محمد النجار

اعتاد الشاب حسين (مقيم في مدينة غازي عينتاب التركية)، على نمط العمل التركي المجهد، ورغم أن المردود الذي يتقاضاه الشاب قليل لكنه مستمر في الالتزام بالدوام ضمن معمل تركي مختص بصناعة الأغذية.

ويشارك حسين زملائه #السوريين أنواع العمل المتوفرة في المعمل، حيث أن اليد العاملة السورية باتت مفضلة لدى أصحاب الشركات والمعامل الأتراك لأسباب كثيرة لعل أهمها “تكلفة أقل وجهد أفضل”.

650 ألف سوري يعملون الآن في تركيا، 20 ألف فقط حصلوا على تراخيص عمل، حسب إحصائيات ودراسات تركية، بينما بات عدد السوريين في تركيا يتجاوز الـ 3،5 مليون لاجئ سوري.

ويعمل غالبية السوريين المنتشرين في ولايات تركية رغم عدم حصولهم على إذن عمل يوفر لهم أدنى حقوق #العمال، لكنهم مع ذلك مجبرين على البحث عن أي فرصة توفر لهم ما تفرضه عليهم ظروفهم المعيشية.

وتشيد رئيسة بلدية غازي عينتاب (فاطمة شاهين) بالتعاون بين أرباب العمل الأتراك والسوريين، وقالت في حديثها لوكالة فرانس برس: إن “إتقان السوريين للغتين الإنجليزية والعربية يشكل ميزة مهمة خصوصاً للتجارة مع الخارج”.

انتعاش اقتصادي

تجاوز عدد #الشركات السورية في تركيا العشرة آلاف شركة محسوبة معها الشركات غير المسجلة أو تلك التي يدخل بها أتراك كشركاء في العمل.

وباتت نسبة مساهمة السوريين في الاقتصاد التركي تتجاوز الـ 14% فيما يخص الاستثمارات #الأجنبية، فيما بلغت المساهمة الاقتصادية للسوريين بنحو مليار و260 مليون ليرة تركية.

وركز رجال الأعمال السوريين على الاستثمار في مناطق انتشار اللاجئين مثل غازي عينتاب وإقليم هاتاي ومرسين وإسطنبول وأورفا وقونيا وقيصري وبورصة.

فراس العلي (مدير شركة إعلانية في غازي عينتاب)، قال لموقع الحل: “ساهم السوريون بنحو 17% من اقتصاد عينتاب، هنا يوجد أكثر من 1000 شركة سورية مرخصة وتدير نشاطاتها في مناطق المدينة #الصناعية، كما أن المدينة باتت منتجة أكثر من ذي قبل وأصبحت مصدر للمنتجات سواء للولايات الأخرى أو لخارج تركيا”.

ويتابع العلي حديثه “لا شك أن #السوريين باتوا عنصراً فاعلاً في تركيا وخاصة في جنوبها حيث يتركز معظمهم، لكن لا تزال هناك عقبات ومشاكل تفصيلية لابد من حلّها مثل التراخيص ومراقبة جودة المنتجات وما إلى ذلك من أمور تلتزم بها الشركات السورية غير المرخصة”.

ويوضح العلي، أن “الأتراك حقيقة استفادوا من السوريين الذين عززوا التداول #الاقتصادي في ولايات تركية مكتظة بالسوريين وهذا من شأنه تقوية الاقتصاد التركي في هذه الولايات، ولعل منح الجنسية التركية للكثير من السوريين كان من دوافع استفادة الأتراك من الخبرات السورية في عدة مجالات”.

 

عمال بتكاليف أقل!

وازدادت نسب البطالة في تركيا وفق إحصائيات رسمية، وكان انتشار السوريين وبحثهم الدائم عن العمل من إحدى الأسباب التي أدت للتأثير بمعدلات البطالة لدى الأتراك بحكم ازدياد عدد الباحثين عن عمل مقابل الفرص المتاحة.

وازدادت معدلات البطالة لتصل إلى 10،3% في تركيا، بينما تركز الارتفاع في المدن التي يتواجد فيها السوريون بكثرة وخاصة جنوبي تركيا.

ناصر حداد (مدير مكتب قانوني في مدينة عينتاب، يقول لموقع الحل: “يعمل السوريون بأجور رخيصة قد تصل إلى 150 ليرة تركية بالأسبوع الواحد وبعمل قد يمتد لعشر ساعات متواصلة يومياً، هذا ما أثر سلباً على العمال #الأتراك الذين لا يعملون إلا إن تقاضوا على الأقل ما يساوي الحد الأدنى الذي يعادل تقريباً 400 دولار أمريكي”.

ويضيف “أرباب العمل الأتراك راضون جداً عن تشغيل #السوريين، ويمكنهم فصلهم عن العمل متى أرادوا، وحصلت عدة حالات احتيال على عمال سوريين لم يتقاضوا أجورهم في الوقت الذي لا يوجد أي دليل يثبت عملهم لدى رب العمل التركي”.

ولا تقتصر عمالة السوريين في #تركيا التي ساهمت في تنشيط حركة الاقتصاد التركي ببعض الولايات على الراشدين فقط، بل أقحم صغار السن في أعمال لا تناسب أعمارهم ومع ذلك مستمرون بالعمل لكسب قوتهم.

أعمال متنوعة

واستثمر السوريون في جميع المجالات الاقتصادية بتركيا سواء #التجارية أو الصناعية أو الخدمية، كما دخلوا عدة اختصاصات وأسواق وباتوا من أبرز المنافسين سواء برأس المال أو بعلاقاتهم التجارية.

المهندس فواز محمد (مدير شركة طيبة للاستشارات الهندسية) قال للحل: “لا شك أن تواجد السوريين في سوق العمل التركية كان له تأثيرات إيجابية أكثر من السلبية من حيث الخبرات الجديدة التي أضيفت للسوق المحلي التركي”.

ويضيف محمد “اختلاف طريقة العمل والمنتجات والاهتمام بها وثقافة الشعبين أثرت بشكل إيجابي على النشاط الاقتصادي التركي بعد دخول السوريين لتركيا، ونلاحظ أيضاً أن التجار السوريين افتتحوا أسواقاً عربية وإفريقية عديدة، وأنا من الأشخاص الذين أتوا بمستثمرين أفارقة للتسوق من السوق التركية”.

ويتابع “ويمتد التأثير الإيجابي للسوريين في #تركيا على كافة القطاعات، حيث استفادت ليس فقط باقتصادها بل أيضاً بمجالات أخرى من السوريين مثل تقوية اللغة العربية ومشاركة الأطباء السوريين لخبراتهم الطبية في المشافي التركية”.

الجدير ذكره أن معظم أصحاب الشركات السوريين الذين نقلوا نشاطهم الاقتصادي إلى تركيا وجهوا عملائهم المتعاملين معهم مسبقاً لاستيراد بضائع هذه الشركات والمعامل والمصانع من تركيا.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.