قصي الإبراهيم ـ موقع الحل

يعيش أهالي مدينة #الرقة الآن، رمضانهم الأول بدون وجود لتنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) والذي فرض قيوده وقوانينه عليهم على مدى اربعة أعوام متتالية غابت خلالها جميع الطقوس الرمضانية.

يحاول السكان حاليا خلق أجواء وطقوس تلائم عاداتهم وتقاليد حياتهم الطبيعية على الرغم من صعوبة الظروف التي يعيشونها إلى جانب الدمار الكبير الذي غير ملامح مدينتهم، فاغلب المساجد التي كانت تقيم الصلوات في #رمضان تحولت الى ركام إلا القليل منها.

يقول عبد المنعم عزام (من سكان حي الرميلة) لموقع الحل، إننا “كدنا ننسى طقوس رمضان خلال السنوات الماضية التي مرت علينا بوجود التنظيم ورجالاته المتمثلين بعناصر الحسبة، الذين حرموا كل شيء يتعلق بطقوس رمضان من تزين الشوارع بالفوانيس وزينة رمضان بحجة أنها بدعة، إضافة إلى التضييق علينا بما يخص العادات الاجتماعية فهو يمنع الاختلاط بين الأقارب (ذكور وإناث) والتدقيق الشديد على الأهالي، فكان يحرم التجمعات وخاصة الشباب، كل ذلك أجبرنا على البقاء في منازلنا وعدم الخروج منها إلا للحاجة الضرورية طلية الشهر، وفق قوله.

يتابع “الوضع الآن مختلف تماماً، فلم نعد نعاني من رقابة وقوانين داعش الصارمة التي كانت تصل بالشخص الفاطر، إلى عقوبة الجلد والصلب حياً تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة ثلاثة أيام متواصلة أو وضعه في قفص حديدي بوسط دوار النعيم، حيث يقومون بوضع لافته عليه تقول: “أنا فاطر بدون عذر شرعي” لكي يشاهده جميع المارة من المنطقة ما يجعله بموقف محرج ومهين، وفق تعبيره.

تقول أم محمد من الحي ذاته لموقع الحل، إن “شعورنا لا يوصف بقدوم رمضان بدون وجود داعش في المنطقة، على الرغم من وجود صعوبات ومشاكل عديدة تواجهنا إلا أن الشيء الوحيد الذي ينسينا قليلاً أننا تخلصنا من قبضة الظلام، وفق وصفها.

تصف أم محمد يومها في رمضان، “أنزل إلى التبضع بشكل يومي فالوضع ليس كما في السابق، لا توجد كهرباء سوى لبضعة ساعات وبواسطة مولدات صغيرة خاصة لا تتحمل استطاعتها تشغيل البراد، لذلك لا يمكن خزن الخضروات أو الفواكه واللحوم والبيض وغيرها من المواد الأخرى مع حلول فصل الصيف لذلك اضطر للتبضع يوميا”.

وبدوره قال علي الخليف (صاحب محل نسائي في حي الطيار) لموقع الحل، إنه “قبل سنتين كان لديه محل لبيع الملابس النسائية بوسط المدينة ولم يكن بمقدوره أن يعرض الملابس النسائية الجذابة بواجهة المحل لأن عناصر الحسبة تمنع ذلك، وأية مخالفة ستكلفني إغلاق المحل وتغريمي وسجني أيضاً، ما دفعني لبيع المحل بكافة محتوياته آنذاك.

وبين أنه “اليوم بإمكانه عرض الملابس النسائية بأنواعها على واجهه محله بدون خوف أو تدخل من أي أحد” وفق تعبيره.

وقال حسن أبو المجد (من سكان حي المشلب) أيضاُ لموقع الحل، إن “الأهالي الآن يعيشون حياتهم الاجتماعية والدينية بكل حرية دون خوف أو قيود، وعادوا لإقامة صلوات التراويح ببعض الجوامع التي تعرضت لضرر قليل تزامناً مع عودة طقوس السهر بعد الانتهاء من الصلاة ليلاً، حيث يجتمع الجيران كلهم نساء ورجال وأطفال يسهرون حتى وقت السحور دون مشاكل أو مضايقات، على حد قوله.

فيما عبرت أم مهاب (من سكان حي المعري)، أن “هذا الموسم من رمضان هو أفضل موسم من السنوات الأربع الماضية التي ترافقت بوجود التنظيم، وتمنت أن يكون رمضان الموسم القادم مليء بالطمأنينة والخير وأن يعود جميع النازحين إلى منازلهم، وأن تتم إعادة اعمار المدينة وعودة الأمن والأمان لها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.