اللاذقية – سلمى الخال

غدت ناحية #كسب في أقصى شمال #اللاذقية، والتي كانت مقصد السياح في موسم الصيف، خالية تماما، فمع اقتراب موسم سياحي جديد، تحاول البلدة النهوض بتثاقل من تداعيات معارك دارت بين فصائل المعارضة وقوات النظام عام 2014، وصلت وقتها الفصائل إلى مياه البحر فعلاً بسيطرتها على قرية #السمرا الشهيرة، لتتراجع بعد ذلك بشكل مفاجئ وتعود القرية ليد النظام الذي عاث فيها سرقةً و تعفيشاً.

آثار المعارك وبقايا الحرائق التي طالت حتى غاباتها، لا تزال موجودة، حيث لم يتم ترميم جميع المباني بعد، كما أن سكانها لم يعودوا بمعظمهم، لكن نسبة كبيرة من الأرمن الذين يشكلون غالبيتها، يحاولون جهدهم إعادة الروح إلى بلدتهم، لكنهم ناقمون باطنيا على النظام الذي يراقب توغل الجرافات التركية في أراضيهم بصمت دون أي رد فعل.

حيث بدأت تركيا ببناء الجدار الخرساني الحدودي منذ أكثر من عامين، مخترقة الجبال والأراضي التي تعود ملكيتها لبعض المدنيين، ورغم شكواهم المتكررة إلى مخافر الشرطة إلا أن التسويف بقي سيد الموقف، حتى استسلم المشتكون أخيراً، واعتبروا الجدار أمراً واقعاً.

يتميز هذا الجدار الحدودي بالتحصين الجيد، فهو مزود بأسلاك شائكة تعلو على ارتفاع 15 متراً، وتوغل الأتراك لانشاءه بعمق 200 متراً داخل الأراضي السورية وأحيانا إلى 600 متراً حسب الحاجة، وزود الجدار بكاميرات حرارية ورادارات رصد متطورة، كل ذلك لمنع تدفق الإرهابيين بحسب التصاريح الرسمية.

الجندرما التركية تجاهلت مراراً شكاوى النظام الخجولة، الذي حاول عبر شرطة الجمارك المنتشرة على معبر كسب، الاحتجاج على التوغل التركي داخل الأراضي السورية دون التنسيق معه، متناسياً في الوقت نفسه اتفاقية أضنة الموقعة بين النظام وتركيا، والذي منح الأخيرة الحق بالتوغل داخل الأراضي السورية بعدد محدد من الكيلومترات، عندما تشعر بخطر يهدد أمنها عبر الحدود.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.