حمزة فراتي

بعد أن قام بإعادة هيكيلية صفوفه لما تبقى له من عناصر ومناطق سيطرة بريف دير الزور خلال الفترة الماضية، عادت الخلافات من جديد لتعصف بتنظيم الدولة الإسلامية #داعش ولكن هذه المرة بوتيرة عالية وصلت إلى وقوع قتلى وجرحى وانشقاق عناصر وهروبهم.

عمران الزغير (من سكان قرية السوسة بريف #البوكمال وعلى معرفة ودراية بشؤون التنظيم وله تواصل مع مباشر مع عناصره) ، تحدث لـ موقع الحل أنّ “خلافات حادة جرت خلال الشهر الجاري بين عناصر التنظيم بداخل القرية، وصلت إلى إطلاق نار فيما بينهم سقط خلالها أكثر من 13 قتيل، شهدت القرية على إثر ذلك استنفاراً كبيراً وحالة توتر وخوف شديد لدى الأهالي المتواجدين، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تظهر فيها مشاكل التنظيم بشكل جلي وللعلن” وفق تعبيره.

ورجح المصدر أنّ “تلك الخلافات تعود إلى أن البغدادي (زعيم التنظيم) لم يعد قادراً على ضبط كل أتباعه، وباتت كلمته غير مؤثرة، كما كانت في السابق، فضلاً عن أنّه لم يعد تلك الشخصية التي تحظى بشعبية مطلقة في صفوف قيادات أو عناصر التنظيم”.

يتابع المصدر “البغدادي لم يعد ذلك الخليفة صاحب الشعبية التي ظهر بها في يونيو/حزيران 2014، في الجامع الكبير بمدينة #الموصل العراقية بالنسبة لعدد كبير من عناصر التنظيم ، فقد رصد أتباعه عشرات الأخطاء اليومية من قرارات أصدرها خلال الأشهر القليلة الماضية كانت كلفتها باهظة تمثلت بخسارتهم لمساحات ومواقع هامة سواء في #سوريا أو #العراق فضلاً عن أنه لا يمتلك كاريزما الرجل القائد لا بهيئته ولا شكله مقابل وجود أصحاب الحجة واللسان البليغ والتأثير في المعارك داخل التنظيم، من وجهة نظر بعضهم، كما أن هناك قادة بدؤوا يشعرون أنه سيبدأ بتصفيتهم على غرار عادة الملوك والرؤساء على مر التاريخ، الذين يقتلون قادة جيوشهم بعد أن يشعروا أن ولاء الجند بات لهم وليس له”.

ولفت المصدر إلى أن “التنظيم انقسم الآن إلى قسمين يعرفون شعبياً بجنود ما قبل الفتح، وما بعد الفتح. فالذين شاركوا بعمليات السيطرة في بداية دخولهم لسوريا يعتبرون أنفسهم أفضل من الذين انضموا للتنظيم بعد ذلك بفترة، وهناك تفرعات ومشاكل كثيرة، من بينها توزيع وتخصيص المرتبات، وقرار اللجنة الأمنية الأخير الذي أوكل زمام الأمور لقادة أجانب واستثنى الأنصار، إضافة إلى مطالبة معظم العناصر من الجنسيات الأخرى بمبايعة أمير ثانٍ يتواجد في معهم في الميدان، لمرور فترة طويلة على ظهور خليفتهم البغدادي”، وفق قوله.

وأوضح المصدر أن “تنظيم الدولة لم يعد على قلب رجل واحد كما في السابق، هناك تناحر متصاعد لكن لا يمكن التعويل على تغييرات بالأراضي التي يسيطرون عليها، فهم متفقون على القتال أكثر من أي وقت مضى”، على حد تعبيره.

وذكر المصدر، أن التنظيم ما زال يحتفظ بعدد من المناطق في ريف دير الزور الشرقي، وأبرزها (هجين، الشعفة، السوسة، البقعان جزيرة، الباغوز بالقرب من الحدود العراقية) إضافة إلى (آبار الملح تل شاير والدشيشة) في ريف الحسكة الجنوبي على الحدود العراقية، وكذلك مناطق من بادية دير الزور (شامية)، وقرية (معيزيلة ومحيط حقل الكم).

ينطلق التنظيم في هجماته من مناطق البادية التي تعرف بـ “صحراء الحماد”، ضد مناطق سيطرة النظام والميليشيات الشيعية، وكذلك انطلاقاً من جيوبه الصغيرة الواقعة في مثلث (حميمة – الميادين – البوكمال)، باتجاه مدن وبلدات غرب نهر الفرات من مدينة الميادين وصولاً للحدود السورية – العراقية في مدينة البوكمال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.