في لوموند: “وقت الشام” نموذج سينمائي إيراني للترويج للتدخل في سوريا

في لوموند: “وقت الشام” نموذج سينمائي إيراني للترويج للتدخل في سوريا

نشرت #لوموند الفرنسية قبل أيام تقريراً عن الفيلم الإيراني “#وقت_الشام” للمخرج #إبراهيم _حاتمي_كيا، والذي يُعرض في صالات السينما منذ 14 آذار الماضي.

حيث يعتبره التقرير رمزاً، من حيث المضمون وكذلك من حيث التمويل، للتوسع في مجال الدعاية المؤيدة لتدخلات #إيران العسكرية في كلٍ من #سوريا و #العراق، فقد ولّى ذلك الزمن الذي كانت فيه الإعلانات والملصقات الكبيرة تُعلق في كبرى الشوارع الإيرانية وكذلك مقاطع الفيديو كليب والتي كانت غالباً متدنية الذوق، هي الطرق الوحيدة لنشر دعاية الجمهورية الإسلامية في إيران.

اليوم قد تم تسخير الموارد المالية الضخمة والتكنولوجيا المتطورة لإنتاج الأفلام الوثائقية وأفلام السينما والمسلسلات التلفزيونية للدفاع عن سياسة #طهران والترويج لها لاسيما فيما يتعلق بتورطها العسكري المباشر في كلٍ من سوريا والعراق، وفق التقرير.

ولعل أبرز الأمثلة على تطور دعاية الجمهورية الإسلامية في هذه الأيام هو فيلم “وقت الشام” الذي يحتل اليوم المرتبة الثانية على شباك التذاكر، حيث تشير الأرقام المعلنة بتاريخ السادس من شهر نيسان المنصرم إلى أن الفيلم قد حقق حوالي ستة مليار تومان (ريال إيراني) أي ما يعادل مليون يورو من العائدات في أقل من شهر، الأمر الذي يمكن اعتباره نجاحاً حقيقياً من حيث نسبة الإقبال على هكذا نوع من الدعاية والذي يعتبر بدوره تحسناً ملحوظاً في نوعية السمات السينمائية لهكذا نوع من الإنتاج في إيران.

هذا ويروي فلم “وقت الشام”، للمخرج الشهير إبراهيم حاتمي كيا المعروف بتأييده الخالص للجمهورية الإسلامية، “ملحمة بطولية” لأب وابنه كلاهما طياران إيرانيان تتم محاصرتهما من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داعش بعد “قيامهما بمهمة إنسانية في سوريا”.

في بداية الفيلم يتسائل الإبن (الذي لعب دوره نجم السينما الإيرانية باباك حميديان) حول التزام أبيه تجاه دولة أجنبية بعيدة عن حدود دولته، حيث من المفترض أن تلعب الشخصية الشابة دور من يمثل المواطنين المعارضين للتدخل الإيراني في سوريا، لكن ومع مرور الوقت يتنامى وعي الشاب لخطر داعش، وينتهي به الأمر إلى التضحية بنفسه لمنع هجوم انتحاري على الطائرة.

ويوضح التقرير بأنه وبالرغم من تقيّد الفيلم بكافة قواعد سينما الإثارة والأكشن، إلا أن رسالته واضحة جداً: “بدون المدافعين عن الأضرحة، فإن علينا أن نواجه كل يوم في إيران العبودية والسجن ووحشية داعش”! الأمر الذي أكده المخرج الوثائقي رضا فرهاد المقرب من السلطة في مقابلته الأخيرة مع صحيفة جاوان اليومية حول هذا النوع من الإنتاج السينمائي.

ويكشف تقرير لوموند بأن من يقف وراء فلم “وقت الشام” والذي بلغت ميزانيته ثماني مليارات تومان (1.3 مليون يورو)، هي مؤسسة فنية وإعلامية تدعى OWJ أُطلقت في عام 2011 في عهد الرئيس الإيراني المحافظ جداً محمود أحمدي نجاد ويتم تمويل هذه المؤسسة، أو جزء من تمويلها على الأقل، من أموال الحرس الثوري الجناح المسلح للجمهورية الإسلامية، بطبيعة الحال، هذه العلاقة لم تحاول OWJ إخفائها مطلقاً، حيث أعلن صراحةً مديرها إحسان محمد حساني في شهر شباط الماضي: “أنا فخور بأنني استلمت أموالاً من الحرس الثوري من أجل إنتاجنا وليس من السفارات الأجنبية”، وهو على ما يبدو هجوماً على المخرج الإيراني الكبير أصغر فرهادي، الذي سيفتتح مهرجان كان السينمائي المقبل، والذي حصل فلمه “البائع” عام 2016 على جائزة ومساعدة مالية من مهرجان الدوحة السينمائي.

هذا وقد شهدت مؤسسة OWJ نشاطاً واسعاً في السنوات الأخيرة في عالم السينما وكذلك في التلفزيون وذلك من خلال الموسم الخامس من المسلسل التلفزيوني “العاصمة”، حيث تم بث هذا المسلسل خلال عطلة رأس السنة الإيرانية الجديدة (20 آذار)، وهو يحكي قصة عائلة إيرانية تجد نفسها في مواجهة الجهاديين في سوريا بدلاً من الاستمتاع بإقامة في #تركيا، وهذا المسلسل من إخراج سروز مغدام المعروف عادةً بأعماله الكوميديا البعيدة عن أية رسائل سياسية تريد السلطة إيصالها، وهذا دليل آخر على قوة وقدرة OWJ على جذب المهنيين المهرة والقادرين على إيصال الرسائل السياسية لأكبر قدر ممكن من الجمهور لتتجاوز بذلك الجمهور المعتاد والمؤيد للجمهورية الإسلامية في إيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.