النظام يروج لـ “تلفزيون الكيبل”.. ما هي تكلفته وإمكانية تطبيقه في سوريا؟

النظام يروج لـ “تلفزيون الكيبل”.. ما هي تكلفته وإمكانية تطبيقه في سوريا؟

حسام صالح

كثر الجدل في الآونة الاخيرة، حول موضوع إلغاء العمل بأجهزة الستالايت ومنعها في مناطق #سوريا، واستبدالها بخدمة “البث الرقمي عبر الكيبل” والتي تحتاج إلى شبكة #انترنت وأجهزة مخصصة للاستقبال والإرسال على حد سواء، على أن تشمل هذه الخدمة العاصمة دمشق والمنطقة الوسطى والساحل، مع توارد الشائعات حول منع استخدام صحون الستالايت واستبداله بالخدمة الجديدة.

لكن في مقابل ذلك، ما هي آلية عمل هذه الخدمة الجديدة، ومن سيكون المسؤول عنها، وهل هناك بنية تحتية وإمكانات تسمح بتشغيل هذه الأنواع من #الأجهزة، وكم تكلف المواطن السوري شهرياً في حال استخدامها؟

ماهو التلفزيون الكيبلي؟

قبل أن نتكلم عن التفلزيون الكيبلي وآلية عمله، لابد من الإشارة إلى الطرق الرئيسية لاستقبال إشارات #التلفزيون، فالطريقة الأولى وهي التقليدية، أو ماتسمى “التلفزيون الأرضي” وهي إشارات التلفزيون التي تتصل من مصدر الأرضية، وعادة مايكون عن طريق برج البث، وتشمل القنوات التلفزيونية التقليدية.

والطريقة الثانية، هي البث عبر الأقمار #الصناعية، ويتم الاستقبال عبر جهاز الستالايت، وتظهر لدينا من خلالها الفضائيات المختلفة، وتحتاج إلى طبق موجه إلى أحد الأقمار الصناعية وجهاز استقبال “ريسيفر”.

أما الطريقة الثالثة هي طريقة التلفزيون الكيبلي مختلفة عن سابقاتها، فتكون عن طريق اشترالك تصلك خدماته عن طريق “الكابل”،  الوارد من شركة #الاتصالات، وهو نفسه الكيبل الذي يستقبل من خلاله شبكة الانترنت والهاتف، وتحتاج إلى نوع معين من أجهزة #التلفزيون وسرعة اشتراك في الانترنت لاتقل عن 512 ميغابايت، وجهاز يدعم هذه الخدمة

وعادة مايتم الاشتراك بقنوات محددة، يختارها المشاهد بذاته ويقوم بدفع مقابل مادي عن قناة أو باقة من القنوات المراد مشاهدتها، إلا أن مشروع التلفزيون الكيبلي المراد تطبيقه في #سوريا، بحسب ماصرح به وزير إعلام النظام مع أعضاء مجلس الشعب، فسيتم انتقاء قنوات محددة من قبل وزارة إعلام #النظام، يسمح لهم بمشاهدتها، ومنع قنوات أخرى “منعاً للفوضى الإعلامية”.، على أن تقدم الخدمة الجديدة بالتّنسيق مع الوزارة ومقدّمي الخدمات المرخّص لهم.

ماذا عن متطلبات الاستخدام والأسعار؟

ذكرت وزارة #الاتصالات والتقانة التابعة للنظام في بيان على موقعها الالكتروني، أنه سيتم العمل على تقديم خدمة التلفزيون الكابلي، عن طريق 4 شركات في الوقت الحالي، وستكون متاحة من خلالهم، حيث يمكن الاشتراك بها بأسعار لا تعتبر عالية، وتكون قيمة الاشتراك بالخدمة بين 1500 و3500 ليرة بحسب الباقات، وستكون الأولوية في بث القنوات الأرضية التي ستكون متاحة على هذا النظام.

والحصول على هذه #الخدمة يحتاج إلى عدة أمور أساسية، وهي شاشة أو تلفزيون مع وصلة تحويل إلى  HDMI، وجهاز IPTV ، وخدمة ADSL، ذور سرعة متوسطة.

في بحثنا عن أسعار هذه الأجهزة في سوريا، قمنا بجولة في منطقة “السويقة” داخل العاصمة #دمشق على المحلات التي تقوم ببيع هذه الأنواع من الأجهزة، وكان سعر أقل شاشة قياس 32 بوصة حوالي 90 ألف ليرة سورية، وجهاز IPTV ويتراوح سعره بين 40 و80 ألف ليرة حسب الشركة المصنعة، واشتراك الانترنت الشهري بسرعة 512 سعره يتراوح بين 1700 و2200 ليرة سورية، و2500 ليرة قيمة الاشتراك بالباقة الخاصة بالـIPTV وبالتالي فإن المواطن السوري يحتاج للحصول على هذه الخدمة لأول مرة وسطياً نحو 134 ألف ليرة (300 دولار).

وفي تصريح لصاحب مجموعة بروتك (كمي هلال)، الذي حصل على ترخيص للبث بهذه التقنية في سوريا، أكد  أن “الأجور لم يتم التصريح عنها بعد ولكنها  ستتراوح ما بين 1500 ل.س و5000 ل.س وهذه الأسعار تستطيع أي عائلة سورية ان تدفعها وتختار مجموعة #القنوات التي تريدها وتحقق اهتماماتها”،

ولفت في حديث له مع موقع “صاحبة الجلالة”، أنه “وعلى الصعيد #الاقتصادي ستعود تلك الخدمة بإيرادات جيدة للدولة و ستقدم فرص عمل لشريحة جديدة من #المواطنين بالشركات التي تقدم هذه النوع من الخدمات”.

ما هي إمكانية التطبيق؟

وزارة الإعلام التابعة للنظام قالت في وقت سابق إن “التلفزيون السوري انتهى من تركيب منظومة بث رقمي جديدة، وبدأ العمل فيها فعلياً في العاصمة دمشق والساحل والمنطقة الوسطى، حيث ستبث قنواته الرسمية ضمن حزمة البث الرقمي”.

وعن مدى إمكانية تطبيق خدمة البث الرقمي عن طريق الكيبل في سوريا، قال أحمد الشهابي (مهندس سابق في وزارة الاتصالات السورية)، إن هذه الخدمة موجودة منذ عشرات السنين في الدول الأخرى، لكنها لم تكن معروفة في سوريا نتيجة تحكم النظام بالشركات التي تقدم خدمات انترنت وضعف البنية التحتية، ومع انطلاق الثورة السورية بات هناك عقوبات على سوريا من قبل الدول الغربية في شتى المجالات #التقنية، فتعد بنية استخدام هذه الخدمة غير موجود حالياً”.

وأضاف الشهابي “هذه #الخدمة تعتبر مكلفة مادياً على المواطن من حيث الاشتراك فيها وحصوله عليها لأول مرة، ونحن لانقول أنها خدمة ليست بالجيدة، لكن نية #النظام من وراء ذلك توجيه الناس لقنوات يحددها بنفسه ويحجب قنوات أخرى”.

واعتبر الشهابي، أن هذ #الدعاية التي يروج لها #النظام تأتي بالتزامن مع حديثه عن إعادة #الإعمار والمشاريع الضخمة التي ينوي عملها بعد التسويات الاخيرة مع فصائل المعارضة وتهجير المدنيين من مناطقهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.