محمد نجار

بدء محصول القمح في الحسكة يميل إلى اللون الذهبي، ما يوحي للمزارعين أنه نضج مبكراً، إلا أن الحقيقة العلمية تقول إنه أصيب بوباء وبات على حافة #التلف، هذا ما أكده الخبير الزراعي (عبد المعين مصارع) من الوحدة الإرشادية في بلدة تل تمر التابعة لمحافظة الحسكة.

ويشكو العديد من #المزارعين هناك من ضياع محاصيل القمح بعد أن زودتهم المؤسسة العامة لإكثار البذار بالبذور التي تم استيرادها من روسيا على أنها مقاومة لظروف الجفاف التي عصفت بالشرق الأوسط في آخر 25 سنة، إلا أن هذه المحاصيل كانت أضعف بكثير من السلالات المحلية في مواجهة #الأمراض والأوبئة والجفاف.

المزارع أبو سطام، شكى من تحول المحصول فجأة من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر قبل أوان #الحصاد بأكثر من شهر وهذه ظاهرة غريبة جدا ليتبين لاحقاً بأن المحصول قد تلف بنسبة 80% والأوان قد فات على علاج هذه الآفة.

وفي مدينة طفس بمدينة درعا الوضع يشابه تماما ما يعاني منه #المزارعون في سوريا ككل، حيث حاول المزارع (سامر عسكر) إنقاذ محصوله بالأدوية والمبيدات ولم يترك أي طريقة متاحة إلا وسلكها، لكنه لم ينجح.

واشتكى سامر من الوباء الفطري الذي أصاب محاصيل أخرى غير #القمح، قائلاً إن “نوعية البذور في هذا العام غير مسبوقة، والمحاصيل التي رُويت بالماء قليلة جدا”، مشيراً أنه خسر لم يخسر محصوله فقط، لكن خسر تكاليف #الفلاحة والسقاية.

وأكد من وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي التابعة للنظام فضل عدم ذكر اسمه لموقع الحل، أن الشعير والقمح هذا العام أصيبا بمرض “التبقع السبتوري الفطري”، نتيجة استيراد البذور من #روسيا وهي غير مناسبة للظروف المناخية حيث تختلف درجة الحرارة بين الشرق الأوسط التي تصل إلى حد 40 درجة ومناطق سيبيريا التي لا تتجاوز 15 درجة في فصل الصيف.

وأشار المصدر إلى أن أمن المنطقة العربية الغذائي مهدد وخاصة مع محاولة روسيا بناء مركز لتجميع #القمح في مدينة طرطوس ليتم توريد القمح الروسي إلى سوريا ومن ثم تصديره إلى دول #المنطقة على أنه قمح سوري.

وكشف وزير النقل التابع لحكومة النظام (علي حمود) في وقت سابق، عن مقترح لإنشاء مركز توزيع للقمح الروسي في طرطوس، حيث تملك روسيا حاليا أكثر من 80 مليون طن من الحبوب جاهزة للتصدير.

وقال حمود، إن “#روسيا في ظل احتياطيات #القمح الكبيرة تحتاج إلى سوق تصريف، لذلك تم اقتراح بأن تكون سوريا مركزا لتوزيع القمح الروسي في منطقة الشرق الأوسط”.

ولم يذكر مسؤول النظام، أن روسيا قد جنت محصولا قياسيا من الحبوب العام الماضي بلغ 134.1 مليون طن، لتكسر الرقم القياسي الذي سُجل في الاتحاد السوفيتي عام 1978، عندما تم جمع 127.4 مليون طن، حيث بلغ محصول القمح عام 2017، لأول مرة في تاريخها، 85.8 مليون طن، لكن هذه المحصول مصاب بفطر القمح المتسبب بهذه الآفة التي يعاني منها محصول #القمح في سوريا اليوم بحسب ما أكده المهندس ياسر الأحمد.

الفضيحة تتجاوز الحدود السورية

وتجاوزت مشاكل القمح الروسي المتعفن الجغرافيا السورية لتطال دول البحر المتوسط حيث نشرت صحيفة “روسيسكايا غازيتا ” مقالا تحت عنوان “ماذا وراء فضائح الحبوب الروسية” ذكرت فيه أن “سفينتين روسيتين محملتين بالحبوب مازالتا راسيتين في ميناء سوري منذ 3 أشهر، ويرفض الجانب السوري استلام البضاعة لكونها لا تطابق معايير الجودة المحلية”.

ونقلت الصحيفة تصريح لرئيس الاتحاد الروسي لمنتجي الحبوب (أركادي زلوتشيفسكي)، “من أن الهيئة الفدرالية للرقابة #البيطرية والسلامة النباتية رفضت إصدار وثائق جديدة بخصوص هذه الحبوب لنقلها إلى مصر، ويبدو أن على السفينيتين العودة إلى #روسيا للحصول على الوثائق المطلوبة، ومن ثم الإبحار من جديد إلى البحر الأبيض المتوسط، وهذا يعني خسارة مالية كبيرة”.

فيما أكد ممثل الهيئة الفدرالية للرقابة البيطرية والسلامة النباتية، بأنهم سيعقدون صفقة تجارية مع وزارة الزراعة في حكومة النظام، لتصريف #الشحنة في السوق المحلية السورية ولبنان، بحسب الصحيفة.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.