي كاد أن ينهي وجودهم في المنطقة بشكل كامل”، على حد قوله.

قامت اللجنة المعنية بإعادة الهيكلية بتنحية المدعو أبو معاذ العراقي أمير الجهاز الأمني والمحكمة الاقتصادية وتعين المدعو أبو محمود الإسباني بدلاً عنه، وتنحية المدعو أبو العباس العراقي مدعي عام المحكمة العسكرية وتعين المدعو أبو قتادة الفرنسي بدلاً عنه، و تنحية المدعو أبو الدير الشامي أمير ديوان المظالم وتعين أبو البراء الكزخي بدلاً عنه، كما قامت أيضاً بإنشاء سجن خاص بقيادات التنظيم وعناصره المخالفين، أطلقت عليه اسم “سجن التحري”، حيث أعطت المسؤولين عليه السلطة المطلقة، على حد تعبيره.

ولفت المصدر إلى أن هذا التغير حيث ساهم بشكل كبير في إرجاع الثقة لمن تبقى من مقاتلين سواء قادة أو عناصر عاديين، وإعطائهم القوه الكافية للقيام بأي هجوم مضاد والدفاع بشكل مستميت عن مناطق سيطرتهم. وصفه.

داعش تستنزف خصومها

يتابع الجاسر إن “اللجنة ركزت بشكل كبير على أسلوب القتال الذي سيتبعه التنظيم ضد الخصوم في هذه المرحلة، وهو أسلوب الاستنزاف، عن طريق استخدام مجموعات قتالية صغيرة مهمتها شن هجمات سريعة و متقطعة على الخصم، دون المحاولة في دخول معركة طويلة الأمد، و الهدف من هذه الاستراتيجية هو إنهاك العدو على المدى البعيد وتكبيده خسائر مادية وبشرية بين الفينة والأخرى، وبث الخوف في صفوف الخصوم” .

معارك التنظيم الأخيرة وسيطرته على مواقع جديدة

ذكر الجاسر لموقع الحل عدة هجمات قام بها التنظيم خلال الشهر الجاري والشهر الذي سبقه في مناطق متفرقة بريف دير الزور الشرقي، تمكن من خلالها انتزاع مناطق كانت تحت سيطرة خصومه، ففي 18 آذار الحالي تمكن عناصر التنظيم، من استعادة السيطرة على محطة (T2) الواقعة في البادية الجنوبية الغربية لمدينة #البوكمال (شرقي دير الزور) والتي تعد إحدى أهم المنشآت النفطية في المنطقة، بعد قيامه بهجوم مباغت استهدف قوات النظام والقوات الرديفة لها في المحطة من محورين المحور الشمالي والشمالي الشرقي، حيث تمكنوا من تدمير عدة آليات وقتل قرابة 24 عنصراً وأسر خمسة عناصر آخرين من القوات الموالية للنظام، بحسب المصدر ذاته.

تعتبر هذه المنشأة النقطة الوحيدة الواصلة بين محطة “T1” في العراق بخط قطره 48 إنش، ومحطات T3″ “T4″” “T5” داخل الأراضي السورية، والتي يصل عن طريقها النفط إلى الساحل السوري، وقد سيطرت عليها قوات النظام في أكتوبر 2017.

ترتبط محطة ضخ النفط “T2” بحقل العمر النفطي في ريف دير الزور عبر أنبوب بقطر 24 إنش لنقل النفط، كما ترتبط بعقدة طرق تصلها من الشمال بالميادين، ومن الجنوب الشرقي بالحدود العراقية.

أضاف المصدر إن التنظيم “قام أيضاّ باستعادة السيطرة على بئر الأزرق النفطي ( بريف #دير الزور الشمالي الشرقي)، في مطلع الشهر الجاري بعد اشتباكات عنيفة خاضها مع #قسد تمكن فيها من قتل وأسر عدد من عناصرها، حيث جاءت هذه السيطرة بعد يوم واحد من سيطرتهم على حقل صيجان النفطي في المكان ذاته بعد انسحاب قسد منه”.

هجمات التنظيم ضد قوات النظام والقوات الرديفة له في ديرالزور والبادية السورية من جهة وضد قوات قسد من جهة أخرى، زادت بشكل ملحوظ بعد إعلان التحالف الدولي بقيادة أمريكا تعليق المعارك البرية ضد التنظيم في المناطق المتبقية من الضفة الشمالية لنهر الفرات في ديرالزور والممتدة من أطراف قرية البحرة وصولاً إلى مدينة هجين فالحدود العراقية-السورية، الأمر الذي جعل التنظيم يلتقط أنفاسه ويستجمع قواه، يختتم المصدر.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.