رهام غازي

في مطلع عام أنشأ مجموعة من الأشخاص المتطوعين والعاملين بالقطاع الصحي والمعالجة الفيزيائية في مدينة نوى بدرعا مركز “السنابل” للتدريب والتأهيل والتنمية، من أجل نشر الثقافة الصحية وتقديم العون النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة.

أطلق الفريق المكون من خمسة أشخاص المركز بعد 7 سنوات من الحرب وتزايد عدد الإصابات بشكل كبير، وبعد ملاحظة تدني مستوى الثقافة الصحية والطبية لدى مختلف شرائح المجتمع، حيث أدرك الفريق أن المصاب يصل في أغلب الأحيان إلى قسم التمريض أو قسم العلاج الفيزيائي بحالة مزرية، بسبب إصابته أولاً، ونقص المعلومات الإسعافية واللازمة لدى من أسعفه.

كان الهدف الأساسي للمركز منذ انطلاقته هو نشر الثقافة الصحية من خلال الدورات التدريبية لكافة الفئات العمرية من كلا الجنسين، كدورة “ومن أحياها وكأنما أحيا الناس جميعاً”، التي قدم من خلالها الطرق المثلى للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب مجموعة من الإسعافات الأولية.

من ضمن النشاطات التي يقدمها مركز السنابل التوعية الصحية للأطفال في المدارس، حيث قام الفريق التطوعي بزيارة مدرسة تحتوي على طلاب من مرحلة الحضانة وحتى الصف السادس الإبتدائي، وتم توزيع بروشورات ورقية للوقاية من الأمراض السارية، وكيفية التصرف في حال مشاهدة ألغام أو متفجرات.

أوضح زاهر قداح (مدير المركز) في حديثه لموقع الحل السوري أن المركز يضم حالياً ثلاثة معالجين فيزيائيين يقدمون جلساتهم في مراكز العلاج الفيزيائي التابعة للمشافي، وفي بعض الأحيان تكون تلك الجلسات منزلية لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيراً إلى أن جميع الجلسات تقدم بشكل مجاني دون أن يحمل الشخص أية تكاليف.

أشار قداح إلى أن عدد المستفيدين من نشاطات المركز يتجاوز الـ150 شخصاً من أصحاب الاحتياجات الخاصة، أما الأشخاص العاديين فبلغ عددهم نحو 300 شخص، على مستوى المنطقة الجنوبية في مدينة نوى، والتي تضم نحو 100 ألف نسمة، حيث لاقت فكرة المنشورات الورقية نجاحاً كبيراً.

وأوضح قداح أن فريق مركز سنابل قام بنشر بروشورات ورقية تضمنت معلومات عن كيفية التعامل مع الكيماوي ومخاطره في مدينة نوى، بالإضافة إلى نشر البروشورات الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك.

وأكد قداح أن هناك عدداً كبيراً جداً من المشاريع لكنها بحاجة إلى جهة داعمة كـ “المشروع المهني لذوي الإعاقة”، ومشروع “إرادة بلا حدود” الذي يتيح لهم إمكانية الحصول إلى فرص عمل، بالإضافة إلى أن عقد الدورات التدريبية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين يتطلب تكاليف لوجستية كثيرة، ليس بإمكان المركز تغطيتها بشكل كامل، بسبب التباطؤ وعدم التعاون من قبل المنظمات والجهات المعنية.

يذكر أن فريق المركز خضع لدورات أُطلق عليها اسم “الحوكمة والمشاركة المجتمعية” لتنظيم أمور المركز من حيث المعاملات الإدارية والقانونية، وكيفية التخاطب مع المجالس المحلية والمنظمات، لتقديم أفضل خدمة ممكنة ونشر الوعي والثقافة الصحية، من قبل مشروع سوريا للخدمات المقدم للمنظمات المجتمعية الفاعلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.