حسام صالح

ساهم اتساع رقعة العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية وتداخل القوى المتصارعة من أطراف النظام والمعارضة، إلى نشوب نوع من الاقتتال الداخلي ليس فقط من جانب المعارضة فيما بينهما، وإنما من طرف النظام ذات نفسه والمليشات التي قدمت لمساندته، على الرغم من أنها غير واضحة للعيان، كما هو الحال مع فصائل المعارضة والاقتتال الداخلي فيما بينها.

يبدو أن كفة عناصر مليشيا #حزب_الله هي الأرجح والأقوى على الرغم من أنهم ليسوا من أبناء البلد، إلا أن طبيعة وجود عناصر الحزب والمناطق التي يسيطر عليها ويديرها، ودعمهم من قبل #إيران أعطاهم حجة إضافية لتقوية نفوذهم، في هذه المادة سنحاول الكشف عن طبيعة العلاقة بين عناصر حزب الله وقوات النظام من خلال محادثتين أجراهما موقع الحل مع أحد العناصر المحسوبين على الدفاع الوطني في العاصمة #دمشق، وأحد عناصر النظام الذي تمكن من الهرب ودخول الأراضي التركية قبل نحو عام بعد قتاله على جبهة حلب.. للشاهدين اطلاع على طبيعة هذه العلاقة وتجارب في سياقها.

فوقية التعامل

يتمتع عناصر حزب الله داخل الأراضي السورية بحصانة مطلقة، وهم أصحاب القرار في معظم المعارك التي يخوضونها إلى جانب قوات النظام، يقول “سامر” وهو عنصر انشق عن النظام في أواخر العام 2016 وكان يقاتل على جبهات #حلب لموقع الحل “في فترة الحصار على حلب والمعركة على المدينة كان عناصر الحزب مسؤولين مباشرين عن قيادة العمليات”.

في سؤال لـ ” سامر” عن طبيعة العلاقة بين عناصر النظام والحزب في تلك الفترة يجيب “بما أنهم أصحاب القرار، فالكلمة لهم في كل شيء، هم لا يختلطون بعناصر النظام، له أماكن خاصة ينامون فيها، حتى الطعام والشراب يكون مختلفاً، ويكون من النوعيات الجيدة، بعكس ما يقدم للجندي السوري”، قائلاً “في إحدى المرات قال لنا مسؤول القطعة بعد امتعاضنا من نوعية الطعام مقارنة بعناصر الحزب .. هم أعدادهم قليلة وضيوف عندنا من المعيب أن نقارن أنفسنا بهم”.

يضيف ” حتى ضمن المعركة الواحدة، يكون عناصر النظام بمثابة تجارب، وعمليات الاقتحام الأولى غالباً من تكون من قبل عناصر النظام، وهو أمر معروف حتى لدى عناصر النظام أنفسهم، حيث يستخدمهم الحزب لمعرفة نقاط قوة المعارضة وطبيعة المعركة بشكل عام”.

في دمشق: تطويع عناصر الدفاع الوطني لخدمته

في بحثنا عن طبيعة العلاقة بين عناصر الحزب وعناصر النظام في داخل وأطراف العاصمة #دمشق كونها منطقة أصبحت بعيدة عن العمليات العكسرية، تحدثنا إلى أبو زياد وهو عنصر محسوب على الدفاع الوطني في العاصمة دمشق، يقول “عناصر النظام يكرهون عناصر الحزب، حيث يعاملونهم معاملة سيئة أثناء مرورهم من الحواجز الخاضعة للحزب، ويتم التدقيق في إجازاتهم، والكشف عن وثائقهم، ومنعهم أحياناً من إدخال السلاح إلى بعض الأحياء”.

ويتابع “بعض الأحيان تحدث مشادات كلامية بين الطرفين، في حال كانت مجموعة من عناصر الحرس الجمهوي، وقد يتطور الأمر لضرب الرصاص في الهواء، لكن لم تسجل أي حالة قتل كون الموضوع يتم التدخل فيه بشكل مباشر”.

وعن طبيعة العلاقة مع عناصر الدفاع الوطني يجيب أبو زياد  “عناصر الحزب يعملون جاهدين على استمالة عناصر الدفاع الوطني، وتطويعهم في خدمتهم، في مقابل الوعود بضمهم إلى كتائب الحزب العسكرية، والاستفادة في الميزات من الرواتب والطعام والدورات التدريبية في إيران”.

ويضيف “هناك العديد من حالات التشيع التي ظهرت لدى عناصر الدفاع الوطني، رغبة من العنصر لتسهيل عملية ضمه للحزب، وهو مايسعى الحزب إليه ويحاول الترويج له بطرق غير معلنة”.

ضباط النظام يميلون إلى روسيا

من خلال حديثنا المطول مع سامر و أبو زياد، تبين أن ضباط النظام لايفضلون حزب الله، ويميلون إلى العناصر الروس، ويستمعون لأوامرهم، بينما عناصر الدفاع الوطني يميلون إلى حزب الله، حيث يرون في الروس عدواً لهم، بسبب معاملة العناصر الروس لهم بشكل سيء ووصفهم بأنهم لصوص”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة