تحرير الشام والمهرّبون يتقاضون الدولارات لتمرير المهجرين إلى تركيا.. والنتيجة اعتقالات وانتظار على الحدود

تحرير الشام والمهرّبون يتقاضون الدولارات لتمرير المهجرين إلى تركيا.. والنتيجة اعتقالات وانتظار على الحدود

محمد وسام – موقع الحل

يتجمع عشرات السوريين على الشريط الحدودي بين #سوريا وتركيا قرب مدينة إدلب في مشهد يومي متكرر، على أمل تمكنهم من العبور إلى الجهة المقابلة بطريقة غير شرعية على اعتبار أن الدولة التركية أغلقت في وجههم جميع المعابر الحدودية الرسمية.

مئات العائلات من مختلف المدن السوريّة وصلت إلى الشريط الحدودي قبالة إدلب، الكثير منها مضى على وجودها أسابيع وهي تحاول العبور إلى تركيا بغفلة من عناصر حرس الحدود التركيّة “الجندرما”، وذلك بمساعدة بعض المهربين الذي يتولون عمليّة تهريب الأهالي إلى الأراضي التركيّة مقابل مبالغ باهظة يدفعها المسافرون.

موقع الحل جال في منطقة خربة الجوز التي تقع على الشريط الحدودي قبالة ريف إدلب وتمثل أحد مراكز المهربين، ونقاط الانطلاق لعمليّات تهريب العائلات إلى الأراضي التركية، تجد في المنطقة عشرات العوائل الهاربة من جحيم القصف والحصار التي تنتظر دورها للبدء برحلة “التهريب” عبر الجبال والأراضي الحدوديّة على أمل العبور نحو الجهة الأخرى.

الكثير من الأهالي يرفض التحدث مع الصحفيين عن مرارة رحلة الوصول إلى هنا لتبدأ رحلة معاناة أخرى باتجاه تركيا، حيث يعيش الأهالي هنا أوضاعاً إنسانيّة بالغة الصعوبة، نتيجة عدم وجود مأوى أو مسكن يلتجؤون إليه خلال مدة إقامتهم في المناطق الحدوديّة.

لكن هنادي صبّاغ القادمة مع ابنتها من الغوطة الشرقية قررت التحدث إلينا عن رحلتها التي بدأت من الغوطة وتأمل أن تنتهي بها إلى مدينة أضنه التركية، تقول هنادي إنها تتواجد مع ابنتها رغد (١٥ عاماً) هنا منذ عشرين يوماً، وتعرضت للاعتقال مرتين على يد حرس الحدود التركي خلال محاولات برفقة المهربين ومجموعات من الأهالي العبور إلى تركيا.

وتؤكد هنادي أن لا خيار لديها سوى السفر إلى تركيا بعدما خسرت منزلها نتيجة تهجيرها إلى جانب الآلاف من الغوطة الشرقية على يد قوّات النظام، وتقول “سأذهب إلى أخي المقيم في تركيا، لم يعد لدي مأوى في سوريا، حاولنا مرات عدّة ولم نستطع العبور، الرحلة شاقة جداً، مضى على خروجي من الغوطة نحو خمسة أسابيع”.

مبالغ باهظة تصل لبضعة مئات من الدولارات يضطر الأهالي لدفعها للمهربين، مقابل إيصالهم للأراضي التركية عبر مجموعات، في رحلة محفوفة بالمخاطر وقد تمتد لساعات سيراً على الأقدام في الأراضي الحدوديّة وبين الجبال، وهي غير مضمونة فهنالك احتمالية بأن تعتقل الجندرما كل مجموعة الرحلة فيما اذا تمكنت من رؤيتها وهو ما يحصل غالبا.

استغلال المسافرين ماديّاً لم يقتصر فقط على المهربين، فقد فرضت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) التي تسيطر على بعض القرى والبلدات الحدوديّة مبلغ خمسين دولارا أمريكيا، على كل شخص يود التوجه إلى تركيا بطريقة غير شرعيّة.

تحرير الشام أنشأت مكتباً تحت عنوان مكتب “أمن لعبور”، يتم عبره تنظيم إيصالات بأسماء مسافري كل مجموعة على حدى بالتعاون مع كافة المهربين على الشريط الحدودي، وتفرض الهيئة ضريبة تصل لثلاثة آلاف دولار على المهرب الذي يأخذ شخص إلى الحدود بدون وصل، وقد حصل موقع الحل على صورة لأحد تلك الإيصالات التي ينظمها مكتب أمن العبور.

مئات الآلاف من المدنيين في سوريا وجدوا نفسهم فجأة بلا مأوي نتيجة سياسة التهجير القسري التي يتبعها النظام في المناطق الخارجة عن سيطرته في البلاد، يضاف إليهم الأهالي التي ضاقت بهم الحياة في مختلف المناطق السوريّة، دفعتهم الظروف الراهنة لخوض رحلة التهريب المليئة بالمخاطر علّها تصل بهم إلى بر الأمان في مختلف بلدان اللجوء حول العالم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.